محمد مزاحم :مدينة إب حاضنة المهرجان السياحي الخامس كل مافيه يجسد الجمال وتتجمل الصورة الحية في أحضان الكتل الجبلية والقرى المعلقة في قمم المرتفعات وكأنها تسامر النجوم ..اليوم تعيش مدينة إب في أحلى حلة وهي تشهد استعدادات مكثفة لاستقبال ضيوف أعزاء ..ضيوف المهرجان السياحي الخامس الذين سيأتون إليها من كل محافظات الجمهورية إضافة الى زوار هذه المدينة من سياح عرب وأجانب ليعيشوا مع فعاليات المهرجان الخامس أمتع اللحظات وأحلي الاوقات فعلى مسافة تقارب 200 كم الى الجنوب من العاصمة صنعاء وعلى رقعة جغرافية مساحتها حوالي 5600كم2 يقطنها مايزيد على المليوني إنسان تقع روضة الجزيرة العربية محافظة إب المعروفة باسم اللواء الأخضر لما تتمتع به من جمال الطبيعة وكسوة خضراء تكاد تغطي كل مديرياتها خاصة في اشهر الصيف حيث تسقط الأمطار الموسمية على معظم المديريات بمعدل يتراوح بين 800سم – 1200سم مما يجعلها مزارا سياحيا لسكان المحافظات الأخرى وللسياح الواصلين من الخارج سيما من أبناء الخليج العربي الذين بدأوا التدفق على مدينة إب خلال هذه الأيام وبالآلاف للاستمتاع بطبيعتها الساحرة ووديانها ذات الأشجار الكثيفة والأنهار الجارية مثل وادي عنه والدور بالعدين ووادي السحول ووادي بنا في السدة .والى جانب السياحة الطبيعية والتي تجذب الكثير من السياح للاستتطباب في حماماتها الطبيعية المشهورة مثل حمامات الاسلوم والشعراني ،هبران ،حوار،العالي ،وزة وصباع ،مش الكافر ،الصناع،القفر واريان وهي حمامات موسمية في اغلبها تتميز بمياهها الساخنة المحتوية على المركبات المعدنية بخواص علاجية .[c1]المدينة القديمة[/c]تعتبر مدينة إب حاضنة المهرجان السياحي الخامس من أقدم المدن التاريخية الإسلامية التي يعود تاريخها إلى الأمير عبد الله بن قحطان عام 380 هجرية يقول الدكتور محمد عبد الملك العزي احد أبناء مدينة إب القديمة :مدينة إب ذات تاريخ حضاري عريق وسميت بهذا الاسم نسبة لشهر إب وكانت قديما تسمى (الثجة) نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة والمتواصلة عليها ومدينة إب القديمة يرجع تاريخها إلى عهد الدولة الحميرية وقد كانت عبارة عن قرية صغيرة لها سور وتوجد فيها معالم أثرية مثل قصر البيضاء الحميري ثم ازدادت شهرتها بعد القرن الرابع الهجري وتشير الكتب التاريخية الى ان الامير عبد الله بن قحطان هاجمها سنة 380 هجرية وقد ترك فيها الصليحيون كثيرا من الآثار التي تعود الى ازمنة قديمة .وتقع مدينة إب على السفح الغربي لجبل بعدان على ربوة مرتفعة مربعة الشكل وصفها المستشرقون بأنها فيروزة بيضاء على بساط أخضر وتعلو على سطح البحر ب2000م تحيطها من الغرب مديرية العدين ومن الجنوب مديرية ذي السفال ومن الشرق مديرية النادرة ومن الشمال مديرية يريم مكونة لوحة بديعة تجمع بين الربيع في نظارة سندسها الدائم وبين روعة الفن المعماري الذي يجسد إبداعات الإنسان اليمني وإتقانه على لوحة الطبيعة الساحرة وقد وصفها الشاعر صعفق النشري بقوله :إب الجمال وهل رأيت مليـحة [c1] *** [/c] في الكون تملك حسنها وجمالها فاقت معاني الحسن حتى كـأنها [c1] *** [/c] من جنة المأوى تفوح رملهاوكأنها الفردوس تعرض حسنها [c1] *** [/c] والله ربـي قــد اجل جلالهااشتاقها والشوق يعلم أنني [c1] *** [/c] لازلت ارسم في الفؤاد خيالها* إلى أن يصل إلى ياقبلة المصطاف حسبك إن من [c1] *** [/c] أخذ الإجابة منك شعرا قالهانعم هذه هي إب درة المدن ونفحة التاريخ تتميز بمرتفعاتها ومنخفضاتها ومدرجاتها وسهولها وبسحر طبيعتها وجمالها واعتدال مناخها وانتشار خضرتها من أشجار وورود وأزهار وأعشاب يتلألأ الطل على خصلاتها في لوحة إبداعية رسمتها يد الخالق الذي أودع فيها الحضارة والزراعة بشكل متناغم ورائع يجسد في مجمله بساطا مخمليا ناعما يقصده عشاق الطبيعة في كل بقاع العالم .[c1]معالم إب السياحية [/c]تعتبر مدينة إب من المدن اليمنية القديمة ومن ابرز مواقعها الأثرية والتاريخية والسياحية . - الجامع الكبير :يرجع تاريخ بنائه إلى عصر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه إضافة إلى عدد من المساجد التي تشتهر بها مدينة إب وأهمها مسجد البيحاني ،مسجد سيف السنة ،ومسجد السنف،مسجد قشمر ،مسجد الحمطي ،ومسجد عقيل بن عمر ،ومسجد الغفرة.