أقواس
أعترف أنني خلال الفترة الأخيرة قد أصبت بشيء من الإحباط النفسي والمعنوي في الجانب العلمي .. ولا أخفي قولاً بأنني قد تفاءلت ذات يوم على استعادة نشوة الحيوية للاستمرار في العمل ولكن سرعان ماعدت إلى التفكير في شيء في حالة اليأس التي لا أحبها لأي إنسان .هذه الحالة التي لم تستمر طويلاً جعلت قلمي يجرد ويتمرد ويرفض أن يجري على سطور الصفحة ليكتب المادة المطلوبة إلى مدير التحرير الذي دائماً ما يهتم بأنشطة وفعاليات شبوة باعتبارها من المحافظات الجميلة بما لديها من مقومات الجذب السياحي والموروث الحضاري خصوصاً وأن هذه المحافظة استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في كافة المجالات لمواجهة تحديات العصر.والحقيقة إنني اعتبر أن المادة المطلوبة بالقلم والصورة والحصول عليها لا تأتي إلا بجهد ومثابرة وتعاون وتهيئة المناخ من قبل قيادات السلطة المحلية التي نعول عليها حل الكثير من الهموم والمعاناة والمتاعب اعتقد ذات يوم أنني قد شعرت شخصياً بشعور لم اعتاده أشبه باليأس الشخصي لموضوع تعثر في طريقي في الوقت الذي هناك طموحات لدي ولم أفلح بها ومثل هذا يفقد الإنسان أحياناً الاستقرار النفسي وحتى الكتابة مؤقتاً ولكن هذا لايعني بأنني فقدت القدرة كلياً على تجميد نشاطي كمبدع والانقياد إلى وضع الشخص الميؤوس من الأمل فكل الأمور لابد أن تؤخذ بالبساطة والصبر والتفاؤل في النجاح لواقع التجربة الإنسانية التي نخوضها عبر حبر المبدع المستوحي من تجارب الآخرين فالتجربة الفنية تظل في الأساس تفاعل الإنسان مع الموقف الذي يلحظ من حوله بصرف النظر عن هذا الموقف الذي يتهلهل بابتسامات الفرح أو ينزف .. دموع الحزن التفاعل الإنساني لا يقف عند حدود الدمعة أو البسمة أو عند ضربات الحظ الذي يأتي الإنسان تكراراً .. والآخرون يقولون أن الحظ لا يأتي إلا مرة واحدة.المهم إنني على قناعة بأن المرء لا يحصل على الحظ تلقائياً .. بل إنه يخضع لقانون السبب باعتباره ظاهرة لا بد وأن يسبقها عامل أو شيء معين من الظروف الملائمة التي تساعد بذلك الحظ.ولعلي لا أذهب بعيداًَ عن لب الموضوع لو أعتقد أنني قد جربت ضربات الحظ هنا،وهناك فوجدت نفسي من أصحاب الحظ السيء غير الموفق وعلمت أن مثل ذلك لا ضابط له خصوصاً أنه لا يرتبط بالعمل والشطارة أو البرهان وهذا ما يتغني به الكثير من الشعراء الشعبيين ومعناه إن الحظ إذا كان مقسماً تبعاً لصالح العقل والعمل لهلكت الكثير من العقول الآخرى التي تدب على الأرض وهي تغط في سبات عميق .. فقط علينا أن ندرك جميعا بأن الذي يتوقع مجيء الحظ إليه لا يحصل عليه أبداً وهذا الشيء أكيد ومن واقع التجربة لدي .. بل إن من واجب الإنسان أن يعمل بتفانٍ وإخلاص وأمانة تجاه الوطن فالعمل الطيب يرعاه الله ورسوله.