التحقيق وجد أن قوات أمن فتح في غزة كان يعطل عملها انتشار المحاباة
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/من: محمد السعدي: تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعة بإصلاح حركة فتح بعد تحقيق داخلي انتقد سلوك القادة الذين فقدوا السيطرة على قطاع غزة لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال عباس الذي تسلم تقريرا يقع في 200 صفحة من مسؤولين كبار وقادة امن انه سيأخذ التقرير كما هو وينفذه بالكامل. وقال نبيل عمرو وهو احد كبار مستشاري الرئيس الفلسطيني ان التقرير وجد ان قوات الأمن التابعة لحركة فتح في غزة كان يعطل عملها انتشار المحاباة وانه تسللت في صفوفها عناصر معادية وأضعفها قبول مجندين دافعهم لقمة العيش أكثر منه العقيدة. وقال عمرو الذي كان عضوا في اللجنة المؤلفة من تسعة أعضاء التي أجرت مئات الساعات من الاستجوابات لقادة فتح في مؤتمر صحفي ان هناك إصرارا على استخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة وجعلها خطوة أولى نحو إصلاح حقيقي. وقبل عباس يوم الخميس استقالة محمد دحلان مستشار الأمن القومي. وأصاب دحلان الذي كان غائبا لتلقي العلاج الطبي عندما اجتاحت قوات حماس القوات التابعة لحركة فتح وطردتها من قواعدها في غزة الأمريكيون كانوا ساعدوا في تدريب قوات دحلان وكانوا ينظرون إليه على انه حصن قوي ضد الإسلاميين. وقال مسؤولو عباس وفتح يوم الخميس ان دحلان لن يواجه شخصيا أي إجراء تأديبي. لكن عضوا كبيرا في لجنة التحقيق قال ان نحو 60 من ضباط قوات الأمن التابعة لفتح حتى رتبة عميد سيواجهون محاكمة عسكرية قريبا. وقال عمرو ان آخرين تم تنزيل رتبتهم. وأضاف ان بعض مسؤولي الأمن الفلسطينيين قدموا معلومات مضللة للقيادة وانه جرى تقييم غير دقيق للأحداث في غزة وأثناء تلك الحوادث. والتقرير نفسه لم ينشر لكن عمرو قال انه انتقد نقص التنسيق بين قوات الأمن أثناء القتال في يونيو الذي خلف أكثر من 100 قتيل وشهد رجال فتح يتخلون عن مواقع رئيسية من بينها مجمع الرئاسة الخاص بعباس في غزة. وقال عمرو انه لم تكن توجد قيادة ميدانية وان هذا الأمر كان مرعبا، وأضاف انه لا يمكن ترك ضابط يعمل على حدة في الميدان. ورغم ان عمرو لم يذكر صراحة ان حماس هي التي يعتقد أنها اخترقت قوات الأمن بعملاء إلا انه قال ان حالة التسلل في هذه القوات وقعت بسبب التجنيد العشوائي ضمن مشاكل أخرى. وقال عمرو ان التقرير وجد ان مسؤولي الأمن تقاعسوا عن إطاعة تعليمات عباس بأن يتخذوا إجراءات لإحباط "انقلاب" محتمل من حماس قبل اندلاع القتال.
وبدا ان كبار مسؤولي فتح حرصوا على حماية عباس من أي لوم عن الانهيار الذي وقع في غزة. لكن سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس قال ان التقرير أظهر ان الرئيس عباس يجب ان يعترف بمسؤوليته أمام الشعب الفلسطيني لأنه القائد العام لأجهزة الأمن التي اظهر التقرير أنها كانت مسؤولة عن الهجوم على حماس وعلى الشعب. وقال ان التقرير أيضا دعم اتهامات حماس بأن الفساد كان يتغلغل في قوات الأمن التي تديرها فتح. وبعد أسبوع من القتال سيطرت حماس على كل غزة وشعب القطاع الساحلي الذي يبلغ تعداده 1.5 مليون نسمة. ومازالت فتح تسيطر على الضفة الغربية التي يقيم فيها 2.5 مليون فلسطيني. وعزل عباس الحكومة التي تتزعمها حماس وعين حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض التي أنهت العقوبات الدولية التي فرضت على حكومة حماس وتعمل مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على تنازلات في الضفة الغربية المحتلة. ومازال قطاع غزة معزولا عن بقية العالم يرفض التعامل معه كل من إسرائيل والغرب وعباس. وقال عباس مرة أخرى انه لن يتحدث إلى حماس إلى ان تتخلى عن السيطرة على غزة وقال انه يزمع إصدار مرسوم يجري تغييرا في قواعد الانتخابات قد يعرقل فرص الإسلاميين في أي انتخابات تجري في المستقبل من تكرار الفوز الذي حققته حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي. ميدانياً استشهد أحد عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأصيب آخران بينهما طفلة في غارة جديدة لطيران الاحتلال على غزة، ما يرفع إلى ستة عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في القطاع والضفة.وقالت مصادر طبية إن الشهيد محمود أبو دقة (26 عاما) استشهد إثر إطلاق طائرة إسرائيلية صاروخا على الأقل على مجموعة من المقاومين بمنطقة العمور شمالي شرق القطاع.وكان عضو آخر من كتائب القسام استشهد إثر تعرضه لقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية شمالي شرق رفح أثناء اشتباك بين مقاتلي القسام وقوات الاحتلال بمنطقة الفخارية الواقعة شمال شرق رفح.وقال مصدر طبي فلسطيني إن القذيفة أدت إلى تمزيق جسد شريف بريص (33 عاما). وقالت مصادر في حماس إن بريص استشهد بينما كانت يتصدى لدبابة إسرائيلية تتوغل بمنطقة الفخارية، فيما قال جيش الاحتلال إن طائرة إسرائيلية قتلت بريص فيما كان يقترب من قوات إسرائيلية على الأرض.وفي غارة سابقة استشهد ثلاثة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من بينهم القيادي عمر الخطيب. وقد أكدت الجهاد استشهاد الخطيب واثنين من مساعديه وقالت إنه كان من أبرز قادتها والمسؤول عن عدد من العمليات ضد الاحتلال.وأفادت الأنباء من قطاع غزة بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي أطلق صواريخ على سيارة مدنية كانت تقل الثلاثة, ما أسفر عن استشهادهم جميعا.وأضافت أن الطائرات الإسرائيلية رصدت السيارة التي كانت تقلهم في شارع صلاح الدين جنوب قطاع غزة وأطلقت في اتجاههم صاروخين على الأقل.وفي بيت حانون شمال قطاع غزة أصيب شاب فلسطيني برصاصتين أطلقهما الجنود الإسرائيليون عليه قرب المنطقة الحدودية، ونقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج.وفي الضفة الغربية استشهد جهاد الشاعر (20 عاما) بعد أن هاجم حاجزا إسرائيليا قرب بيت لحم، فيما أصيب أدهم نظمي الشلامي (18 عاما) بجروح خطيرة عندما فتح جنود وحدة إسرائيلية خاصة النار عليه بينما كان يعمل في مصنع زجاج لوالده.