[c1]السواقي والإنفاق[/c]كان للمدينة نظام مائي متميز يعتمد على المياه القادمة من المرتفعات المشنة من الجهة الشرقية عبر ساقية (قنوات) ينسب بناؤها إلى الفقيه شجاع الدين عمر بن عبد الرحمن النظاري (القرن العاشر الهجري) وقد مدها من جبل بعدان إلى مدارس ومساجد مدينة إب كما قام ببناء القناطر وبعد وفاته أكمل العمل أخوه شمس الدين وقد جدد إصلاح هذه الساقية الحاج محمد عبده بإسلامه سنة (1305هجري/1887م) وكان لهذه الساقية بناء مرتفع بواسطة جدار تتخلله فتحتان واسعة معقودة تصب مياهها في بركة تقع إلى الجنوب من الجامع الكبير ثم توزع إلى المدينة بواسطة شبكة من السواقي الجدارية مبنية على واجهات المنازل وتصب مياهها في المساجد كما كانت هناك سواقي تنقل المياه إلى الحنفيات والسقايات وقد هدم معظم الساقية ولم يبق من آثار هذا النظام المائي سوى أجزاء بسيطة منها ساقية المسني جنوب غرب الجامع الكبير .ويوجد في إب شبكة من الإنفاق تحت الأرض بنيت جدرانها من الأحجار وتحمل سقوفها عقوداً نصف دائرية وتنقسم وظيفة هذه الإنفاق مابين قنوات لتصريف مياه الصرف الصحي إلى منطقة الشهاب وممرات للتنقل من المدينة إلى خارجها للتموين والإمداد في حالة الأخطار .[c1]مدارس إب[/c] مدرسة المشنة :يرجع تاريخ بنائها إلى منتصف القرن الثامن الهجري الموافق القرن الرابع عشر الميلادي وقد امر ببنائها الأمير جلال الدين النظاري.- مدرسة الجلالية العليا: والتي يعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن التاسع الهجري وقد بناها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في شهر صفر سنة 815 للهجرة وهي تعتبر اليوم من أفضل أماكن الجذب للوفود السياحية الذين يرتادون المدينة لما تمتلكه من إبداع في التصميم والإنشاء المعماري وبحكم موقعها في منتصف المدينة .[c1]سوروأبواب المدينة[/c]تعتبر مدينة اب من المدن اليمنية المحصنة حيث يحيط بها سور يدور حول مبانيها ويكتنف هذا السور خمسة مداخل او أبواب هي:- باب النصر وباب الراكزة والباب الكبير وباب سنبل والباب الجديد ولاتزال بعض الأبراج قائمة على بعض الأجزاء من السور أما أبواب المدينة مازال احد مداخلها قائما حتى اليوم وهو باب الراكزة.[c1]قصورومباني إب القديمة [/c]:يوجد في مدينة إب مجموعة من القصور والمباني الأثرية القديمة تاريخيا والجميلة معماريا تزين واجهاتها نوافذ على شكل فتحات دائرية يغطيها الرخام مثل:- دار الفرناج ودار الحمام والدار البيضاء ودار الخان وتعد تلك المباني من أهم المعالم العمرانية في المدينة.[c1]المدافن[/c]تعد المدافن أحد أهم معالم المدينة الأثرية كمدافن الحبوب والشونة وكانت المحاصيل الزراعية من الحبوب تدفن في مدافن محكمة التشييد في مناطق مختلفة من المدينة منها مدفن الدار البيضاء وكان لفتح المدفن شروط منها تهوية المدفن بتمرير الهواء إلى المدفن بواسطة المحفة (قطعة نسيج) واشعال اعواد من الخشب فإذا انطفأت الشعلة فما تزال المدافن بحاجة الى تهوية واذا استمر الاشتعال حينها يكون المدفن مهيئا لدخول الموظف المختص لاخراج الحبوب بعد اخراج الحبوب من المدفن تنتقل الى الشونة والتي هي عبارة عن مبنى من طابقين بجوار مدرسة الجلالية السفلى يوجد في الطابق الاول احواض صغيرة مغطاة بطبقة سميكة من القضاض توضع فيه الحبوب لتهيئتها من الحرارة ورائحة الرطوبة قبل التوزيع وهي مقسمة بحيث كل حوض منها مخصص لنصف من الحبوب .وكان لهذه المدافن موظفون توكل اليهم شؤون ادارتها ويعرفون بالدفان والحافظ والكيال والحايك (الحالك) والحمال وكلهم يتبعون الانبار (الواجبات) التي مازال مبناها قائما الى الجهة الجنوبية من الشونة وتمارس اختصاصها حتى اليوم .- معالم سياحية :يوجد في مدينة إب القديمة معالم أثرية كثيرة كالدكاكين الصغيرة ومحلات المشغولات اليدوية والفضية والحلي وغيرها والى الآن مازالت هذه الدكاكين موجودة إضافة إلى انه يوجد هناك أسواق شعبية وسط المدينة يزورها الكثير من السياح العرب والأجانب الذين يقومون بشراء التحف والهدايا والمشغولات القديمة .- جبل ربي: موقع طبيعي ومنتجع سياحي جميل وهو عبارة عن جبل مرتفع نسبيا يطل على مدينة إب من كافة الجهات وله سطح مستوي بني عليه منتزه يستغل اليوم كمنتجع سياحي وان كان خف كثيرا عدد زوار هذا الجبل بسبب البناء فيه وسد المنافذ لمشاهدة وادي السحول.
مدينة إب حاضنة المهرجان السياحي
أخبار متعلقة