صباح الخير
يمثل الأبناء أهم النعم التي أنعمها الله على آبائهم فهم قرة أعينهم يهتمون بتربيتهم ويكدون عليهم ويضحون من أجل سعادتهم حتى يعيشوا حياة كريمة هانئة ، ولكن هل يتساوى حب الآباء لجميع الأبناء، أم أن هناك تمييزا في المعاملة ولو ضمنيا أو حتى دون أن يشعر الوالدان؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا التمييز ؟ وعلى أي أساس يقوم ، فهل هو تمييز بين الذكر والأنثى أم بين الصغير والكبير أم بين الطفل الجميل والأقل جمالا ؟؟؟يظهر التمييز بين الأبناء بأشكال متعددة ومتنوعة إلا أننا قد نجد الابن يعاني من نوع واحد أو أكثر بحسب والديه وطبيعتهما ، فمن الناحية المادية نجد أن أحد الوالدين أو كليهما يميزان بين الأبناء في الملبس والمأكل أو في المصروف الشخصي أو بتوفير الألعاب والممتلكات له دون غيره أو طاعة أوامره وتلبية رغباته .ومن الناحية المعنوية أو العاطفية نجد الاختلاف في الاهتمام بالأبناء ومداعبتهم والعطف والحنان عليهم بل حتى في تقبيلهم فإعلان المحبة للأبناء دون تمييز هو ترجمة لحب وحنان الوالدين ومحاولة منهم للوصول إلى أعلى درجات المساواة فإن لم ينجحوا في ترجمتها وتجسيدها على أرض الواقع عبر التصرفات الفعلية فإن ذلك سيفضح ما قد يخفيه الأب والأم على حد سواء . ومن الملاحظ أنه قد يلجأ الآباء إلى التمييز حتى في ضبط أبنائهم وتأديبهم فقد يتعرض أحد الأبناء للعقاب البدني جراء خطأ بسيط ارتكبه بينما يتم التسامح مع الطفل المحبوب بالرغم من الذنب الذي قام به وتبدأ حملة الدفاع عنه وتبرير تصرفه والتظاهر بعقابه أحيانا . وهناك من يعتقد أن المسؤول الأكبر عن التمييز بين الأبناء هم الأبناء أنفسهم وذلك راجع إلى اختلاف الطباع وحسن التصرف واللباقة في التعامل مع الوالدين لتحقيق المطالب بحيث يبتعد الوالدان عن المساواة دون قصد أحيانا سواء في الإنفاق أو العطف أو حق إبداء الرأي والإعتراض .
وقد يكون الذكر في مجتمعاتنا العربية مقبولا في جميع تصرفاته عن الأنثى وتعطى له كل الصلاحيات وتنفذ له كل الرغبات ، ناسين أو متناسين ما حثتنا عليه تعاليم ديننا الإسلامي بعدم التمييز .و يترك التمييز آثارا سيئة على الطرفين (المميز لصالحه والمميز ضده) إضافة إلى ترك آثار على طبيعة التعليمات المتبعة في الأسرة والتنشئة الأسرية للأبناء .ويظهر التمييز علاقة سلبية تنافرية بين الأبناء حيث يميل الطفل المميز ضده إلى كره أخيه الآخر وغيرته منه كونه مقرب من والديه وحسده على الحنان والرعاية التي يحظى بها والتي جاءت على حسابه وقد يصل الأمر إلى تمني أن يصاب أخوه بأي مكروه حتى يحتل مكانه ويحظى باهتمام والديه . على النقيض من ذلك ينشأ الولد الذي يشعر بالمساواة مع اخوته نشأة صحية نقية بعيدة عن الحقد والحسد والغيرة .وقد يؤدي الإحساس بالتمييز إلى الإصابة بأمراض نفسية عديدة وتكون من نتيجة ذلك فشل الطفل في تحقيق أهدافه المستقبلية وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية بشكل سوي وضعف معنوياته وشعوره بالفشل والإحباط ووقوعه تحت وطأة التوتر والصراع النفسيين . وفي كثير من الحالات عند الأطفال الذين تم التمييز ضدهم منذ الصغر تبين أن مشاعر الضيق والحقد قد ترافقهم عند بلوغهم وقد تنعكس على معاملتهم مع أطفالهم في المستقبل .وقد يعاني الطفل المفضل هو الآخر من نظرة إخوانه العدائية والكره الممارس ضده على مستوى السلوك اليومي وقد يصل الأمر إلى مستوى إلحاق الضرر بالتجريح والمقاطعة والضرب في بعض الحالات . السؤال هنا : هل أنت مع التمييز أم ضده ؟ وكيف نعالج هذه الظاهرة السيئة ؟أرجو من الجميع المشاركة والتفاعل في الموضوع لأنه مهم جدا.
