الرياض / وكالات:في وقت تأزمت فيه القضايا العربية واشتدت فيه التحديات الإقليمية، بدأت ظهر أمس الخميس الجلسة الختامية لزعماء العرب في القمة الـ”19” المنعقدة في الأراضي السعودية بحضور 17 رئيسا وأميرا وغياب كامل للممثلين الليبيين.وقد افتتح الرئيس المصري محمد حسني مبارك وقائع الجلسة الختامية للقمة بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تدعو للتدعيم العمل العربي المشترك.وأضاف مبارك “أن القمة العربية تعقد في ظروف إقليمية ودولية صعبة ، وان العرب في حاجة للدفاع عن هويتهم ومصالحهم وقضايا الأمة العربية”.وأشار بالقول :” إن الأمن القومي كلٌ لا يتجزأ ، ونحن في حاجة لتحرك عاجل وملموس لاخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي “ ، مؤكدًا بالقول :” لن يكسب العالم معركته مع الإرهاب دون التعامل بجدية مع جذور الإرهاب ، وحل القضايا العالقة التي تعطي الإرهاب مبرراته “.وعن الملف الفلسطيني قال الرئيس المصري :« نتطلع لإنهاء الأزمة الفلسطينية وبؤر التوتر وتحقيق وفاق فلسطين يستكمل ما تم التوصل إليه في اتفاق مكة المكرمة، ويفتح الطريق امام التهدئة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني واستئناف عملية السلام وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة”.وعن الشأن العراقي قال مبارك :” إن العراق في أعيننا وقلوبنا ونتطلع إلى الوفاق بين أبنائه ووحدته وحدة أبناء عراق يتصدى لمليشيات ودعاواي التقسيم ، عراق يرسي مفهوم المواطنة ، ويرسخ هذا المفهوم لدى أبناء العراق الواحد في دستورهم وحكومتهم “ .ونتطلع لتجنب مواجهة خطرة بين إيران والغرب قد تدفع المنطقة العربية للهاوية ، وقال مبارك :” نتطلع لتفادي مخاطر جديدة بمحاولة الوقيعة بين السنة والشيعة تطل علينا لتضرب الاستقرار قي المنطقة “واختتم مبارك كلمته بالقول :« نتطلع لعلاج مصادر التوتر في لبنان ودارافور والصومال .. وان ذلك سيتحقق من خلال العمل العربي المشترك».[c1]الرئيس اليمني.. لجنة لرأب الصدع[/c]من جهته دعا الرئيس اليمني على عبد الله صالح خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تشكيل لجنة بقيادته وبمساعدة من يراه مناسبًا من القادة العرب لرأب الصدع بين الأشقاء .وأضاف صالح في كلمته في الجلسة الختامية للقمة العربية (19 ) المنعقدة في الرياض :” القمة تنعقد في ظروف تستدعي الوقوف أمامها بمسؤولية تاريخية وتعزيز التضامن العربي من أجل حل أزمات العرب “.وأكد صالح على الالتزام بالمبادرة العربية ، ومباركة اتفاق مكة ، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية ، ودعا صالح القادة العرب للمساعدة في رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني “.وحول العراق قال صالح :” ندعو لمصالحة وطنية بين كل الأطراف العراقية من اجل بناء عراق ديمقراطي حر ومستقل ، ودور عربي فعال للحفاظ على هويته العربية والقومية “ .وأضاف :” ندعو للوقوف بجانب الشعب الصومالي ودعم الحكومة الانتقالية وعقد مؤتمر دولي للأخذ بأيدي الصومال حتى لا يكون وكرا للإرهاب .ودعا صالح ايضًا الفرقاء اللبنانيين لتجاوز خلافاتهم ، داعيا الجامعة العربية لمواصلة جهودها لحل الأزمات العربية “. وعن الإمارات قال صالح :” للإمارات الحق في استعادة الجزر الثلاث وفرض السيادة الاماراتية عليها “ .وطالب الرئيس اليمني ايضا تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، وانشاء صندوق عربي لخدمة اهداف التنمية العربية ، فضلا عن العمل على اعداد مشروع عربي موحد يمكن الدول العربية الاستفادة من الطاقة النووية “ .[c1]الكويت تدعو إلى مؤتمر دولي لأمن العراق[/c]بينما أكد صباح الأحمد الصباح أمير الكويت على دعم بلاده لاستقرار الأمن في العراق ودعم الجهود العربية والدولية لعقد مؤتمر دولي بهذا الشأن .وقال صباح الأحمد في كلمته خلال البيان الختامي لأعمال القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض: “ تأتي هذا القمة وسط تحديات وصعوبات في المنطقة نتيجة الخلافات السياسية في الأمة العربية ، وانطلاقا من مسئوليتنا التاريخية فانه يتحتم علينا السعي للتعامل معها بموضوعية وبنحو كبير من المسؤولية لتحقيق تطلعات شعوبنا.