إعداد / محررة الصفحةاحتفل العالم باليوم العالمي للتدخين والذي جاء في 31/ مايو من هذا العام. تتضامن فيها جميع المنظمات العالمية والدولية والإنسانية والصحية والبيئية للوقوف بجراءة أمام هذا الوباء والذي ينتشر في العالم وبين صفوف المراهقين والشباب والنساء والرجال للحد من هذه العادة السيئة والامتناع عن التدخين والذي يدفعنا للتذكير بأن عدد من يقتلون سنويا نتيجة التدخين قد يزيد على خمسة ملايين إنسان غالبيتهم من الدول النامية وطبعا نحن من هذه الدول, والعدد المشار إليه مرشح للارتفاع إذا لم تتخذ الإجراءات الفورية والسريعة للحد من ظاهرة التدخين ولا سيما بين المراهقين.والأرقام التي أشرنا إليها قد ترتفع مع مرور السنين, إضافة إلى كونه- أي التدخين أو لنقل التبغ- يسبب نحو خمسة وعشرين مرضا معظمها من الأمراض القاتلة, بينها أنواع عديدة من السرطان, كسرطان الرئة الذي يسبب أكثر من تسعين بالمئة من حالاته, لكن رغم المجتمعات ترى في التدخين أحد ضروريات الحياة العصرية, متناسين المضار والمخاطر الناجمة عنه, وتكون هذه المضار والمخاطر شديدة الخطورة عند أولئك الذين يباشرون التدخين في أعمار مبكرة متناسين الأضرار التي تصيب الجسم وفي مقدمتها القلب والرئتين, وتشير الدراسات الطبية الحديثة الصادرة عن مراكز طبية عالمية أن الذين يموتون خلال حياتهم المتوسطة أي بين 25- 65 سنة يخسرون بمعدل 20-25 سنة من حياتهم المتوقعة لهم فيما لو كانوا غير مدخنين, وهذا يعني أن العدو الأول للإنسان وصحته هو التدخين لأن المدخن لا يؤذي نفسه وحسب, إنما يؤذي أهله وجيرانه في الأماكن العامة, ولا نكون مغالين عندما نصف التدخين بأنه مرض اجتماعي, لأن كل الدراسات الطبية كما قلنا تشير إلى أن التدخين مرض اجتماعي يتناسب عكسيا مع مستوى التحصيل العلمي والمعرفي للإنسان ولا نكون مغالين إذا قلنا أن نسبة المدخنين في قطاعات الدولة والمشترك والخاص تتجاوز ال 65% بالمئة.[c1]انتشار التدخين في القرن السادس عشر[/c] ومن دون شك فإن هذه النسبة تشكل رقما عاليا وبالتالي فهي تدفعنا للتأكيد على وضع استراتيجية للحد من هذه الظاهرة في أماكن العمل ونعتقد أن مثل هذه الاستراتيجية تحتاج لقرار جريء من الحكومة يقضي بمنع التدخين في الأماكن العامة, ولنا بوزارة الصحة أكبر مثال حيث اتخذت قراراً كهذا قرار قبل سنوات عديدة.. مصطلح نيكوتين الذي بتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض. يصنع التبغ من أوراق نبات الطباق و اسمه العلمي « نيكوتينيا تباكم « , وتستخدم أوراقة بعد تجفيفها للمضغ , أو كمسحوق للاستنشاق « النشوق « , أو للتدخين كلفائف تبغ « السيجار « , أو في الغليون « البايب « أو في السجائر . اكتشف كريستوفر كولومبس نبات ( الطباق ) التبغ عام 1492م عندما وصل إلي أمريكا أول مرة حيث لاحظ الرحالة كولومبس أن بعض سكان مدينة سان سلفادور يدخنون التبغ وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها ووجد الهنود الحمر في جزر الكاريبي يدخنون الطباق ، كما وجدهم يستخدمونه في الطقوس الدينية والحفلات و كانوا يعتقدون أن للدخان فوائد علاجية ، ومن المحتمل أن يكون ذلك هو السبب في تشجيع الأوربيون علي تدخينه و انتشاره في أوربا في القرن السادس عشر ثم منها إلي جميع أنحاء العالم .