الفصل الثالث عشر
ترجمة/ طارق السقاف :سان فرانسيسكو لم تستطع الطائرات العسكرية العمودية ملاحقتي، فقد كنت أركض بسرعة كبيرة جدا...حتى إنني تسلقت جسر البوابة الذهبية.....حاولت إحدى الطائرات العسكرية الاقتراب من الجسر لمهاجمتي، إلا إنني استطعت إمساكها بيدي، فحاول قائد الطائرة الارتفاع بها وبي إلى أعلى قمة حتى يشتد ضغط الهواء علي....لقد كان البرد قارسا جدا في الأعلى...كما بدأ جسدي يتغطى بالثلج...فلم أستطع المقاومة أكثر من هذا...فأفلتت يداي من الطائرة وسقطت...استمر سقوطي فترة زمنية طويلة ،لأن الارتفاع كان كبيرا جدا...حتى سقطت على بحر مدينة سان فرانسيسكو.كان الجنرال روس على متن إحدى الطائرات المطاردة التي كانت تتعقبني...وكان قد رأى سقوطي على البحر....كان قلقا جدا...لأنني كنت أشكل خطر كبيرا على الناس الآمنيين في مدينة سان فرانسيسكو. بالرغم من سقوطي من علو كبير جدا على البحر، إلا أنني لم أمت...سبحت بقوة حتى استطعت الخروج من البحر...وكنت أسير في شوارع المدينة...شعر الناس بالذهول والفزع في آن بمجرد رؤيتهم لي...كما أنني كنت في حالة هستيرية من الغضب وكنت أصرخ بقوة ولكني لم أؤذي أحد....هرب الناس مذعورين، وعمت الفوضى المدينة. كانت شرطة سان فرانسيسكو في حالة تأهب قصوى وكانت مستعدة لمواجهتي فقد تلقت إنذار مبكرا من القائد روس ، قائد القاعدة العسكرية الصحراوية للتأهب والاستعداد. كانت الأوامر الصادرة مشددة وكانت تقتضي قتلي دون تردد.... فبدأت القوات العسكرية بإخلاء المدينة ، كما قامت بمحاصرتي من كل الجهات....كنت شديد الغضب والهيجان...وكلما زاد غضبي زادت قوتي....ولكن فجأة رأيت بيتي وكانت على إحدى الطائرات العسكرية ....هدأت نفسي شيئا فشيئا لرؤيتها....نزلت بيتي من الطائرة واتجهت صوبي دون خوف، كما أنها ضمتني إلى صدرها بحب وحنان...هدأت نفسي كثيرا....وبدأت شيئا فشيئا أصغر في حجمي وأعود إلى شخصية بروس بانر....تم كل هذا أمام مرأى الناس..الذين كانوا يراقبون الموقف بذهول شديد....أدركت عندها مصيري...وهو الإعدام لأني بالفعل كنت أشكل خطر على الناس...وصدقوني لو أخبرتكم بأن هذا لم يخيفني...كل ما كان يعنيني هي هذه اللحظة التي رأيت فيها بيتي. فقلت لها بسعادة ممزوجة بالألم “أخيرا رأيتك ياحبيبتي” ...لم تقل أي كلمة...بل انفجرت بالبكاء، فقد كانت تعلم المصير الذي ينتظرني وهو الإعدام ولم تستطع حياله شيئا. تم وضعي في إحدى زنازين سان فرانسيسكو...وكان الحراس يراقبونني بحذر...علمت بعدها من بيتي بأن والدي قد قام بتسليم نفسه للشرطة وأعترف لهم بالحقيقة، وقال بأنه نادم على كل ما فعل...كما علمت منها أنهم قرروا إعدامي في القريب العاجل بناء على قرار الهيئة العليا للقاعدة العسكرية الصحراوية وكان رئيس الولايات المتحدة قد صادق على هذا القرار. *كلية التربية /صبر/قسم اللغة الانكليزية