عدن ثغر اليمن الباسم .. درة المدن اليمنية .. والعاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة .. والتي كان لها السبق في أن ترتفع بيارق الوحدة المباركة فوق سمائها في صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990م معلنة انتهاء عهد التشطير إلى غير رجعة وإزالة كل الحواجز والفواصل التي كانت بين الشطرين وقيام دولة الجمهورية اليمنية الموحدة . عانت عدن الكثير وتعرضت للظلم والإهمال طوال فترة الحكم الشمولي ما قبل الوحدة .. وهي اليوم بعد تسعة عشر عاماً من عمر الوحدة اليمنية ما زالت تنتظر الكثير من الجهود ، وهذا لا يعني أن ننكر ما تحقق لها في رحاب الوحدة من نقلات نوعية في كل المجالات سواء الصحية أم التعليمية أو في مجالات الطرق والكهرباء أو تحسين أوضاع المديريات ، إلا أنها ما زالت تنتظر الكثير ومازالت المشاكل التي يعاني منها سكان هذه المدينة كثيرة وجمة وبحاجة إلى معالجات جذرية ونهائية ، لا معالجات مهدئة ومخدرة ما تلبث أن تمتص غضب الناس حتى تثير استياءهم من جديد . بعد تعيين الدكتور يحي الشعيبي محافظاً لعدن في العام 2003م وعد الدكتور الشعيبي بمستقبل اقتصادي واعد لعدن حيث قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد تعيينه مباشرة : (( خلال عامين ستصبح عدن ؛ عدن الستينات وميناؤها ثاني أفضل ميناء في العالم)) .. كانت فترة الدكتور الشعيبي من أزهى الفترات التي عاشتها مدينة عدن وانتعش فيها اقتصادها إلا أن حلمه بإعادة انتعاش عدن كما كانت أيام الستينات لم يتحقق بفعل ظروف وعوامل ربما كانت خارجة عن إرادة المحافظ الشعيبي ، وما زالت عدن إلى اليوم بانتظار من يحقق هذا الحلم . ليأتي بعده الأستاذ أحمد الكحلاني والذي حاول مراراً وتكراراً أن يعالج مشكلة الأراضي والتي لا زالت إلى اليوم أحد أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة وسكانها ليعلن بعدها مقولته الشهيرة في آخر أيام إدارته بأن كل أراضي عدن صرفت ولم يبق فيها سوى البحر !! . إن عدن يا ولاة الأمر فيها ، ما زالت تشكو ممن نهب أراضيها واستولى على مساحاتها ومتنفساتها وقضى على كل شبر ممكن أن يستفاد منه في تنمية المدينة وتطويرها .. إن عدن يا ولاة الأمر فيها ما زالت بانتظار تحقيق الوعود التي تقضي بتحويلها الى منطقة حرة .. ما زالت عدن بانتظار تشغيل مطار عدن الدولي وتحويله إلى مركز جذب استثماري عالمي ، مازالت عدن بانتظار تطوير مينائها .. ما زالت عدن بانتظار زيادة موازنة مستشفى الجمهورية التعليمي وتحويله الى هيئة صحية شبيهة بمستشفى الثورة في صنعاء .. ما زالت عدن بانتظار إيجاد البيئة الاستثمارية الملائمة لمكانتها ، بانتظار تطوير المشاريع التربوية والتعليمية والصحية وغيرها . إن عدن اليوم تواجه تحدياً يتمثل باستضافتها لبطولة كأس الخليج في دورتها العشرين المقرر إقامتها في نوفمبر 2010م، التي نأمل أن تكون بوابة الخير لعدن وأن يرافقها إحداث نقلة نوعية في الخدمات والبنية التحتية والطرقات والشوارع والتشجير، وبدلاً من التفكير بحرمان عدن من استضافة هذه الفعالية - كما حرمت من قبل من استضافة المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل بحجة أنها غير مؤهلة لاستضافة هذه الفعالية - فإن الأحرى أن يتم الاهتمام بمستوى الخدمات والمشاريع في محافظة عدن بما يؤهلها لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى . إن عدن يا ولاة الأمر فيها بحاجة إلى من يطورها ويحولها إلى بيئة استثمارية خصبة .. بحيث تكون قبلة للاستثمار وعنواناً للازدهار .. فماذا أنتم فاعلون ؟؟
هذه عدن .. يا ولاة الأمر فيها !!
أخبار متعلقة