استحوذت قضية المرأة والجنس في نص الرواية الحيز الأكبر حتى ليخال للقارئ بأنها رواية جنسية مكسوة بالهم السياسي والاجتماعي اولعكس صحيح ايضاً - وهذه سنة طبيعية شائعة في الحياة يتمثلها لنا النشاط المعرفي الإنساني في مختلف صنوفه الإبداعية (أدب، فنون .. الخ) فكتابات مشاهير الأدب العالمي الروائي ( ليرمنتوف ، ديستوفسكي ، بونين، بلزاك، نيكوس كونستزاكي، البرتو مورافيا، هنري ميلر، جبرائيل غارسيا ماركيز... الخ) حظيت بقدر كبير من تلك الرابطة الثنائية بين الجنس والسياسة، وان كانت الحرية التعبيرية والوضعية للحياة الجنسية الى حد الاباحية في بعض تلك الاعمال الادبية الاوربية.وعند مشاهير الادب الروائي العربي نجد الكثير من التناول والاهتمام بقضايا المرأة والجنس والسياسة في اعمالهم (نجيب محفوظ، حنا مينا، الطيب صالح، غالب هلسا .. الخ.(في الأداب الروائي اليمني- رغم ضآلة حجمه وتواضعه الجم كمنعكس ، منطقي وطبيعي لانغلاق وتدني مستوى النمو الاقتصادي- الاجتماعي والثقافي - الروحي والسياسي الا اننا نتذكران هناك اسهامات مبدعة ظهرت مع السنوات الاولى لمراحل الانعتاق والتحرر والانطلاق للانسان اليمني في ستينيات القرن الماضي والتي مثلت فيها اعمال الاديب محمد احمد عبدالولي الارهاصات الاولى ومازالت حتى اليوم من وجهة نظري- بلا منافس في مستوى الاداء كماً ونوعاً. ( مقارنة بمسيرة حياته الزمنية والابداعية الادبية .. ناهيك عن ظروف البيئة المحيطة آنذاك).لكنني هنا لست في هذه المقدمة لاستعراض المراجعة النقدية الادبية للرواية اليمنية وانما وجدتها مدخلاً للمقارنة التاريخية مع ما اود ان اتناوله بقدر من الايجاز كقراءة سيكولوجية لنص الرواية ( دملان) الابداعية المتميزة للبرفسور الجامعي المهندس والاديب الفرنسي الجنسية اليمني- العدني المولد والمنشأ الدكتور حبيب عبدالرب سروري.[c1]عقدة أوديب[/c]في قراءة مسحية للرواية نجد المؤلف كجزء من اسلوب السيرة الذاتية يشدنا بعرضه لتجربته الشخصية المبكرة مع المرأة والتي تلعب فيها الام منذ البداية وحتى النهاية ضابط الايقاع وفقاً للتحليل النفسي في فهم ديناميكية السلوك الشعوري منه او اللاشعوري ( الظاهر منه أو الخفي) في العلاقة مع المرأة والجنس منذ الطفولة وحتى الرشد.فمن مطلع الرواية ( ص-8) يأتي تساؤله : " ( اليست هي) - يقصد أمه- سبباً في ذلك الى حد ما ؟ الم تقف حجرة عثرة امام اول عشق دق بابي؟ المفارقة التي تزعجني قليلاً هي انها هي التي قررت ان اسمي : ( وجدان) في حين كان والدي يريد اسمي : محمود لعلها ارادت فقط ان يكون اسمي وجدان ، على نفس ايقاع ابي قحطان.،،"ومن (ص- 61) نجده يجتر من شريط العمر و( بأكثر وضوحاً وتحديداً لمواقفه من الام : " تجاوزت العشرين من العمر ولم اسمع فيه صوتاً انثوياً يناجيني لم يعرف مسمعي غير صوت أمي التي صارت تراقب حركاتي وسكناتي اكثر من قبل ، تلاحقني بنظرها خوفاً من شيء اجهله".