زميل الحرف عصام سعيد سالم
«ماكنت احسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تمور»(أبو الطيب المتنبي)لم اتخيل يوماً في حياتي أن يأتي الوقت الذي ارثي فيه أستاذي الغالي عصام سعيد سالم الذي رحل عنا .. تاركاً لنا الاحزان والدموع تعصر قلوبنا .. غاب الغالي الذي تعودت على رؤيته يومياً تعلمت منه الكثير كان ابي واخي وصديقي .. كنت ظله لاتجده في مكان الا وانا خلفه .. عرفت معه كل اصدقائه وعشت معه اتعلم يومياً .. كان جزءاً مني وكنت الجزء الآخر له.تركنا اليوم في دوامة دون وداع غاب عن الدنيا التي كان فيها ديدننا .. تركنا في ذهول لانصدق بأننا لن نراه بعد اليوم..كان يحب عمل الخير ومساعدة الآخرين وتقديم العون للجميع كريم بشوشاً لاتستطيع ان تحمل له اي حقد.. رحل صاحب القلب الكبير .. رحل فارس الكلمة الشريفة غاب عنا "عصام " وغابت ابتسامته ايضاً .. لم يترك لنا شيئاً في غيابه المفاجىء الذكرى الجميلة .. مازلت غير مدرك لما حدث ،ومازلت بانتظار اتصاله ليقول لي :"يادكتور تعال نخرج " مازلت بانتظارةقبل وفاته شاءت الاقدار ان ابقى معة ثلاثون ليلة صبحاً ومساءً كان حينها متعباً وكنت اذهب به لمستشفى الرازي يومياً لتلقي العلاج .. لم ادرك ان تعبه سوف يزداد..ثلاثون ليلة معاً لانفترق .. وكان الاستاذ ابراهيم حسين محمد معنا تلك الفترة .. نجلس نتسامر ونضحك ونتحدث في كل شيء .. كان يطلب مني الخروج معه لزيارة الاصدقاء والاصحاب والجلوس معهم كانه اراد توديع الجميع .. ولم ادرك حينها ذلك ..وفي اليوم المشؤوم يوم رحيل اعز الناس مر امام عيني شريط طويل لم اجد لحظة فيه الا و"عصام " معي ..كان ينصحني في الاونة الاخيرة بشكل مستمر وكانه يودعني لم اتخيل يوماً ان اراءه في كفن لماذا يغيب الطيبون ؟! سوف اظل يومياً ازور قبرة حتى لا اتركة وحيداً .. لانه لايحب ان يكون وحيداً..استاذي وابي واخي عصام ..ادرك جيداً انك لن تقرا ما اسطره بقلمي اليوم الذي انت حبره لكني اعاتبك لماذا رحلت سريعاً؟ لماذا تركتنا وحيداً ؟.. افتش عنك ولا اجدك . . لماذا حرمتنا من ابتسامتك والجلوس معك .. وسماع صوتك ندعو الله ان يغفر لك ويرحمك ويوسع قبرك وتظل بيننا بروحك الطاهرة يا اعز الناس..ولايبقى معي سوى هذه الابيات الشعرية التي تشرح ما اريد قوله :"اراك هجرتني هجراً طويلاً ماعودتني من قبل ذاكاوما فارقتني طوعاً ولكن دهاك من المنية مادهاكايعز على حين ادير عينيافتش في مكانك الا أراكا"شعر بهاء الدين زهيرومازلت بانتظارك !! مازلت بانتظارك !! ولن اقول وداعاً تلميذك الحزين / فراس اليافعي