كانت جزيرة سقطرى حتى عهد قريب ترمي نتاج عمل صياديها من الاسماك في البحر بعد أن يتعذر نقل كمياته الوفيرة الى الاسواق الداخلية والخارجية .. رغم حاجة السوق الداخلية لهذه الكميات من الغذاء الضروري الذي يستمده الانسان من وجبات الاسماك الغنية بعدد من العناصر الغذائية .. في ظل تلك المعاناة لم يجن سكان الجزيرة سوى الوعود بالاهتمام بمالديهم قطعاً نحن نتحدث عن الماضي .. وهو ماضي جزيرة عانت العزلة والبؤس وغياب المشاريع الخدمية الى درجة انها كانت تعزل في فصول الرياح عن العالم تماماً الوضع الذي جعل الانسان السقطري لايذكر لا برديف شقائه ومعاناته .. ولا بشيء جناه سوى أنه سكن ربوع هذا الجزء الغالي من الوطن .. حينئذ تناساه الجميع ولم يكونوا يستحضرونه الاّ لماماً استحضار لم يثمر مشاريع تذكر على ارض جزيرة غنية للغاية متنوعة الموارد والخيرات فماذا عن واقع اليوم ..قطعاً .. لولا الميناء الجوي ( المطار) لم يكن الحديث على هذا النحو المختلف فنجد المطار السقطري فتح طلاسم الجزيرة التي كانت تبدو من الداخل بما يوحي انها جزء من طلاسم تعويذه سقطرية شعبية .. او رقصة زار موسيقاها المتداخلة تبدو نمطاً من تنويم لا إرادي للعقل فما عليك الاّ أن تقرأ واقع الحال من زاوية منجر المطار والاتصالات العصرية والرحلات الجوية التي انهت ما كان يسمى بعهد او عهود الجزيرة التي تركت كما تركها ابونا آدم .. أو هما هابيل وقابيل باسطورة دمهما الذي روى شجرة دم الاخوين حتى غدت رمزاً سقطرياً يمنياً بجدارة الشجرة التي تشبه هيئة المظلة . على صدر طبيعة يكر تبدو قوام الاخوين الباسقة هي اكثر نباتاتها ارتفاعاً إن لم أكن مخطئاً .سقطرى ..
التي يتطلع الزوار بشغف الى معرفة خزائنها النفسية التي تعد واحدة من عجائب الكون الرباني البديع أرض يكر ومطار يكر .. وشمس متجددة حين يبدو قرصها المتوهج غاصاً في رديف السحب التي ما تلبث أن تعلن عن هطول المطر .. الزائر الذي يعاود الارض بشغف فتتلقاه بنهم اشجارها العصارية التي تختزن حاجتها من الماء تحسباً لدورة جفاف مباغتة وهاد الجبال وارتفاعاتها تعلن نشيد خلودارض المر واللبان اي الارض المباركة عند الديانات القديمة كيف الاّ وهي من أقدم مصادر اكسير اللبان والمر والبخور الذي اعتمدته وباركته الآلهة .. فباركت ارضه السقطرية التي كان يبدو الوصول إليها متعذراً إن لم يكن محفوفاً بأساطير الجن وما إلى هنالك من اساطير ارض هي ذاتها الاسطورة .. التي يمكنك أن تشد الرجال الى ربوعها .. وقضاء أجمل لحظات العمر في احضان بيئتها المتنوعة . مصنع الاسماك السقطري ..رغم كونه المصنع الوحيد في الجزيرة الاّ أنه مثل نقطة تحول في حياة صياديها .. وتعاونيتهم التي ترى في وجود هذا الصرح بداية لاستثمار امكانياتها من انواع الصيد .. الذي يكتسب رواجاً واسعاً في الاسواق .الاّ إن الاهالي مازالوا يعلنون عن قلقهم وخوفهم جراء تلك السطوة التي تجري في اعماق بحرهم جراء قرصنة السفن الخارجية التي تسرح بأمان وتعبث فساداً في مردود رزقهم او هو غذائنا جميعاً إن أحسنا التدبير ثم إن أمر البطالة في جزيرة تمتلك قدراً من المخزون الرباني من انواع الاسماك يكون مهزلة .. فلو أن بلداً آخر يمتلك مثل هذه المقدرات .. لأنهاء صورة معاناة السكان في زمن وجيز والامر لايتطلب اكثر من تنظيم عملية الاصطياد وتشجيع العمل التعاوني وتقديم التسهيلات الفعلية لابناء الجزيرة للعمل في البحر ثم البحث عن اسواق تصديرية لمنتجاتهم وزيادة الاهتمام بصناعة الاسماك وتوسعة مشاريعها .. عند إذن ستكون سقطرى محتاجة لعمالة من خارج ربوعها ..لا أدري هل مثل هذا الطموح يكون متعذراً ومقومات نجاحه لا تخطئها العين .في حين تمتلك سقطرى بالاضافة الى انواع الاسماك .. خاصية وجود انواع السلاحف البحرية الموجودة بكثافة في الجزيرة الام والجزر المجاورة التابعة لسقطرى مما يجعل النشاط الاقتصادي في مجال كهذا مدعاة لتحقيق نجاحات متتالية شريطة تجنب العفوية والعشوائية في بعث مثل هذه الانشطة بحيث تكون مدروسة سلفاً وغير مؤثرة على البيئة تأخذ في الحسبان مبدأ الاستغلال الاقتصادي الذي يأخذ بمبدأ الربحية وحماية البيئة والقضاء على البطالة بين اوساط الشباب .في امتدادات مياهها مخزون غذائي متجدد .. فهل نحميه ؟