اقواس
قالت الشاعرة الأميرة سعاد الصباح عن حال الأدب في اليمن أنها تشعر باليتم بعد رحيل محمد عبد الولي ومطيع زيد دماج. مضيفة وإن كان هناك الدكتور/ عبدالعزيز المقالح الذي أسأل نفسي كلما قرأت له : متى يكتب الرواية “.حال يذكرني بما قيل في زمن سابق أو بذلك التساؤل.. وحل لليمن شعراء؟وربما تكون الأميرة سعاد الصباح والشاعرة والمثقفة العربية محقة في مثل نظرتها التي توحي لها بمجال يتم الأدب في اليمن إلا فيما تراه من علمين سابقين هما الأديب الراحل محمد عبد الولي، وبعض أعماله الروائية والراحل الأستاذ زيد مطيع دماج. والأستاذ الدكتور/ عبد العزيز المقالح.قول يشير بجلاء إلى أفق الإبداع اليمني الذي لا يأخذ في أمس الأحوال أبعد من حدود المحلية الضيقة رغم أن واقع اليوم مختلف أو هو مختلف بصورة كلية عن ما كان في زمن ذلك التساؤل.. وحل لليمن شعراء.نحن في زمن الثورة المعلوماتية والفضاء المفتوح، والتقارب الشديد بين سكان المعمورة، وقدرة الوصول إلى حدود أبعد أو هي متجاوزة أقطارنا العربية الأميرة الشاعرة سعاد..ليست الصورة بهذه العدمة في اليمن فلدينا بالقطع أعلام أدبية كثيرة في مجال الشعر والرواية والقصة والأعمال الأدبية الإنسانية الأخرى إلا أن عمق الخلل لدينا يكمن في النطاق الضيق لهذه الإبداعات التي تقتصر على الحدود المحلية - ناهيك عن عدم الاحتكاك بالفعاليات في بلدان الجوار- الخلل في مشاركات اليمن بمعارف الكاتب والتي لا يتم الأخذ فيها بعرض إبداعات يمنية - دور الفضائية اليمنية المحدود في نشر وتقديم هذه الإبداعات وأصحابها- ضعف الاهتمام بالشأن الثقافي وقلة اعتماداتوهذه الأمور وغيرها تجعل اليمن تبدو بهذه الصورة من عدمية العطاء وقلة المبدعين أي أننا لم نكن موفقين بعد في الوصول بالإبداعات اليمنية إلى الآخرين.وإن حاولنا في مثل هذه الحال البائسة الإشارة إلى ما كان لليمن من حضور تاريخي في الجوانب الأدبية عبر تلك الأعلام الممتدة منذ العصر الجاهلي وحتى عهود الإسلام فذلك دون شك لا ينبغي عنا مثل هذه الصورة أو الإحساس بحجم اليتم الذي يكتنفنا كبلد يربو سكانه على العشرين مليون.نلو نظرنا إلى واقع ما تعرضه الفضائيات اليمنية من إبداعات شعرية نجد القليل منها يرتقى إلى مستوى الإبداع الشعري.. قطعاً لسنا بلد المليون شاعر رغم ماضينا الزاخر بالإبداع منذ العصر الجاهلي وصولاً إلى الزمن الراهن الذي ينبغي أن نجسد فيه مكانتنا الشعرية من واقع موروثنا الزاخر بالعطاء واللافت إن هناك مستويات إبداعية عن شعراء كثر إلاَّ إن مثل هؤلاء ليس لهم حضور في ساحتنا الحياتية نظراً لضعف التنقيب عن الإبداعات المتميزة لا بل أن الكثير مما نبرزه لا يمثل الوجه الحقيقي والمعطى الواقعي لشعراء مجيدين فالنشر في بعض الصحف لا تتوخى أصحابه أي معايير ما يحصل شعراء وغير شعراء في سلة واحدة في حين أن النقد الأدبي لا يلتفت إلى القدرات التي لها صلة بالشعر حتى يبرزها فإذا نظرنا إلى بعض نتاجات الشعر نجد معظمها هزيلة بل لا تمت للشعر بصلة ومع ذلك يتم تسويقها وكأنها تمثل وجه وواجهة اليمن الشعرية ما يترك انطباع لدى القارئ في الداخل وخارج نطاقنا الجغرافي أن ما بين يديه هي خلاصات إبداعية رغم أنها ليست كذلك وإن حظيت بقدر من الاهتمامات وربما المجاملات التي لا تعير أدنى المعايير والتي ينبغي توفرها في هذا العطاء ما يدعو إعلامنا والفضائيات تحديداً إلى إبراز صورة اليمن الشعرية من خلال استضافة إبداعية متميزة وهي بالطبع لا يشترط أن تكون معروفة أو حصراً على من لهم حضور إعلامي لأن ما وراء هذه الصورة وهذا الإطار أشد نقاء وأبلغ قول شعري أعني جواهر الإبداعات الشعبية العديدة.