الدباغ يتهم جبهة التوافق بالابتزاز والطالباني يقول إنها تضم متعاطفين مع المسلحين
بغداد/14 أكتوبر/من: روس كولفين: تحول التوتر بين زعماء العرب السنة والشيعة والأكراد في العراق إلى نزاع علني بشأن من الذي تقع عليه اللائمة في الفشل حتى الآن في سن أي من القوانين التي تأمل واشنطن في أن تحقق المصالحة بين العراقيين. وفي الوقت الذي يضغط فيه المسؤولون الأمريكيون على حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وهي ائتلاف هش من الشيعة والأكراد والعرب السنة للتحرك بشكل أسرع فإن أحدث جولة من تبادل الاتهامات تسلط الأضواء على المأزق السياسي. واتهم علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة أكبر تكتل سياسي سني الجمعة وهو جبهة التوافق بالابتزاز ووضع العراقيل في حين ألمح الرئيس جلال الطالباني وهو كردي إلى أن الجبهة تضم متعاطفين مع المسلحين. وأشعلت الجبهة الحرب الكلامية يوم الأربعاء عندما سحبت وزراءها من حكومة المالكي وأعطته مهلة أسبوع للوفاء بسلسلة من المطالب بينها أن يؤخذ رأيها في الاعتبار بدرجة اكبر في الشؤون الأمنية. وكانت الجبهة قد أنهت على الفور مقاطعة استمرت شهرا للبرلمان في حين كانت تواصل منع وزرائها من حضور اجتماعات الحكومة. ومضت خطوة أبعد يوم الأربعاء حيث طلبت منهم الانقطاع عن العمل تماما. وأعاقت الاضطرابات السياسية التي تغذيها مقاطعة منفصلة للبرلمان من قبل الأعضاء الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر جهود إصدار تشريع تعتبره واشنطن أساسيا لتوطيد الاستقرار في العراق واسترضاء السنة الذين يشعرون بالاستياء. وعاد أعضاء البرلمان الموالون للصدر منذ ذلك الحين إلى البرلمان. ولم تسلم سوى مسودة قانون واحد يتعلق بالسيطرة على احتياطات العراق الضخمة من النفط إلى البرلمان لكن البرلمان المؤلف من 275 مقعدا لم يناقشه بعد. وقال الدباغ الجمعة إن إصابة الحكومة والبرلمان والعملية السياسية بالشلل لن يعيد العراق إلى عصر الدكتاتورية والاستعباد في إشارة إلى حكم الرئيس الراحل صدام حسين الذي كانت الأقلية السنية تقمع فيه الأغلبية الشيعية والأكراد. وقال الطالباني الذي يحاول أن ينأى بنفسه عن السياسات الحزبية في مقابلة تلفزيونية منفصلة إنه في حين أن التكتل السني لديه بعض التظلمات المشروعة فإن تهديدهم بالخروج من الحكومة قوض جهود تعزيز المصالحة الوطنية. كما قال ان بعض أعضاء التكتل يتعاطفون مع الإرهابيين أو يؤيدونهم وهو اتهام خطير في بلد تمزقه التوترات الطائفية التي قتلت عشرات الألوف من الأشخاص. وتتهم فصائل في التكتل السني في أحيان كثيرة بأن لها علاقات مع جماعات التمرد السنية التي تحارب لطرد القوات الأمريكية والإطاحة بالحكومة التي يقودها الشيعة. ويقول أعضاء الحكومة السنة إن المالكي يتجاهلهم ويهمشهم. وشكك المحللون على الدوام في أن تتمكن الحكومة من تحقيق تقدم سياسي كاف بحلول سبتمبر وهو الموعد الذي من المقرر أن يرسل فيه أكبر قائد عسكري أمريكي والسفير الأمريكي تقريرا إلى الكونجرس بشان إستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش الجديدة في العراق. وتحجم الأحزاب السياسية المنقسمة بشدة وسط صراع طائفي مرير عن التوصل لحلول وسط ويقول منتقدون إن واشنطن لم تفعل شيئا يذكر لإرغامهم على التفاوض. ومن المقرر أن يعقد أكبر خمسة زعماء من الأكراد والعرب السنة والشيعة قمة ربما هذا الأسبوع في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة وإنهاء الأزمة السياسية. وسيحضر الاجتماع الطالباني والمالكي والنائب السني للرئيس العراقي طارق الهاشمي ومسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراقي الذي يحظى بحكم ذاتي واسع النطاق ومساعد للزعيم الشيعي المريض عبد العزيز الحكيم.