عبد الباسط الصمديالإعلام ..هو فن إيصال المعلومة إلى الآخرين كما عرفه البعض , كما انه عملية اتصال تهدف إلى الربط بين طرفين احدهما مرسل للمعلومة والآخر مستقبل والباحث عن البدايات لهذه العملية ومراحل تطورها والأسباب المؤدية إلى ظهورها , قد يجد بأنه لا يمكن أن تحوز هذه الصفحات من الصحيفة الحدود البسيطة للعملية , ويكفيه في ذلك المثل القائل " الحاجة أُم الاختراع ".إن الإعلام يجب أن يقوم على الواقعية , والجرأة الموضوعية , وعلى الرأي والرأي الآخر , والشفافية والصدق, والمهنية الحقيقية , والإخلاص والجدية , واستشعار المسؤولية , وتقديم المعلومة الناتجة عن العلم, والعمل على النجاح في أداء المهام الموكلة , والتكاليف القائمة على عاتق النوع الإعلامي , سواء كان المقروء منه أو المرئي أو المسموع , واختيار ما يناسب لبناء (كاريزما) الفرد وتطبيع المجتمع وإيجاد البيئة المناسبة , والمناخ المتحف بالاستيعاب الثقافي والتربوي والديني والصحي وغير ذلك .والمتأمل في الوضع الراهن الذي يعيشه إعلامنا العربي رغم التصاعد المستمر في القضايا والأحداث , والتطور المتسارع في التكنولوجيا والوسائل المساعدة لانجاز المهام الإعلامية , يجد من ذلك الوضع مأساة حقيقية ولا توجد أي بادرة أمل يمكن ذكرها في رفع منسوب الأداء الإعلامي العربي ,وتحقيق الآمال المنشودة والعمل على إيجاد توافق ملموس بين ما يجب أن يكون عليه وما هو عليه.إن الإعلام العربي بحاجة ماسة إن لم تكن ملحة إلى تحسين وتطوير الأداء والاستفادة من تجليات العولمة , والثورة التكنولوجية المتفجرة في المجالات المختلفة , كالاتصالات , والانترنت , وتكنولوجيا الأقمار الصناعية , وغيرها من الوسائل والتقنيات الجديدة , التي طرأت على وسائل الإعلام في العالم, وأصبحت (قاب قوسين أو أدنى ) من الاستخدام.أما إذا وضعنا أكُّف المقارنة بين إعلامنا العربي بأنواعه المختلفة , وبين الإعلام- بأنواعه المختلفة أيضا - على مساحات أخرى من هذا العالم , فإننا سنجد في الأمر مفارقة عجيبة , ولا يمكن للمقارنة أن تقوم على قوام نتيجة انعدام أوجه المقارنة ونقاط وعناصر التمييز.وحيال هذا التدني في مستوى الأداء الإعلامي العربي , يلزم الجميع الصمت والسكون ولم نسمع مبادرة من أي دولة على مستوى البلدان العربية , تدعو إلى إعداد الخطط والبرامج اللازمة للعمل على رفع مستوى الأداء الإعلامي , والعمل على إكساب الرسالة الإعلامية المكانة المطلوبة , وتطبيق ما هو نظري , وتحقيق المثالية في العمل , وجعلها واقعا يفترشه الجميع , بدلا من كونها ضفة من ضفاف المقارنات سيئة الفحوى والنتائج.إن من العدالة أن نقول إن الإعلام العربي اليوم يختلف تماما عنه في الأمس الإعلام في القرن الواحد والعشرين يختلف بلا شك عن الإعلام في القرن التاسع عشر أو العشرين , لكن هذه القفزة عن تلك لا ترضي , ولا تقابل بالقبول ـ ولكل نهار شمس وريح ـ , وان من الحماقة أن يقول قائل " شيء خير من لا شيء " , وآخر يضع الشق الآخر في المعادلة دول ومناطق نائية أو شبه منتهية , سواء في القارة الأفريقية أو غيرها.وأمام هذا التدني المخيف والتراجع المقلق في مستوى الأداء ,يجب القول إن الإعلام العربي بأمّس الحاجة إلى الوقفة الحقيقية , والإصلاح الشامل لكافة وسائله الإعلامية كي تواكب هذا التغير الجذري الذي طرأ على وسائل الإعلام في العالم
أخبار متعلقة