إب / سبا : كشفت اعمال البعثة الأثرية الألمانية في منطقة ظفار بمحافظة إب اليوم عن جزء جديد من جدار اثري تشير ملامحه إلى انه جزء من مبنى معبد حصن ريدان التاريخي الذي يعد من ابرز معالم العهد السبأي الريداني في القرن الأول الميلادي. وقال مدير الآثار بمديرية السدة علي الحكيم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان أعمال التنقيب كشفت عن جزء جديد من الجدار الذي كشفت أعمال التنقيب في العام الماضي عن ملامحه الاولى ، موضحا انه تم مؤخراً الكشف عن صفين جديدين من صفوف الجدار إضافة إلى الصفوف الثلاثة الاولى المكتشفة سابقا الا ان الصفين الجديدين قد كشفا تفاصيل أكثر أهمية في الصورة التاريخية للموقع . وأضاف ان الجدار الذي اتضحت مداميكه وبرزت نحوته يتكون من أحجار جيرية رأسية الشكل مشبعة برسوم ونحوت نباتية وحيوانية وهندسية بارزة ، مؤكدا ان أعمال التنقيب في الأيام القادمة ستكشف عن بقية تفاصيل الموقع الذي تشير الملامح الأولية إلى لاحتمال انه جزء من معبد، منوها بانه في حال كان كذلك فانه بالتأكيد سيكون معبد حصن ريدان . وزاد مؤكدا على أهمية هذا الاكتشاف باعتباره في حال اكتماله سيميط اللثام عن حقائق جديدة في تاريخ حضارة المملكة الحميرية التي كانت ظفار عاصمة لها فيما كان حصن ريدان أهم مراكز الحكم في هذه العاصمة التاريخية . ويقع هذا الموقع في السفح الغربي الجنوبي لجبل حصن ريدان الذي يقع على بعد بضع عشرات الأمتار جنوبا منه يقع موقع العصيبية الذي تعرض قبل شهرين لنهب محتوياته والعبث بمعالمه من قبل بعض مواطني المنطقة . وحسب مدير عام مديرية السدة نبيل العواضي ل «سبأ» فان بعثة الآثار التابعة لجامعة هايدلبج الألمانية بدأت تحت إشراف مكتب الآثار بالمحافظة عملها لهذا الموسم في مطلع فبراير الماضي وستستمر حتى 31 مارس الجاري.. مشيرا الى ان البعثة عثرت في نفس الموقع خلال موسمها في العام الماضي على لقى اثرية هامة جعلت البعثة ترجح أن هذا الجدار هو جزء من معبد هام يعود للعصر الريداني. ولفت العواضي إلى أن البعثة المكونة من 14 كادراً منهم 3 اثاريين من الهيئة العامة للآثار, ويرأسها الدكتور /بي باول / تقوم سنويا ومنذ عام 1998م, بأعمال التنقيب في هذه المنطقة.. مشيرا إلى أن السلطة المحلية ومكتب الآثار تتابع سير أعمال التنقيب، وتعمل كل ما من شأنه تسهيل مهمات الفرق الأثرية وتفعيل تعاون أبناء المنطقة معها بما من شأنه صيانة وحفظ الآثار. وتقع ظفار على سفح جبل ريدان بعزلة العرافة مديرية السدة جنوب مديرية يريم بنحو20 كيلو متر، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو الفين و750 متراً. واختيرت مدينة ظفار عاصمة للدولة الحميرية التي استمرت قرابة 650 عاماً إلى ان وصلت قوتها السنام، وواصل الحميريون زحفهم شمالاً وجنوباً حتى ضموا إليهم الدولة السبئية التي كانت قائمة في مأرب، وتوحدت الدولتان لتصبح اليمن بذلك أول دولة عرفت التوحد منذ أكثر من 2000 عام، وتكونت مملكة « سبأ وذوريدان « على يد الملك الحميري شرحبيل بن يعفر بن أبو كرب أسعد « اسعد الكامل « وعاصمتها ظفار ، وقد برزت المملكة الحميرية فيما بين عامي 300 الى 525 م كأقوى مملكة في جنوب الجزيرة معتمدة على التجارة بين الغرب والشرق بالمواد العطرية واللبان .