عندما تتجول في جميع الأقطار العربية والإسلامية اليوم , لا تجد إلا مجتمعات عليلة مريضة تفتقر أساسا إلى المقومات الأخلاقية والشرف ( للأسف الشديد ) , وغياب الأخلاق والشرف في مفهومهما العام يعني أنه بالضرورة بمكان أن يتميز أي مجتمع من المجتمعات بإفتقاره للقيَم والمبادئ الإنسانية والدين الحق والأخلاق والمُثل والدساتير التشريعية البرلمانية الإنسانية والتي من شأنها أن تكفل وتحفظ وتحترم الحقوق الإنسانية والحريات والكرامات... وبإفتقار ذلك المجتمع للقيم والمثل المذكورة أعلاه يتحول هذا المجتمع إلى غابة وحوش ضارية وكواسر القوي فيها يأكل الضعيف , وهذا ما يتميز به واقعنا العربي والإسلامي ( للأسف الشديد ) من عدم وجود تكافُل إجتماعي بين الحاكم والمحكوم وغياب كلي لجميع مقومات حياة إنسانية بشرية سليمة وغياب كلي للحقوق والحريات والكرامات !!! والأخطر من ذلك أن يتم تبرير غياب الأخلاق وجرائم الشرف هذه بمصوغات دينية من خلال مشرعي الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ !!! وتتجرأ أن تشرع هذه المرجعيات المذهبية الفاشية الإرهابية الظلامية الإقصائية التكفيرية الإسلاموية أن تشرع جرائمها للحاكم غير الشرعي الطاغية , بإستخدامها لتشريعات أديانهم الأرضية المذهبية الباطلة، والتي قامت أساسا على العدوان والحرب على الله جل جلاله وكُتبه ورسله , ولتشرع لهذه الممالك وجودها غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة, والتي حولت الإنسان عندنا إلى بهيمة خرساء لا تستطيع أن تفرق بين الحق والباطل والخير والشر والهدى والضلال والحلال والحرام والإسلام والشِرك والإيمان والكُفر والإنسان والحيوان بفعل البطش والقمع وتكميم الأفواه والملاحقات والإذلال والمهانات الإنسانية والسجون والتعذيب , وأصبحنا مُغيبين مُضللين مُُخدرين مُبرمجين بلداء مُستهلكين , يقشعر بدن العاقلين البشر أن يروا حالتنا المأساوية تلك !!! وحتى يومنا هذا ومنذ أكثر من 1200 عام من التجهيل والتضليل والقمع والبطش , ومازالت شعوبنا العربية والإسلامية غير قادرة على أن تصحى من حالة غيبوبتها الطويلة وللخروج بواقعها المرير والمريض والعليل إلى بر الأمان , ولا نعلم إلى متى سنظل على شاكلتنا تلك ؟؟؟ تجد من المفارقات العجيبة إنه بمجرد أن تذكر ضمن مقال أو بحث أو دراسة كبيرة , أي إشارة ضرورة الصحوة العربية والإسلامية من هذه الأديان المذهبية الباطلة إلا وترى حفيظة البعض قد أُثيرت وكأنك تطعن في معتقدات يرونها حتى اليوم معتقدات صحيحة وسليمة !!! وأثرت بشكل مباشر وغير مباشر بما نحن عليه اليوم من جهل وتخلُف وفاقة وضنك ومظالم وقهر وقمع وبطش وغيبة ونميمة وقتل للنفس التي حرم الله جل جلاله بإسم الدين!! وقد أستشرى الفساد كالسرطان في جسد الأمة!!! وعندما حولوا عقل الإنسان من أعلى جسمه ليكون موقعه موجودا تحت سُرته!! حولوه ليكون وحشا كاسرا ظلما وعدوانا؟؟؟ والمفارقة العجيبة كذلك إننا عندما في الغالب نحاول جاهدين في نقد واقعنا العربي والإسلامي المعاصر ولمحاولة تعريف الإنسان العربي إلى ماهية المخاطر الحقيقية المحدقة بنا كأمة عربية وإسلامية , ومحاولتنا التعرف على أسباب ضعفنا ومقومات القوة لدينا للخروج بواقعنا المزري المأساوي إلى بر الأمان, تجد المفارقة العجيبة إنه من يقف معترضا ضدنا ومحاولتنا الخروج بواقعنا العربي والإسلامي إلى بر السلامة والأمان وضد الأديان الأرضية والمذاهب , تجد بعضهم من أساتذة جامعاتنا في الدول العربية والإسلامية يقفون موقف الضد ضدنا ؟؟؟