وحتى الصفحات ماقبل الاخيرة للرواية ( من 399-400) يعزز المؤلف التفسير ، الفرويدي . حينما ينحسر منحى العقدة النفسية الاوديبية لتقادم السن وتغير الموقف السلوكي إلا ان روح السيطرة الأمومية تظل باقية وان خفتت ردة الفعل تجاهها - نظير التعويضية التي حققها في مسيرة حياته.-إن ذلك التساؤل الذي جاء في مطلع الرواية وما بعدها من تناولات مشار اليها واحدة من اهم محاور الاهتمام في المنطلقات النظرية والتطبيقية لمدرسة التحليل النفسي الفرويدية والتي عرفت بعقدة اوديب ، واستميح القراء عذراً هنا للإشارة الملخصة والتعريفية بهذا المصطلح الشائع في حقول العلوم السلوكية ( لعلم النفس والطب النفسي).كما وردت في قاموس علم النفس والتحليل النفسي للدكتور فرج عبدالقادر وزملائه بان : عقدة اوديب ( Oedibus Comblex) : هي جملة الرغبات الليبيدية والعدوانية التي يشعر بها الطفل تجاه والديه ويبلغ ذروته في الحقبة بين ثلاث وخمس سنوات، فمنذ ان يرفع الستار عن الوليد لتتفاضل ( الأنا) عن (الهو) وفصول المسرحية مستمرة انتقالاً من المرحلة الفمية الى الشرجية ليبلغ الموقف ذروته في مركب اوديب في المرحلة القضيبية حيث قمة الصراع كنتائج لذلك الموقف الذي يمر به الطفل والذي نتج بالضرورة لطول اعتماده في طفولته على والديه لذا فهو يتميز بثنائية الوجدان Ambivalence نحو الوالد من نفس الجنس وعلاقة الحب الشبقي الحنون معاً بالوالد من الجنس الاخر ذلك التعلق الذي تناوله الكبت Rebression بسبب الصراع الناشئ من اصطدام هذا لتعلق بمشاعر الحب والكراهية والخوف الذي يشعر بها الطفل تجاه الوالد من نفس الجنس وهو ما اسماه فرويد بـ ( عقدة اوديب الايجابية) ولقد اطلق عليه هذا الاسم لان مضمونه الجوهري موجود في تلك الاسطورة اليونانية التي حفظها سوفوكليس من الاندثار في تراجيديته الموسومة ( اوديب ملكاً) وفيها يقتل اوديب اباه ( لايوس) ملك طيبة ويتزوج من امه ( جيوكستا) ويتبوأ عرش طيبة ( دون ان يعلم حقيقة مافعل ) وهنا تجدر الاشارة الى مايذكره فرويد عن ذلك التحريف في الصياغة الشعورية للأسطورة ونعني به جهل اوديب بفعلته والذي لم يكن غير تصوير مشروع لحالة اللاشعور التي تنتهي اليها هذه الخبرة المأساوية لدى الطفل .وعقدة اوديب - بهذا المعنى - تعد مصدراً من اهم مصادر الاحساس بالذنب الذي يلف المرضى النفسيين في غالب احوالهم بقدر ما هو المصدر الاساسي للاخلاق ، ومن المعروف انه تحت تاثير عقدة اوديب والموقف الاوديبى بعامة وفي علاقة وثيقة به ينشأ الخوف من الخصاء (انظر عقدة الخصاء أدنا5 ).