مقتل ضابط إسرائيلي وجرح جنديين في إنزال فاشل بالبقاع
بيروت/وكالات: قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان الغارة التي نفذها كوماندوس اسرائيليون ضد مقاتلي حزب الله في عمق لبنان أمس السبت هي "انتهاك فاضح" للهدنة بين الجانبين المتحاربين.وقال السنيورة للصحفيين ان الغارة "انتهاك فاضح" لوقف الاعمال القتالية الذي اعلنه مجلس الامن. واضاف انه احتج على الحادث لدى مبعوثي الامم المتحدة الزائرين اللذين سينقلان الموضوع الى الامين العام كوفي عنان.وقال رئيس البرلمان نبيه بري انه اثار المسألة مع المبعوثين.واضاف انه لو كان لبنان قام بعمل مماثل لكان مجلس الامن اجتمع لفرض عقوبات قاسية ضده.. مشيرا الى انه يعتبر الغارة محاولة من اسرائيل لحمل حزب الله على الرد لافشال عملية نشر الجيش اللبناني في الجنوب.وقال انه واثق من ان حزب الله لديه من الوعي والادراك لما يحدث ما يكفي لان ينأى بنفسه عن الرد. إلى ذلك اعترف جيش العدوان الإسرائيلي بمقتل أحد ضباطه وجرح جنديين أحدهما إصابته خطيرة في عملية الإنزال فجر أمس في قرية "بوادي" غرب بعلبك في البقاع شرقي لبنان.. وقد أحبط مقاتلو حزب الله عملية الإنزال التي كانت تستهدف القيادي في الحزب محمد يزبك. وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن المروحيات أنزلت آليتين تحملان عناصر من قوات النخبة الإسرائيلية وكانتا في في طريقهما لمهاجمة مكتب للشيخ يزبك بقرية بوداي عندما رصدهما مقاتلو الحزب ونصبوا كمينا للقوة حيث دارت اشتباكات عنيفة.وتدخل الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف المنطقة لتغطية عملية سحب الجنود بالمروحيات. وزعم بيان الجيش الإسرائيلي أن قوات النخبة نفذت عملية في العمق اللبناني تهدف إلى وقف تهريب شحنات أسلحة "من سوريا وإيران إلى حزب الله". وقال البيان إن العملية "حققت جميع أهدافها".وقد نفت مصادر مسؤولة بحزب الله شهداء أو جرحى من مقاتلي الحزب الذين أحبطوا العملية. وكانت مصادر أمنية لبنانية تحدثت عن استشهاد ثلاثة من حزب الله. جاءت العملية بعد أن قصفت مروحية إسرائيلية محول كهرباء قرب بوداي ما أدى لانقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء غرب البقاع. وقد واصل الطيران الحربي الإسرائيلي صباح أمس التحليق المكثف في أجواء البقاع.وهذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الإسرائيلية هدفا في لبنان منذ وقف العمليات العسكرية صباح الاثنين الماضي.بعد ساعات من هذا الاشتباك وصلت إلى مدينة الناقورة الحدودية في جنوب لبنان طلائع القوة الفرنسية المشاركة في تعزيز قوات الأمم المتحدة (يونيفيل).. فقد وصل نحو خمسين جنديا من سلاح المهندسين على متن السفنية الحربية ميسترال التي رست قبالة ميناء الناقورة وتم على الفور إنزال الجنود والمعدات بواسطة الزوارق المطاطية.كما حلقت المروحيات الفرنسية فوق الناقورة حيث يوجد المقر العام لقيادة يونيفيل. وسيقوم المهندسون العسكريون بمسح ميداني وتهيئة الطرق لتسهيل حركة القوات الأممية.يشار إلى أن فرنسا قررت إرسال مائتي جندي وهو حجم اعتبر ضئيلا من الأمم المتحدة التي لم تخف خيبة أملها تجاه قرار باريس. وقد حث مارك مالوك براون نائب الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأوروبية على الإسراع في إعلان مشاركتها في القوات الأممية.كما عبر الرئيس الأميركي جورج بوش عن أمله في ألا تكون فرنسا قد قالت كلمتها الأخيرة، وأن ترسل مزيدا من الجنود. وتأمل المنظمة الدولية أن تنشر خلال عشرة أيام، نحو 3500 رجل من هذه القوة التي سيبلغ إجمالي عدد عناصرها 15 ألفا بموجب قرار مجلس الأمن 1071.ميدانيا أيضا واصل الجيش اللبناني تعزيز مواقعه، فقد وصل جنود من اللواء العاشر إلى بوابة فاطمة في قرية كفركلا على الحدود مع إسرائيل.. جاء ذلك بعد انتشاره أمس بالقطاع الشرقي من المنطقة الحدودية حيث وصلت القوات اللبنانية إلى شبعا وقرى في منطقتي العرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون.وقال مصدر عسكري لبناني إن الجيش أرسل وحدات أيضا إلى الحدود الشمالية مع سوريا بهدف تشديد الرقابة على دخول الأسلحة والأشخاص.في هذه الأثناء يواصل أهالي القرى اللبنانية الجنوبية العودة إلى ديارهم رغم انقطاع الماء والكهرباء وانعدام المواد التموينية الأساسية. ووسط دمار هائل خلفته آلة الحرب الإسرائيلية وبدأت جهود المتطوعين لمحاولة إعادة الإعمار بتشكيل لجان عمل بينما استمر تدفق المساعدات الإنسانية.ولا تزال بعض جيوب الوجود العسكري الإسرائيلي تقف عائقا أمام عودة الكثيرين من أهالي بلدة مارون الراس الحدودية التي شهدت أشرس المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله.