واحة الشباب والطلاب
يبدو أن إهداء الفنان مارسيل خليفة أغنية (عصفور) إلى (السجناء العرب في السجون الاسرائيلية والسجناء العرب في السجون العربية) لم يرق للسلطات التونسية التي كان يحيي حفلاً له فيها.فأصدرت قراراً بمنع تداول موسيقاه و أغانيه، وصولاً لمنع (تداول الاسم على كامل التراب التونسي).ترافق القرار، الذي جاء على شكل تعميم شفهي لرئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، مع منع الفنان مارسيل خليفة من دخول تونس التي أحيا فيها الكثير من الحفلات منذ ثمانينات القرن الماضي وكانت آخر حفلاته التونسية أثناء مشاركته في الدورة الـ 41 لمهرجان قرطاج، حيث احتشد أكثر من 15 ألف شخص لسماع موسيقاه وأغانيه مع فرقته ( فرقة الميادين ) ...... جاء " الإهداء " سبب المنع خلال حفلة حضرها وزير الثقافة التونسي و الشاعر الفلسطيني محمود درويش . و أكد العديد من المذيعين ومنشطي الفترات في الإذاعات القرار الشفهي بالمنع الذي صدر بعد أيام قليلة من الحفل.و ظهر قرار المنع رسمياً بعدما تراجعت هيئة جمعية المسرح العربي في حمام سوسة، عن دعوتها للفنان واعتذارها عن عدم تمكنها من استقباله دون إبداء الأسباب وهي تعود بحسب المعنيين إلى ( عدم ترحيب ) السلطات بدعوته.و يبدو أن الهيئة التي لم تكن على علم بقرار المنع قد دعت خليفة بصفته فنان الأونيسكو للسلام إلى افتتاح الأيام الدولية الثامنة لمسرح الطفل و إلقاء كلمة عن الطفولة. وكان الموعد الاثنين 19/12/2005م لكن خليفة لم يشارك في الافتتاح نتيجة اعتذار الداعين قبل أيام من الموعد المفترض.وبعث خليفة بكلمة إلى الهيئة المنظمة قال فيها : ( ممنوع من دخول بلدكم ولن أكون وحدي الممنوع من دخول بلد أحببته من كل قلبي , فالممنوع أيضاً تراث كثيف من التجربة الإبداعية ماضياً و حاضراً صاغها أكثر من جيل، تجربة تصدر عن توق جارف إلى الحرية ورغبة عميقة في تحرير العقل الإنساني من كل ما يشوهه و يحرفه).وأضاف (يخالجني إحساس مروع لا يمكن تفادي فداحته و ضغطه الفظيع عن روحي وكياني، إحساس بالحزن الإنساني و بالخجل الحضاري، حزين لأن ثمة قوى تقدر أن تمنع مشاركة فنان تهمته الوحيدة أنه يغني للحب والحرية و يسعى صادقاً إلى التعبير عن مجتمعه. وحزين لأنني سواء في أعمالي الفنية أم في سلوكي الشخصي كنت أنطلق دوماً من الحب وأمضي بلا تردد نحو الحرية من دون أن يخالجني أي شك في نزوع الكائن الإنساني نظرياً إلى الحب والحرية إلا إذا كان هذا الكائن غير سوي).وتابع قائلاً (أتعهد أن أكمل ما بدأت به منذ سنين طويلة، أي أن أهدي موسيقاي و صوتي نشيد حب إلى ضحايا الاضطهاد أياً تكن أشكاله، وإن كانت لي من أولوية أختارها كفنان الأونيسكو للسلام فأنا لن أتردد بحمل هواجسنا وخوفنا على أطفالنا في كامل ربوع وطننا الكبير. واسمحوا لفنان الأونيسكو للسلام، لهذا الفنان الذي أصر أن يتعهد جراء تلك الممنوعات التي يعيش فيها الفرد العربي أن يتعهد ولو من بعيد بالعمل وبكل ما أوتي من إمكانات لكي لا يحكم بالموت على أطفالنا كل مطلع شمس في بقعة ما من بقاع البشر.)الفتاة والفكر السياسيصفحات التاريخ تحمل الكثير من أساليب التربية الاجتماعية والدينية والعلمية والسياسية أيضا.وكتب التعليم تكاد أن تتشقق مساحاتها وأحجامها من الكم الهائل من المعلومات المختلطة تربوية وفكرية متنوعة تتبل كثيرا ببعض التوابل السياسية، لكن هل يوجد لدينا طريق واضح؟هل هناك باب يمكن للفتاة أن تتجه إليه لتعرف في أي زاوية فكريه سياسية هي؟في التعليم يختلط الحابل بالنابل وتتشرب الفتاة الفكر خام دين على رياضيات على علوم على نحو، أدب وبينهم ينتشر الفكر السياسي كجمل بسيطة كقصيده تعرب منها بعض الأبيات، كمسألة رياضيه تبين قانون رياضي معين لكن لا يوجد منهج واضح مباشر يعلم الفتاة كيف تفكر سياسيا ؟؟ربما هذا نوع من انواع تهميش الأنثى والتقليل من قيمتها كمواطنه وربما هذا جهل بمدى خطورة إسقاط هذا الموضوع وإبعاد عقول الفتيات عنه بتهميشه من العملية التعليمية ربما لم يكن يخطر ببال المسؤولين أن هذا الموضوع , يحتاج إلى تربيه من الصغر والى تأسيس صحيح والى بنية تحتية قويه مهما يكن يجب أن لا ينسى بُـــناة الهرم التعليمي أن الفتاة هي أم الغد ومؤسسة جيل المستقبل فلو وضعت اللبنة الفكرية السياسية الصحيحة في عقلية فتياتنا في مكانها الصحيح وبالوقت الصحيح لحصدنا ثمار جيل صالح يسعى للبناء لا للهدم و لقللنا كثيرا مما نراه اليوم من شباب يفتت جسده بسهوله من اجل أفكار ضالة هدامة غير سليمة.