ولقد تحدث فرويد ايضاً عن عقدة اوديب السالبة عندما يحل التعلق العشقي محل تلك المشاعر العدوانية التي يستشعرها الطفل تجاه والده من نفس الجنس ، وان دلته الخبرة التحليلية النفسية كما يقرر بنفسة في كتابه ( الانا والهو ) (1923)، على ان هذين الشكلين ليسا اكثر اشكال العقدة شيوعاً وانما يمثلان تبسيطاً كافياً فحسب من اجل الاغراض العلمية ، اذ ان الدراسة المتعمقة تكشف عادة عن عقدة اوديب الكاملة (Comblete Oedibus Comblex) والتي تتبدى في وجهين سالب وموجب وترجع الى الثنائية الجنسية (Bisexuality) الموجودة اصلاً لدى الاطفال ( ولدى الانسان عامة ) ومن هنا يمكن القول بأن الصبي لايتخذ اتجاهاً ثنائياً نحو ابية وعلاقة ذات طابع وجداني تجاه أمه وانما يسلك في الآن نفسه سلوك فتاة مبدياً اتجاهاً انثوياً ودوداً ناحية ادبية الغيرة والعداء ناحية أمه ويرى فرويد انه من الافضل بوجه عام ان نفترض وجود عقدة اوديب الكاملة لدى الفرد وبخاصة لدى العصابيين.[c1] عقدة الخصاء Castration Comblex[/c]تحت تأثير الموقف الاوديبي وفي علاقة وثيقة به ينشأ الخوف من الخصاء ، ذلك الخوف اللاشعوري من فقدان عضو التناسل عقاباً على ما يستشعر به الطفل الذكر من دوافع ليبيدية تجاه موضوع محرم ، وتحت تأثير مركب الخصاء وحصر الخصاء Castation Anxiety يعاني الطفل اقسى صدمة في حياته الباكرة وبخاصة عبر تهديدات الأم التي تحاول ان تمنعه بطرق شتى من العبث بعضوه التناسلي وقد تعلن الأم انها ستكمل تنفيذ تهديدها للأب، الا ان هذه التهديدات - كما يرى فرويد- لاتؤتي ثمارها الا اذا تحقق شرط اخر قبلها او بعدها نتيجة رؤية الطفل للأعضاء التناسلية الانثوية او اختلاسه النظر اليها مما يدرك معه نقصان ذلك الجزء القيم لديه فيصدق التهديدات التي سمعها ويقع تحت تاثير مركب الخصاء الامر الذي يؤدي في النهاية لا ستدماجة للتحريم الذي يقع على المحارم من خلال توحده بالاب ومن ثم يتجه الى حل الصراع الاوديبي.ولاشك ان آثار مركب الخصاء ( والذي انبعث من تهديدات واقعية في علاقتها بالمتخيل ) لاتحصى فقد تؤثر في علاقة الصبي بوالديه ومن ثم بالرجال والنساء بعامة اذتتعرض الخبرة بكلها لكبت Rebression قوي يظل على أهبة الاستعداد لتعطيل النمو اللاحق للأنا بعد البلوغ.** مدرسة التحليل النفسي تهتم كثيراً بدراسة مراحل الطفولة وتعتبر ان حدوث العديد من الاضطرابات السلوكية في الشخصية لاحقاً ما هي الا شكل تعبيري من اشكال المعاناة النفسية في مرحلة الطفولة ( كسوة المعالمة الجسدية ، النفسية ، الجنسية او الاهمال ).وفي هذه المرحلة تكون ألام صاحبة السيطرة ، السيادة الاقوى في المجتمعات المدنية ، وبعض التجمعات السكانية او بعض انماط الاسرة ذات النمطية الأمومية.ان هذا التفسير الديناميكي لسير السلوك من وجهة النظر الفرويدية- كواحدة من اشهر مدارس العلوم السلوكية لدراسة الشخصية - تساعدنا كثيراً على فهم التصرفات السلوكية لبطل الرواية التي ربما - من وجهة نظري لعبت سعة ثقافية واهتمامات المؤلف بالعلوم الإنسانية ومنها المدرسة الفرويدية- الذائعة الصيت في فرنسا - لانها تلقي بظلالها على منهجية العرض السلوكي لشخوص الرواية.