قوات التحالف تنسحب كليا من المثنى
بغداد / وكالات: قال الجيش الأميركي إن مروحية تابعة له سقطت ظهر أمس جنوب غرب بغداد دون أن يصاب طاقمها في الحادث. وأوضح في بيان أن المروحية وهي من نوع أباتشي سقطت أثناء قيامها بتحليق فوق إحدى المناطق جنوب غربي بغداد التي تعتبر مسرحا للعديد من العمليات المسلحة. وأضاف البيان الذي لم يكشف أسباب سقوط المروحية أن طياريها سالمان وتم نقلهما إلى إحدى المنشآت الطبية العسكرية. ويأتي سقوط المروحية الأميركية بعد أقل من 24 ساعة على زيارة مفاجئة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إلى العراق بحث خلالها مع كبار المسؤولين العراقيين سبل وقف العنف المتصاعد في البلاد. من ناحية أخرى عقد البرلمان العراقي أمس جلسة مغلقة لمناقشة الوضع الأمني في البلاد الذي يزداد تدهورا مع توالي الأيام في مناطق متفرقة من البلاد خاصة مع تزايد حدة العنف الطائفي. وقد عقد البرلمان جلسة أمس بناء على طلب من وزير الدفاع عبد القادر محمد جاسم الذي أراد أن يطلع النواب على ما اعتبره معلومات حساسة متعلقة بالوضع الأمني في البلاد. وكان وزير الدفاع أكد قبل أن يطلب عقد الجلسة سرية أن "الوضع فعلا تفاقم في بغداد" معتبرا أن "السبب الرئيسي هو المتطرفون من الطرفين" وقال المسؤول العراقي إن "هناك متطرفون يقومون بقتل شيعة ومتطرفون يقومون بقتل سنة وعلى فترات زمنية متقاربة" مما يجعل مهمة وقف هذه الأعمال صعب. وحذر الوزير من أن هناك بداية خطيرة ومنزلق ينبغي التعامل معه سياسيا أكثر من معالجته عسكريا لكنه نفى أن تكون المليشيات متورطة في أعمال العنف الطائفي. وتابع أنه لو كان الأمر كذلك "لما بقي أحد على قيد الحياة". في مقابل ذلك يرى قائد القوات الأميركية بالعراق جورج كيسي أن ما سماها فرق الموت الشيعية تتحمل إلى جانب تنظيم القاعدة مسؤولية تصاعد العنف الطائفي في العراق. ورغم المخاوف التي يثيرها الوضع الأمني في البلاد تسلمت القوات العراقية أمس لأول مرة كافة المسؤوليات الأمنية في محافظة المثنى الجنوبية التي انسحبت منها قوات التحالف وذلك في أول تجربة من نوعها. وقد ترأس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صباح أمس في مدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى مراسم نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات العراقية في هذه المحافظة. وكانت قوة يابانية قوامها 600 جندي منتشرة بشكل أساسي في المثنى وبدأت في الانسحاب الأسبوع الماضي كما انسحبت القوات البريطانية والأسترالية التي كانت منتشرة في المحافظة. ووصف المالكي ذلك الحدث بأنه "تاريخي" لكنه حذر من أن من سماهم الإرهابيين سوف لا يدخرون جهدا لإفشال هذه التجربة ووعد بإنجاحها من خلال تعبئة الأجهزة الأمنية. وقد تواصلت أعمال العنف في مناطق مختلفة من العراق إذ خلفت عدة عمليات وتفجيرات سقوط 18 قتيلا وإصابة آخرين. وكانت أكثر العمليات عنفا انفجار عبوة ناسفة في حي الغدير بالعاصمة بغداد أسفر عن سقوط خمسة من عمال تنظيف الطرقات وإصابة اثنين آخرين. وفي بعقوبة شمال شرق العاصمة قتل ثلاثة عراقيين وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار استهدف رئيس المجلس البلدي لبلدة أبو صيد شمال شرقي المدينة. وفي كركوك، شمال بغداد، انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل شركة نفط الشمال ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة ستة مدنيين. كما سقط قتلى آخرون في هجمات وتفجيرات في مناطق متفرقة من بغداد وكربلاء والدورة والموصل.