بغداد/14 اكتوبر/رويترز:قتل نحو 95 شخصا على الأقل أمس الاثنين في هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة في مدينة كركوك المضطربة وقال شهود إن بعض الضحايا حوصروا داخل حافلة واحترقوا بداخلها حتى الموت. وقالت الشرطة أيضا إن 180 أصيبوا وحذرت من أن عدد القتلى قد يرتفع من جراء ذلك الانفجار الذي زاد من حدة التوتر في المدينة الواقعة في شمال العراق ويسكنها خليط من الأكراد والتركمان والشيعة والعرب السنة والتي تعتزم إجراء استفتاء حاسم على مستقبلها. وهذا الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني واحد من عدة هجمات وقعت في كركوك التي من المفترض أن تقترع هذا العام على الانضمام إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي. وصرح نائب قائد شرطة مدينة كركوك اللواء تورهان عبد الرحمن أن قوة الانفجار أدت إلى تدمير عشرات المنازل والمتاجر بصورة كاملة. وقد اندلعت النيران في عشرات السيارات وأن ركاب إحدى الحافلات حوصروا داخل الحافلة حيث لقوا حتفهم حرقا. وقالت الشرطة إن 25 من الجرحى في حالة خطيرة وإن كثيرا من الجثث ربما ما زالت مدفونة تحت الأنقاض، وأضافت أن الشاحنة انفجرت بعد دقائق من هجوم بسيارة ملغومة وقع داخل منطقة للتسوق بكركوك وأسفر عن إصابة شخصين. وقالت الشرطة أيضا إن ضابط شرطة قتل وأصيب أربعة آخرون بعدها بقليل عندما انفجرات سيارة ملغومة كانت متوقفة في جنوب كركوك. واكتشفت الشرطة سيارة ملغومة رابعة وأبطلت خطرها دون وقوع أي أضرار. وإلى الجنوب من بغداد قال الجيش الأمريكي إن آلاف القوات الأمريكية اجتاحت منطقة يشتبه في أنها ملاذ آمن للقاعدة في العراق تستخدم في تعزيز العمليات القتالية للمتشددين في العاصمة. وشنت القوات الأمريكية والعراقية سلسلة من العمليات الأمنية الكبيرة منذ الشهر الماضي بعد وصول 28 ألف جندي أمريكي إضافي كان الرئيس الأمريكي جورج بوش أمر بنشرها في العراق. وتهدف العمليات إلى وقف أعمال العنف بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية والتي تدفع البلاد إلى حافة حرب أهلية وتهدف في الوقت ذاته إلى منح رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الوقت الكافي لتمرير قوانين أساسية لاقتسام السلطة. لكن مشاهد الدمار في كركوك الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي طوزخورماتو حيث تسبب انفجار ضخم لشاحنة ملغومة في مقتل 130 على الأقل في السابع من يوليو تظهر مدى التحدي. كما أن مرور الوقت يزيد من الضغوط. ويريد كثير من الأمريكيين أن تعود القوات الأمريكية قريبا للوطن وانضم أعضاء كبار من الحزب الجمهوري إلى المطالبة بتغيير استراتيجية العراق. ويقول بوش إنه لن يغير نهجه إلى حين صدور تقرير منتظر عن التقدم في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر في سبتمبر. وتستهدف العملية وقف تدفق السلاح والمقاتلين على العاصمة حيث تخوض القوات الأمريكية والعراقية بالفعل قتالا عنيفا لطرد المسلحين من هناك. وفي غارات بدأت قبل فجر أمس وصلت القوات الأمريكية المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر إلى منطقة وصفها الجيش الأمريكي بأنها ملاذ آمن للقاعدة حول وادي نهر الفرات على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد. وقالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي إن المنطقة التي بها شبكة كبيرة من القنوات كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين القوات الأمريكية والمقاتلين من قبل وإن الجنود الأمريكيين طلبوا دعما جويا مرة واحدة على الأقل في الساعات الأولى من العملية. ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن قوات الأمن العراقية ما زال أمامها الكثير لتصبح قادرة على الحفاظ على الأمن بدون مساعدة القوات الأمريكية وأبلغ ضابط كبير صحيفة نيويورك تايمز أنه لا يمكن تحقيق نجاح قبل ربيع العام القادم. ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال ريك لينش قوله "سيستغرق الأمر منا الصيف والخريف حتى نحرم العدو من معاقله ... ثم سيستغرق أوائل العام المقبل حتى الربيع" لتأمين تلك المكاسب. في سياق اخر قال ديس براون وزير الدفاع البريطاني أمس الاثنين ان بريطانيا تتوقع سحب 500 جندي من قواتها البالغ قوامها 5500 فرد في جنوب العراق خلال اسابيع وانها ستقيم بعدئذ متى يمكنها سحب بقية قواتها. وقال براون أمام البرلمان "وصلنا إلى مرحلة لنا فيها 5500 جندي في العراق وإذا استطعنا كما نتوقع تسليم قصر البصرة للسيطرة الأمنية العراقية خلال أسابيع فسنتمكن من خفض القوات بمقدار 500" فرد آخر. وأضاف "وفي تلك المرحلة سنجري تقييما لقدرة قوات الأمن العراقية بالتشاور مع حلفائنا وأساسا مع حليفنا الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قدرتنا على الانطلاق من تلك النقطة الى حيث يمكننا سحب قواتنا."