تناولي هنا من منطلق التحليل النفسي لايعني تمسكي المنهجي بها وانما جزء من القراءة الشائعة للنص الادبي من منطلق تلك المنهجية رغم ان هناك مدرسة اخرى في علم النفس وهي المدرسة السلوكية ( اتحمس لها كثيراً).1- تعتبر الان من اكبر مدارس علم النفس نفوذاً وشيوعاً - تقدم تفسيراتها للسلوك الانساني من منطلقات فيزيولوجية باعتباره استجابة تعلم للمثيرات البيئية - يديرها الدماغ البشري- وقد كان كلاسيكيو هذه المدرسة ( العالم الروسي ايفان بافلوف والامريكي جون واطسن) المكتشفون الاوائل لمفهوم التعلم.وطوره لاحقاً اتباع هذه المدرسة ( ثوارنديك، سكنر، ايزنك ، ولبى) وقارنوه بالعديد من المظاهر السلوكية السوية منها والمضطربة بمختلف انواعها عن الانسان واكدو بان الاضطراب السلوك سواء كان ( معرفي، انفعالي او ادائي- حركي) فأن مرجعه الى خبرات تعلم مكتسبة بشكل خاطئ من البيئة المحيطة وبشكل مستمر منذ الطفولة وحتى مراحل متقدمة من العمر.وهذا يعني فيما يعنيه من مقاربة قراءتنا السيكولوجية للنص الادبي ان مظاهر الخوف من الجنس الآخر هي حساسية انفعالية وردود فعل وهي مسلكيات مكتسبة ( متلعم - شرطاً ، ادائياً، معرفياً ) من البيئة وذلك حيثما يكون للأم، الاب ( الاسرة) هم الصف والمدرسة والمنهج الاول والاشد تاثيراً في البيئة .. مقابل محدودية وفقر المصادر والمثيرات التعليمية الذكية والمحفزة في الواقع المعاش.2- وعليه فيمكن القول ان مدرسة التحليل النفسي تفسر السلوك بتحيز وفقاً للمعتقد الوراثي - الطبي وتصبغة بمصطلحات من الاسطورة الاغريقية القديمة- وهو ما يؤكد سعة الاطلاع في التاريخ والادب والانتربولوجيا والعلوم لرواد مدرسة التحليل النفسي من جانب ومن جانب اخر تعبر عن اللبس المنطقي لتطور العلم مطلع القرن العشرين ومحاولة وان بلباقة التحول من الميتافيزيقيا الى المادية - الموضوعية في البحث العلمي والتي تميزت بها بوضوح اكثر المدرسة السلوكية . وانني لارى انطلاقاً من الاسس النظرية لكلتى المدرستين انهما مرجعية متعددة بتفسيرات متكاملة المنهجية للسلوك الانساني .[c1]العشق ( التعلق الوجداني)[/c]يدرك القارئ مدى حساسية ، رهافة، وجدانية، وعاطفية شخصية المؤلف التي تمثلها ليس ابطال الرواية فحسب ( من منظور وصفهم الشخصي ولكن حتى من طبيعة تفاعلهم مع عنصر الزمان والمكان في حنين واضح ومكثف ، ربما هو - من وجهة نظري - احد الاسباب الانفعالية المفرطة المؤثرة في توجهات المولف بنظرته السوداوية عن حياة شعب وارض دملان .( وهو وثيق الصلة في تفسير العديد من وجهات النظر لاحقاً لما طرحناه في معاناته للعقدة الاوديبية).على انني هنا ساحاول وايضاً بقدر من الايجاز - لتجنيب القارئ الضيق من الاطالة في السرد والتفصيل - العبور على أهم المحطات التي استوقفني بلفت النظر اقصد من ربطها بقضايا العشق والتعلق الوجداني - (وهو التعبير الادق والمفضل من وجهة نظري عنه لمفهوم الحب - الاكثر عمومية وغموضاً من حيث المعنى سواء التشريحي ، الوظائفي البيولوجي وحتى الاجتماعي والديني.