الفنان أحمد يحيى
د.زينب حزام :عندما يرسم فنان الكاريكاتير لوحته الساخرة ، يحتاج المشاهد إلى تفكير في المعنى المقصود من ذلك ، لأن الفنان يريد أن ينتقد شيئاً معيناً له طابع سياسي في الغالب ، وهو في ذلك يريد عرض قضية تخص المواطن والوطن ، إن معظم رسامي الكاريكاتير يموتون أحياء نظراً لأفكارهم الجريئة وسخريتهم اللاذعة .ورغم أننا نشعر بهمومهم ولكننا لا نستطيع تقديم شيء لهم ، سوى كلمة حق نقدمها عبر هذه الصحيفة التي احتضنت أقلامهم ، وقدمتها لجمهور القراء ليترجم خطوطهم وأفكارهم الوطنية ، يقول المشتغلون بعلم النفس إن العبقرية تولد مع الصرخة الأولى للطفل وهو يستقبل الدنيا .. ولكن هناك ظروف خاصة تسهم ظهور هذه المواهب الكامنة الكاريكاتيري أحمد يحيى المعروف والذي قدم العديد من الهمسات الكاريكاتيرية على صفحات الصحف والمجلات المحلية منها صحيفة (14أكتوبر) الغراء والتي يعمل بها موظفاً رسمياً استطاع من خلالها تقديم همسات سياسية واقتصادية وثقافية وفنية نالت إعجاب الجمهور بل علت ضحكات السخرية من الأوضاع السيئة التي يجب معالجتها من قبل جهات الاختصاص ومنها قضية التلاعب بأسعار المواد الغذائية التي جعلت المواطن يعيش في هم ٍ دائم ، وقدم فناننا المعروف أحمد يحيى العديد من اللوحات الساخرة الكاريكاتيرية وهو يصور جشع التجار المتلاعبين بقوت المواطن . وهناك لوحات كاريكاتيرية قدمها الفنان أحمد يحيى وهو يحارب الأفكار المتطرفة التي تحارب تعليم الفتاة اليمنية وعرقلة عمل المرأة في بناء الوطن ، وكذلك الأفكار المتطرفة في هدم صرح الفن من مسرح وسينما وموسيقى وغناء ورقص ، كما قدم الفنان الكاريكاتيري أحمد يحيى العديد من اللوحات الفنية البناءة في مكافحة أعمال السحر والشعوذة والدجل في اليمن في لوحات كاريكاتيرية ساخرة ينتقد هذه العصابات التي تمارس السحر والشعوذة بهدف السرقة والنصب والاحتيال ونشر الفساد في المجتمعيقول الفنان أحمد يحيى : قد يبدو ما سأقوله الآن غريباً لمن لا يعرفونني جيداً ولكنني في حقيقة الأمر مهتم بالفن الكاريكاتيري منذ الصغر ودرست الكثير عن هذا الفن ، وأعمل على تقديم العديد من الأعمال البناءة والناقدة لكل الظواهر السيئة التي تعرقل بناء الوطن ، وأنا أومن بأن من واجب كل فنان كاريكاتيري أن يقدم النقد البناء لكل الظواهر السيئة على أن يكون هذا النقد بناءاً وليس بهدف الهدم ، إن فن الكاريكاتير يولد من حشرجة النفس ، يبدأ الفنان خطوطه عندما يتملكه إحساس بشيء غامض يؤدي إلى تولد الرؤية التي تمكنه من فهم الواقع المعيشي والمساعدة على وضع فكرة التقييم لهذه الوضعية التي تمس أمن وسلامة المجتمع .[c1] يجب أن نؤمن للفنان جو الإبداع.[/c]ويواصل الفنان الكاريكاتيري أحمد يحيى حديثة :ما أريد قوله أنني كنت متفائلاً للغاية عندما قمت بنشر أعمالي في العديد من الصحف المحلية لأن هدفي في الأساس هو نقد الأوضاع السيئة التي تعرقل تطور المجتمع ، وهناك بعض المتضررين من هذا النقد الذين وقفوا لي بالمرصاد، وواجهت العديد من المشاكل والصعاب ، لهذا أرى أنه من الضروري توفير الجو الآمن لتقديم أعمال المبدع وخاصة الأعمال الجيدة التي تهدف إلى خدمة المجتمع وسلامة الوطن .وسألنا احمد يحيى : على أي لغة تعتمد في رسمك الكاريكاتيري .. ؟- لي هدف إنساني من وراء تقديم أعمالي الكاريكاتيرية أولها : نقد الأوضاع السيئة التي تضر بالمجتمع اليمني وتعرقل توطيد الوحدة اليمنية المباركة وتهدد سلامة وأمن المواطن اليمني .. وجميع أعمالي صادرة من العقل والفكر ، وتعبر عن همي وهموم المواطن اليمني ، وتعبر عن صفاء نظري إلى الفن .. ومشكلتنا أننا لم ندخل إلى عملية النقد الذاتي لوجدونا من الشروع بعملية التصحيح وبناء مجتمع متطور خالٍ من الأعمال السيئة التي تعرقل بناء الوطن . . وأعود إلى سؤال عن التخيل في الفن، فهناك تخيل تخيل تحضيري وإبداعي أو اختراعي . أما التخيل عندي فهو يعود إلى الإدارة والانتباه أساسياً .. لنا أرى نفسي موفقاً في معظم أعمالي وإن تعرضت لبعض الهجوم والمضايقات من المتضررين من أعمالي .