[c1]دخل التبغ شرق الوطن العربي في القرن السابع عشر[/c]ولقد كان أول من أدخل نبات التبغ الى أوروبا الطبيب فرانشكوهر نانديز الذي أرسله فيليب الثاني ملك أسبانيا في بعثة استكشافية. وقد انتشرت عادة التدخين في القرن الخامس عشر حيث انتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين, وبعد انتصار أسبانيا في القرن السادس عشر ازداد إنتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على الجوع والتعب والبرد مما أدى إلى إدمان العديد من الأفراد. وقد دخل التبغ إلي شرق الوطن العربي عن طريق تركيا في القرن السابع عشر ثم إلى المغرب العربي بواسطة بعض التجار ثم إلي باقي الدول العربية. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م. يوجد فى السيجارة حوالي 4000 مادة كيماوية داخل دخان السيجارة ، معظم هذه المواد سامة، 43% منها يسبب السرطان ،ومن أهم هذه المواد النيكوتين. ان الشباب في العالم يرون أن تأثير الأصدقاء سبب قوى يشجع على التدخين فمثلاً، كثير من الشباب أكدوا أنهم يدخنون خوفاً من أصحابهم فيقولون عليهم «عيال أو لسه مباقوش رجالة». وكثيرً من الشباب والفتيات قالوا كذلك أن وقت ما بدءوا يدخنوا بانتظام كان هذا بسبب عزومة أصحابهم عليهم بالسجاير أو الشيشة «. يعنى باختصار ساعات العزومة تكون سبباً في إقبال الشباب على التدخين.[c1]اظهار رجولة مزيفة في التدخين[/c]وفى النهاية نعرف ان تأثير الأصدقاء يشكل عاملاً كبيراًعلى الشباب فيما بينهما أكثر من أي إنسان آخر. واعتدنا أن نرى فى حياتنا اليومية شباباً يدخنون ويقولون أن السبب العائلة والأقارب ولكن فى نهاية الأمر ليس كل مدخن ينتمى لعائلة مدخنة. وقد وجدنا ان رد فعل أسره الشاب عند معرفة أن الابن يدخن نجد استخدام العنف والضرب، وفى حالات قليلة كان الآباء يتكلموا مع الأبناء عن المشكلة ويحاولون ابعادهم عن هذه العادة . وقد اتضح أن رد الفعل العنيف من الأب أو الأم لم يكن له أى نتيجة ويرجع هذا لسيكولوجية الشباب وخاصة فى السن الصغيرة، فالعنف يجرح كرامتهم ويقلل من إحساسهم بأنهم كبار ويحد من حريتهم، وأحيانا كثيرة يأخذ الشاب عادة التدخين مع رغبة فى تحدى إرادة الأهل لعدم وجود لغة الحوار وبالذات في فترة المراهقة وبعيد عن المراقبة ويلقى البديل في اظهار رجولته المزيفة وهي التدخين واخفاء مشاعره المضطربة ومع الايام تصبح عادة ثم ادماناً ثم امراضاً وغيرها من المشاكل الاخرى . ولعل من أوضح مظاهر العدوان على الصحة الفردية والجماعية: التدخين، فليس سرا أن ما يزيد على أربعة ملايين شخص في العالم يموتون كل عام بأمراض أساسها التدخين وهذا يمثل وقوع أكثر من 11 ألف حالة وفاة يوميا ما بين سرطان الرئة والتهاب القصبات المزمن وأمراض شرايين القلب وسرطان المثانة.وإن التدخين عدوان على الصحة, يمارسه المرء على نفسه عندما يدخن فيضر بصحته ويوردها موارد الهلاك، كما أنه أيضا عدوان على صحة الآخرين وحريتهم. ولعل أسوأ أنواع التدخين هو التدخين القسري، ذلك الذي يضطر عدم المدخنين لاستنشاقه قسرا رغم أنوفهم سواء في المكتب أو المنزل أو المواصلات.
|
ابوواب
خمسة ملايين شخص يموتون من التدخين
أخبار متعلقة