[c1]أ- عشق المراهقة :[/c]في الفصل الخامس من الجزء الاول (شارع دغبوس) ( ص 61-119) يروى لنا حبيب سروري البداية لقصة عشقه المراهق مع سوسن وصدمته ، نكبة تعلقة الوجداني الاول، تلك الصدمة ، الشرخ في حياته العاطفية - كانت وفي عملية لا وعيه خافية لتراكم خبراته الوجدانية، العاطفية المخفقة لاحقاً حيث كانت أمه هي الصاعقة والزلزال المدمر لارهاصه العاطفي ، المراهق.لقد وفق حبيب كثيراً في سرد وتصوير تلك التجربة ( لعقدة اوديب) وبشكل جذاب وبسيط يمنحها استحقاق الاصالة الابداعية التصويرية للخبرات الحياتية الواقعية والمتكررة حتى اليوم.[c1]ب- عشق الشباب:[/c]في الجزء الثاني من الرواية ( سانت مالو) تقدم لنا الرواية نماذج العشق والتعلق الوجداني لمرحلة الشباب وتحديداً عند جيل من الشباب الذي حظي بفرصة الدراسة خارج الوطن وفي الاصقاع الاوربية.وجاء هذا الجزء من الرواية بوصف شيق لمذكرات يومية لشاب يمني منحته الاقدار فرصة الدراسة في اوروبا ولقد كان دقيقاً في تركيزه على الحيثيات العاطفية للواقع اليومي لبطل الرواية وتلهفه- من شدة الحرمان - للبحث عن شريك من الجنس الآخر.كان الكثير من سرد تلك الوقائع- لطيفاً ، مضحكاً - يعكس بساطة حرمان ، سذاجة ، رقة ووداعة ، انفعالية وحماقة الشاب اليمني خارج المدارات الجغرافية لموطنه واهله.فمن قبلة راس السنة، والحب او العشق عن بعد ( والتي جاءت في الفصول من 1-5) وحتى المحاولات والتجارب الفاشلة لنشاطات الطالب اللاصفية في الحياة العاطفية والتي قدمها في اربع تجارب مضحكة تعكس شدة الصراع بين تعقيد التفكير ومرارة نمطية الحياة الشرقية وبساطة الحياة والفتها ، ابداعها وتنوعها واختلافها في الحياة الغربية من حيث موقفها من المرأة.والاكثر من ذلك من وجهة النظر السلوكية انه في ذلك الاستعراض للمحاولات الاربع ( ص 176-178) انما يقدم عرضاً لخبرات ومهارات تعلم سلوكية في اقامة علاقة مع الجنس الاخر ( وان كانت خبرات فاشلة) ووفقاً للمسار النمائي للشخصية ( وهو فيما يتطابق مع درجة تقدمه في سنوات الدراسة ونضج الشخصية ايضاً لبطل الرواية ) نجده يعبر عن شكل النضج والرقي للتعلق الوجداني حد الهوس بزميلة دراسته ايزابيل ( من خلال استخدام الية التسامي - sublimation) وقدم مقاربة جميلة لتأثير - محاكاة - البيئة الثقافية الفرنسية المتحررة والثورية في طبيعتها على روح شخصية البطل التي كانت هي الاخرى ذات جهوزية ، استعداد من بيئتها المحلية آنذاك في عدن.لعل اكثر ما اثار حنيني الشخصي لقراءة الفصل الثامن ذكريات العلاقة لزملاء الدراسة التي كانت عبارة عن وعاء عبر حضاري - ثقافي ، اثني، قاري لمختلف الاجناس الاديان والعادات واعتقد ان حبيب كان مبدعاً في استذكار شخصية وسلوك ذلك الشاب الافريقي -- نموذج القارة السمراء في واقعة درة ميزان التي اعتقد انها تخلق حالة تداعي ذكريات مماثلة لطيفة مع العديد ممن درسوا في الخارج وحيثما كان لهم زملاء من القارة السمراء.