قد لا يكون للفنان الكاريكاتيري اهتمام كبير بالألوان بقدر ما يهمه تقديم صورة نقدية عن الوضع الذي يهم المواطن اليمني في الوقت الراهن خاصة أننا في هذه الأيام نعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبالذات الدقيق ومنه (الروتي وقد أبدع الفنان الكاريكاتيري أحمد يحيى كثيراً في هذه القضية المهمة من خلال تقديم العديد من اللوحات الفنية التي تصور تلاعب التجار بحجم الروتي وتقديمه للمواطن بطريقة تضر بمعيشته وهناك طموحات وأهداف وبرامج لها نفس الهدف الإنساني للفنان أحمد يحيى بفضل تقديمها عبر الصحافة المحلية في تقديم كل جديد من الأعمال الإبداعية في مجال الكاريكاتير النقدي مستغلاً الحقوق الديمقراطية التي منحتها الدولة اليمنية في تقديم النقد البناء الهادف لبناء المجتمع اليمني السليم ، وميزة فناننا أحمد يحيى هي التفكير السليم ، وتقديم الرسم الكاريكاتيري البسيط القريب للمواطن العادي ، ففي أيامنا هذه نجد الأفكار والمعلومات تشكل قوة الدفع للنمو الاقتصادي الذي يستدعي تشجيع المبدعين وتقديم آرائهم دون خوف وحماية المجتمع اليمني من الأَضرار التي يتسبب فيها الفاسدون والمتلاعبون بأسعار المواد الغذائية والتفكيريون الذين يعرقلون تقدم المجتمع ويحاربون الفن التشكيلي والموسيقى والغناء والمسرح وتعليم الفتاة وعمل المرأة .إن الفنان أحمد يحيى في جميع أعماله الكاريكاتيرية يقدم الحقيقة للقارئ اليمني مع السخرية اللاذعة والحكمة والشفافية معبراً عن هموم المواطن ومتطلباته في تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية . فهو يبذل كل جهده لتقديم صورة حقيقة عن الحدث وتقديم التحليل المقنع ، ذلك عبر الرسم الكاريكاتيري حتى تصل الفكرة الهادفة إلى الجهات الرسمية في الدولة ويتم معالجة القضية التي تهم المواطن . ولم يكن أحمد يحيى وحده في ساحة فن الكاريكاتير، فهناك العديد من الفنانين الذين أسهموا في تقديم لوحات عن هذا الفن الرائع الساخر ، غير أن فناننا أحمد يحيى كان ومازال في فنه قريباً وبسيطاً وقادراً على تقديم الفكرة للمواطن العادي ، لأن فناننا أحمد يحيى يعتمد في لوحته الكاريكاتيرية على صورة الإنسان اليمني العادي المحدود الدخل ، وتقديم صورة مشرفة عن عمله ومعاناته اليومية ، المؤثرات الداخلية والخارجية التي تؤثر على المواطن والمجتمع اليمني . [c1] أحمد يحيى فنان اللوحات القلقة[/c]يرسم أحمد يحيى ليدفع ذلك القلق الرابض في أعماقه حتى يحب الناس فنه ولوحاته النقدية الساخرة ، وكانت ومازالت خطوطه في معادلة لتأمل الحالة الغامضة التي يعيش فيها ، وقد قدم الفنان أحمد يحيى العديد من اللوحات الكاريكاتيرية ، وجميعها تجمع بين السخرية اللاذعة وبين الجماليات الفنية ، ويعتبر الفنان أحمد يحيى من الفنانين البارزين في فن الكاريكاتير ، إضافة إلى الصيغ الحوارية الساخرة التي ترافق لوحته الفنية . إن الوعي المبكر للفنان أحمد يحيى صادر من طفولته ، وقد جعلها مزيجاً من براءة وأسئلة غامضة - كما يقول- وألغى مباهج طفولته التي احتلتها .التهجئية الأولى للرسم والتلوين ونمو أبجدية التعبير الأولى .ويخبرنا الفنان أحمد يحيى أنه عندما أنهى دراسته الثانوية في عدن وانخرط في العمل في صحيفة (14أكتوبر) بالمعلا ، أدرك أنه كائن قلق بامتياز ، بل لم يستطع التخلص من ذلك الشعور الذي مازال حتى اليوم يثير فيه رغبة في الحياة والمكابدة . تجربته في مجال فن الكاريكاتير تنمو داخل وتيرة القلق ويكبر قلقه داخل خفايا تجربته الفنية فيقدم العديد من اللوحات الفنية الساخرة التي تعالج قضايا وهموم المواطن اليمني واللوحة عنده معادلة دقيقةٍ لتأويل الحال الغامضة التي غالباً ما تكون في نفسها القلق الملتبس في أعماقه وهو انعكاس لتلك الحالة . وهكذا يبدو أن القلق خبز لوحته وفنه وهذا ما جعله يبدع في عمله كفنان متواضع ومحب لوطنه وفنه .