وأضاف صباح الأحمد “ تتابع دولة الكويت الأوضاع المأسوية في العراق وندين بشدة الأعمال التفجيرية وبشكل خاص تلك الأعمال التي تستهدف المساجد والهيئات الحكومية ، وندعو العراقين الى ضرورة نبذ العنف ونؤكد على أهمية احترام هوية العراق ونؤكد دعمنا لجميع الجهود الرامية لإنقاذ العراق من واقعه الصعب .وتابع قائلا: “وفي الاطار العربي والدولي نؤكد دعمنا في استقرر الأمن في العراق ودعم الجهود العربية لعقد مؤتمر دولي لدعم العراق وعقد مؤتمر لدول الجوار بهذا الشأن .كما أعرب أمير الكويت عن ترحيب بلاده بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مؤكدا على دعمه لها.وأكد ان مبادرة السلام العربية في بيروت 2002 تشكل أساساً هاما لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط ودعا الدول ان تتخذ من المبادرة كأساسا للسلام .كما أكد صباح الأحمد ان الكويت تؤكد على أهمية العمل على جعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية ، مع التأكيد على حق الدول في استخدام الطاقة النووية.ودعا الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول المعنية بالملف النووي الإيراني بالاستمرار في الحوار الجاد لانهاء الشكوك التي تحيط بهذا الموضوع .كما دعا صباح الاحمد المجتمع الدولي لمكافحة ظاهرة الارهاب مؤكدا على دعم دولة الكويت لكافة الجهود المبزوله بهذ الصدد .[c1]عباس..رسالة لمنع انهيار الاقتصاد الفلسطيني[/c]وأشاد رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس بدور المملكة العربية السعودية في إطلاق مبادرة السلام العربية وتبنيها من قبل قادة وأمراء العرب ، قائلا : “ لقد اظهرت مبادرة السلام رغبة العرب بالسلام ووضح رؤيتهم وأكدت على ضرورة انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين مقابل علاقات طبيعية مع إسرائيل”.وأضاف في كلمة خلال الجلسة الختامية لقمة الرياض التاسعة عشرة “ان من يشترط تعديل المبادرة إنما يسعى للتهرب من استحقاق السلام “.وتابع قوله: “نأمل ان تتمخض القمة عن تشكيل لجنة عربية برئاسة السعودية لمتابعة تنفيذ مبادرة السلام عبر الصلة والتعاون مع اللجنة الرباعية وجميع الأطراف المعنية ويكون لها حرية التحرك وفق الظروف من اجل تحقيق الأهداف الوطنية عبر حل تفاوضي ونسعى لان تتحول المبادرة الى خطة مدروسة لتحقق السلام فعلا”.وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله من فك الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني .وقال “ شعبنا يعاني من قهر الاحتلال والتشرد واحمل رسالة من الأسرى وعائلات الشهداء والجرحى ورسائل من المؤسسات الفلسطينية بما فيها الحكومة الجديدة التي ستكون من أولوياتها الملف الداخلي لضمان سيادة القانون لمنع الفلتان الأمني والانهيار الاقتصادي”.وناشد عباس المجتمع الدولي لمساندة الشعب الفلسطيني للعيش في سلام في ظل دولة مستقلة ، قائلا “اننا نمد يد السلام الى الشعب الإسرائيلي بدعم دول عربية وإسلامية والمجتمع الدولي، وأدعو الا نضيع أي فرصة لتحقيق السلام”.وأكد عباس أن القدس العربية بأرضها وشعبها تواجه كل يوم خطرا للقضاء على معالمها ، داعيا الى إجراءات عاجلة للحد من هذا الخطر الاستراتيجي.[c1]العراق وجهود المصالحة الوطنية[/c]وأكد الرئيس العراقي جلال الطالباني تواصل جهود العراق من أجل إرساء اسس دولة القانون والحريات ، ومحاولة استعادة العراق دوره الريادي في المحافل العربية والدولية وأضاف طالباني في كلمته في الجلسة الختامية للقمة العربية التاسعة عشر المنعقدة في الرياض أن اجهزة الامن العراقية اقتربت من التكامل عددًا وعدة، مؤكدًا أن الشعب العراقي تحدى الارهاب وشارك في الانتخابات الديمقراطية .وأكد طالباني أن الخطة الأمنية في بغداد تحتاج إلى جهد سياسي لانجاز المصالحة الوطنية ، قائلا : “ نعمل على جذب المعارضين ذوي النوايا الوطنية للعملية السياسية “ .ومضى الطالباني بالقول :” وضعنا قانونًا جديدًا بديلا عن قانون اجتثاث البعث ، مؤكدًا بالقول :” العراق الجديد وطن للعراقيين بكافة أطيافهم “وشدد أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها العراق الا انه حريص على الالتزام بإنجاح مقرارات القمة .وقال طالباني :” إن الارهاب في العراق يستند على فلول النظام السابق وعصابات الجريمة ، كما ان النظام السابق أجاع الشعب العراقي وأفقره”وفي ختام كلمته دعا الرئيس جلال طالباني الي عقد اجتماع استثنائي يحضره وزراء الخارجية العرب في العاصمة العراقية بغداد، لدعم تنفيذ قرارات القمة العربية .