قصة قصيرة
نسمات المكيف الربيعية تلحف وجهي ،ونغمات المذياع العذبة تطرب مهجتي مع ان الكابوس لم يفارقهما تماما،وآثاره متوسمة بهما،كنت امسك بمقود السيارة الفارهة الحديثة المتألقة في كل الشوارع والازقة والتي كانت دائماً وابدا تحمل رؤيتها نظرات الاعجاب والحسد والحقد من اناس تباينت اشكالهم واعمارهم واحلامهم كنت بينهم الطاؤوس بين الغربان واكنت اتلذذ كل اللحظات حتى اني ارفع الى ادني هاتفي النقال الذي اكاد اقسم ان احدا لم يرى مثلة في البلاد،كنت اتناوله بسبب او بدون سبب، اتشدق حين اتحدت به او ادعي اني اتحدث به كانت نظرات من في الطريق تزداد حدة وحنق ومع تناغم حركة السيارة وطراوة الكرسي وشاعرية الاضاءة داخل السيارة اثرت تناول بعض الطعام الشهي بشرط ان يكون مرتفع الثمن وبينما انا كذلك لمحت لافته والوانها العديدة المتناسقة المضاءة بشكل مبهر يدل على انها لمطعم شديد غلاء الاسعار رفيع المستوى ترجلت من السيارة فأصدرت ضوضاء وجلبه شدت انتباه كل من في الشارع كاد صدري حينها ينفجر انتفاخاً وكان راسي يزاحم النجوم بافلاكها اما عيناي فلاتبرحان السماء توجهت الى بلاط المطعم المصقول والزجاج الملون والمزركش بمصابيح كالورود الا ان صوت جهاز الهاتف شوه اللوحة التي رسمتها بألوانها وتأثيراتها وجعلت نفسي بوسطها ،ذلك الصوت المزعج الصادر عن الطبيب السخيف الذي يدعي اني مريض والذي ايدته زوجتي واولادي.. كلهم اغبياء من صنع كل هذا المجد يقال عنه مريض؟!... فتح النادل الباب بابتسامات الاستقبال التي لاتخفي الطمع والجشع ومع رنة جرس الباب امرت ان تمتلىء الطاولة بكل ماتطهوه يد الطباخ جلست على الكرسي كنت انظر الى رواد المطعم وهم يرمقونني كلما زادت وطفحت الطاولة بأطايب الاطعمة ،وبينما كنت انقل نظري من زاوية الى اخرى من المطعم سمعت صوتاً (اخرج من هنا ايها الملعون ياللحارس الاحمق كيف تركه يدخل شعرت بشيء يتشبث بملابسي وقبلات التذلل تتوالى على يدي وكتفي فككت يدي من ذلك الشيء وجدته صبياً رث الملابس حافي القدمين شاحب الوجه ضعيف البنية وكأنه شبح للجوع والذل والموت لكن ملامحه ليست غريبة عليّ، ماذا ارى؟ .. اني اتوسل لذلك الرجل البغيض ليعطيني بعض الطعام ،وهاهو يرفض بتعجرف وهاهي امي تشارك في التوسل... كيف يحدث هذا ! كيف اتوسل مرة اخرى ! اراني اشير نحو شيء لقد كان طعاماً لكن الرجل يرفض بشدة وبدأ بسيل من الشتائم والتحقير ،السافل سارية كيف يكون التعامل معي .. أأخذ كل الطعام ارمية امامي واضرب ذآك المتعجرف بضع لكمات واتبعها بركلات .. جثوت على الارض امامي اخذت الطعام وجعلته بيده الصغيرة بعدها شعرت بدماء تسيل على يدي ضغطت على راسي اغمضت عيني ثم فتحتها فاذا بصبي امامي في كومة من الطعام وبجانبة نادل المطعم مضرج بدمائة على الارض ويدي تمسك باشلاء اوان متكسرة فأدركت ان حالة من الهستيرية مرت بي اسرعت الى السيارة راكضاً بخزي مر وفشل كبير ،ثم توجهت الى حيث ينتظرني الطبيب لاتخلص من الكابوس القديم..إبراهيم محمد بديةطالب متخرج من ثانوية البيحاني النموذجية.