د. زينب حزامفي زحمة مدارس الفن المتعددة، وتنوع أساليب الفنانين التشكيليين وتضارب أفكارهم في البحث عن كل جديد في عالم هذا الفن الجميل، والسعي الحثيث وراء اللوحة الفنية النموذجية، ومع تحلل كثير من رواد هذا الفن الراقي عن الأصول والقواعد العلمية والأكاديمية، نجد في عالم الفن التشكيلي مواهب فنية لها دورها الفعال في الحفاظ على هذا الفن الراقي، وفي بلادنا نجد عدداً كبيراً من الفنانين الموهوبين، ولهم لوحاتهم الرائعة في هذا العالم المليء بعدد من أدعياء الفن التشكيلي ومنتحليه، من المستفيدين من هذا التحلل وهذا الانفلات إلى أقصى الدرجات.لقد قامت وزارة الثقافة ببناء عدد من بيوت الفن التشكيلي في العديد من محافظات الجمهورية ولكن هذه البيوت تفتقر إلى المواد الخام التي تسهل مهمة المواهب الفنية التي لا تمتلك المال لشراء المواد الخام من لوحات وألوان.والزائر لهذه البيوت الرائعة لا يجد سوى الفنانين الكبار وقد بدت الحيرة على وجوههم وهم في انتظار الزوار لمعارضهم وشراء لوحاتهم الفنية الرائعة التي أخذت منهم جهداً كبيراً، ونحن كمشاهدين لهذه اللوحات نتساءل في زحمة التساؤلات والاستفسارات عن معارض الفن التشكيلي في المناطق الشعبية وتوصيل هدف الفن التشكيلي إلى الجمهور البسيط حتى ينتشر الفن التشكيلي إلى الأحياء الشعبية.ويفهمها الجمهور ويتذوقها وربما نجد في هذه الأحياء مواهب فنية تحتاج إلى من يكتشفها ويعلمها قواعد هذا الفن الرائع.إن توسيع دائرة الفن التشكيلي يتطلب تشجيع الفنان الموهوب والمبدع على الخلق والابتكار والوعي والإدراك لما يبدع، هذا أولاً، ثم التذوق عند المتلقي لهذه اللوحات وذلك بزيارة المعارض الفنية واهتمام الصحف والمجلات والتلفزيون والإذاعة بالفن التشكيلي ونشر لوحات الفنانين التشكيليين حتى تتوسع دائرة الفن التشكيلي ويتم دعم بيوت الفن التشكيلي، لأن تذوق اللوحة الفنية يتطلب تربية معينة وتدريباً مستمراً وثقافة متنامية وليس الفن التشكيلي مجرد رسم للوحات وألوان.إذاً.. عندما يتوفر الفنان التشكيلي المبدع القادر على العطاء، القادر على تحدي الصعوبات والعراقيل التي يتعرض لها خاصة في بلادنا والتي يقل فيها عدد المتذوقين لهذا الفن الراقي.. حيث يجب على وسائل الإعلام المحلية من صحف ومجلات العمل الجاد لخلق المشاهد المتذوق لهذا الفن الراقي ودعم الفنانين التشكيليين، وتشجيع المتلقي للدخول إلى عوالم اللوحات الفنية الرائعة.. التي رسم خطوطها الفنان وسكب فيها روحه وعواطفه ومزجها بالألوان الزيتية وخمنها عقله قيماً وأفكاراً وأهدافاً، تحدث كل متذوق لهذا الفن الراقي. إن الفن التشكيلي عصارة عمل حضاري، والحضارة لا تقوم بالعواطف بل بالعقل، وهي أيضاً تقام بانصهار الاثنين معاً في بوتقة عمل الفنان التشكيلي المبدع.
|
ثقافة
كيف نتذوق الفن التشكيلي ؟
أخبار متعلقة