انتهى الانتظار، انتظرنا زيارة السيد أوباما لمنطقتنا العربية واستمعنا إلى خطابه من القاهرة المصرية، واجتهدنا في الرؤية والتحليل والموقف من ما جاء في خطابه، لكن ما هي إلا أيام قليلة حيث كنا ننتظر خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، حتى تتكشف الأمور ويراجع البعض وجهة نظره إذا أراد بطبيعة الحال من موقف السيد أوباما الذي أيد ما جاء في خطاب نتنياهو من نظرته لعملية السلام في المنطقة.لم يطل الانتظار فها هو نتنياهو يقول: دولة يهودية أولاً، ويؤيده الأمريكان، وبعض الدول الأوروبية، والرباعية، والحبل على الجرار؟ وحسب المثل القائل: “عادت حليمة لعادتها القديمة” ومن يريد الرهان على موقف أمريكي أوروبي، فهذه هي النتيجة.وهذا يضعنا أمام سؤال: ما العمل؟ فلسطينياً، عربياً وعلى صعيد الدول الإسلامية.قد يكون من أولويات الأمور الكف عن الانقسام في الساحة الفلسطينية، واللهث وراء السلطة والوزارات وهي أوهام نعيشها أرادت لنا الدوائر المعادية لقضيتنا أن نخوض فيها ونترك قضيتنا الأساسية وهي الاحتلال.قد يكون من الأولويات قطع أي اتصال ولقاء مع قادة الكيان الصهيوني.ومن الأولويات الكف عن الرهان على عملية السلام التي كانت سبباً في شق وحدة الصف الفلسطيني وتمزيقه وتشتيت قواه والتخلي عن المقاومة الفلسطينية.قد يكون من الأولويات إعادة الاعتبار للمقاومة وللانتفاضة ولتسليح الشعب الفلسطيني بدلاً من نزع السلاح منه.أما عربياً فقد آن الوقت للوقوف أمام مبادرة السلام العربية والتي لم يأتِ نتنياهو على ذكرها لا من قريب ولا من بعيد، واكتفى باستعداده للقاء مع القادة العرب، وهذا طبعاً مكسب له، واكتفى بالحديث عن التعاون الاقتصادي، وهذا مكسب لدولة الكيان الصهيوني، آن الأوان لنقول إنه وأمام هذا الموقف الصهيوني والذي عبر عنه نتنياهو والذي هو بمنزلة إعلان حرب، بأننا نحن العرب نسحب مبادرتنا العربية، كون هذا الكيان لا يريد سلاماً للفلسطينيين ولا سلاماً مع العرب، ومطلوب من الأشقاء العرب الذين نحن جزء منهم، وما يصيبنا يصيبهم، أن يضاعفوا من جهودهم لتوحيد الصف الفلسطيني، وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني دون حرج أو خجل أو حسابات ما؟أما أمتنا الإسلامية فقد سمعت نتنياهو وهو يقول القدس موحدة عاصمة أبدية للدولة اليهودية، ونحن نقول لهم إن هذا الحديث يضعكم أمام مسؤولية كبيرة بل واجب ديني، للجهاد من أجل القدس ولمد يد العون والوقوف إلى جانب كل المناضلين والمحاصرين من شعب فلسطين، وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار والرفض لما جاء في الخطاب.كلنا نرفض ما جاء في خطاب نتنياهو، لكن هل هذا يغير شيئاً من الصورة من دون عمل؟
بعد خطاب نتنياهو.. ما العمل؟
أخبار متعلقة