إنها والله لمفارقة عجيبة , عندما تجد أستاذ الجامعة عندنا جاهل بليد متخلف مُضلل ومُخدَر ومُبرمج على أصوله السلفية وعلى العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله والإقصاء !!! ويتم إختياره أستاذا في الجامعة على أساس مذهبي أو طائفي أو مناطقي أو حزبي أو من أصحاب الولاءات للحاكم غير الشرعي الطاغية وغير مُدرك إن جميع الكُتب العلمية والمناهج هي بالأساس مستوردة من الخارج (من الغرب ) , ولديه الإستعداد والقتل من أجل أفكار عقائدية مريضة عقيمة تقوم على النقل وتستبعد العقل !!! أو أن يطلقوا أحكاما بليدة جزافية ويتهموك بأبشع وأسفه العبارات , ناهيك عمن يسمون أنفسهم علماء وفقهاء المسلمين (فقهاء السلاطين ) وهم لا يعلمون حتى يومنا هذا ماذا يعني الإسلام؟؟؟ ولا يعلمون حتى اليوم ماذا يعني الدَين الإسلامي ؟؟؟ ولا يعلمون حتى اليوم ما هو مفهوم الكفر ؟؟؟ وأصبح الإنسان العربي والمسلم ذليلا مهانا مُستباحا مُداسا عليه !!! لا حقوق طبيعية يستحقها إبتداء بمدخولاته الشهريه بنظام السُخرة , وحالات البطالة والفقر والمرض والتسول والجريمة المنتشرة والفساد المستفحل والمستشري في واقعنا العربي والإسلامي المعاصر وعلى جميع المستويات , وأراضينا العربية مجزأة مفرقة بحدود وقيود وموانع وحواجز وهمية !!! بينما الأسر الحاكمة غير الشرعية وغير المُنتخبة بالشورى بين الناس أو من خلال بيعة الشعب للحاكم ولدورات إنتخابية محددة !!! في بروجها المشيدة العالية تأكل بملاعق من ذهب وشعوبهم ميتة فقيرة جائعة تعيش في المقابر وبيوت القش والطين والصفيح !!! وإنتهاءا بإنعدام القيمة الحقيقية الأخلاقية لهذا الإنسان , وهم يقتتلون جهارا نهارا دون خوف أو وجل من الله جل جلاله , ومشرعين بأديانهم الأرضية الوضعية المذهبية الإقصائية التكفيرية الباطلة في معظم دولنا العربية والإسلامية وهم يعتقدون خطأ إنهم على الحق والصراط المستقيم !!! وإنهم بتلك السلوكيات والعدوان والحرب على الله وكتبه ورسله سيدخلون الجنة !!! وأصبحت النتيجة حتمية , في عدم قدرتنا على أن نفكر أو نعقل !!! وللوصول إلى ما وصلت إليه الأمم الأخرى والشعوب من علوم وأخلاقيات وحضارات إنسانية , ووصولها بجدارة إلى إكتشاف علوم الله جل جلاله في السموات والأرض وفي علوم الله جل جلاله في خلق الإنسان... ويقدمونها لنا للإستهلاك الآدمي !!! ورأيي الشخصي إنه لن تقوم لنا قائمة نحن العرب والمسلمين إلا بضرورة تحقيق شرطين أساسيين فقط وهما: 1 - ضرورة تضافر كل جهود العقلاء والمفكرين والنُخب الثقافية والسياسية في عالمنا العربي المعاصر لزيادة وعي الأمة العربية والإسلامية. 2 - ضرورة تضافر كل جهود العقلاء والمفكرين والنُخب الثقافية والسياسية في عالمنا العربي المعاصر لضرورة زيادة وعي الأمة العربية والإسلامية لضرورة القضاء على الأديان الأرضية المذهبية ولجميع طوائفها وكشف زيفها ويطلانها للناس من خلال أصل كل التشريعات والدساتير ( القرآن الكريم ) , والعودة الجميلة إلى الله ونصرته وحده لا شريك له بإتباع أوامر الله ونواهيه في ( القرآن الكريم ), والتي تكفل للإنسانية الحقوق الطبيعية والحريات والكرامات , ولا فرق فيها بين حاكم ومحكوم وعربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى. وبرأيي الشخصي إنه بدون تحقيق الشرطين أعلاه , فسنظل نحوم في دوائر مُفرغة لا تشبع ولا تغني من جوع.[c1]* كاتب وباحث إسلامي[/c]
أولويات مواجهة واقعنا العربي والإسلامي المريض!!!
أخبار متعلقة