[c1] العلاقات الجنسية[/c]الرواية بطبيعتها ذكورية- منطقياً بحسب مؤلفها- الا ان حروف ، كلمات ، عبارات جمل ، صور الحياة الجنسية فيها لاتنبض بالخشونة، العدوانية، الاندفاعية، التقليدية ، وهذا مؤشر ذو اهمية كبيرة في فهم طبيعة شخصية المؤلف التي ربما يكون للمؤثرات البيولوجية (الوراثية والفسيولوجية منها مجتمعة ) دور اكبر في تحديد تلك الصفات عنها من التنشئة الاجتماعية.ويعزز راينا ذلك - على بعض الوقائع الدالة تحديداً منذ عشقه المراهق مع سوسن ومدخله الادبي المهذب في العلاقة معها مروراً بايزابيل ... الخ، وبالمقارنة مع غرائزية واندفاعية زميله جعفر الدملاني.ويقدم لنا حبيب في رواته صوراً عديدة لمختلف صنوف المطارحات الجنسية والتي جاءت في اطار عرض سريع لسبع نماذج عن حالات الاتصال الجنسي السريع والتي لم تسمح لتأسيس واستقرار علاقة انسانية - نموذجية - مسكون بها بطل الرواية ( كحالة دفاع نفسي تسمى المثالية - Idealization) ( ص219-229) اراد المؤلف من خلالها تأكيد الفرق البيولوجي - الاجتماعي في الموقف من مسألة المرأة والجنس وذلك بالمقارنة مع وصف لطبيعة العلاقات الشهوانية- الاستهلاكية التي يهيم زميله جعفر بها ( مع عشيقته الروسية 207-217).ففي حين يرفض وجدان الكذب ، الاباحية، الدعارة، العدوانية او تعذيب الذات ، الخداع الانغلاق والمحافظة في شخصية من يسعى اليها من الجنس الاخر، نجد النموذج العكسي كما قاله في زميله جعفر الدملاني .. الذي يعيد تمثيل كل ذلك السلوك المشين في شخصه لتأسيس علاقة مع الجنس الاخر.[c1] العنف ضد المرأة[/c]حظيت هذه المسألة ببعض الصور في الرواية ولانني هنا بصدد المسألة الجنسية فيمكن التركيز باختصار على بعض تلك الوقائع منها- واستميح القارئ ان فاتني البعض الاخر.صورة (10) : في الفصل (14-15) من ( سانتومالو) تحليل موفق للمؤلف في تفسير ديناميكية العنف الاسري الناتج عن الغيرة من زوج سوسن لتفوقها بمهاراتها المتعددة في التعليم ، الرسم ( 265-276).صورة (2): وصف لتقيد حرية المرأة في ملبسها ( بالسواد والبرقع ص305-309).صورة (3): في الجزء الثالث من الرواية ( علبة الصردين - الفصل الثالث: عنانيص (ص:331-334) سرد توثيقي ( اثنوجرافي) للعلاقة الانسانية بين الذكر والانثى في صنعاء والتي يمكن اسميها هنا نماذج العشق الثلاث بصنعاء ( وان اتسمت معظمها بطابع محزن ) وهي :1- ان عشقت هددوك بالقتل فكان الجنان هو المخارج اسماهم ( عشاق جبل نقم) ( وهو جهد ادبي تفسيري جزئي لانتشار ظاهرة المجانين الذين نراهم في حياتنا واشار لهم في الرواية ايضاً ).2- عشقوا فتزوجوا وهربوا الى جبل صبر ( لكنهم طوردوا وقتلوا) ( مايعرف بجرائم الشرف) ( اسماهم مقبرة الصينيين؟).
|
ثقافة
المرأة في رواية دملان
أخبار متعلقة