الجزائر/ متابعات : شددت وزيرة الثقافة خليدة تومي خلال مراسيم افتتاح الأسبوع الثقافي الإسباني بالجزائر على ضرورة استغلال الثقافة من أجل بناء علاقات حميمة بين الجزائر وإسبانيا، وذلك لضمان استمرار التعاون بينهما، باعتبار الجزائر كانت دائما أرضا للاجئين الإسبان في السنوات الصعبة التي عاشها الإسبانيون أمام النظام الفاشي.ذكرت خليدة تومي أمسية الأربعاء الماضي أثناء إشرافها على افتتاح الأسبوع الثقافي الإسباني بالجزائر أن »في قلب كل جزائري إنسانين أندلسي وجزائري يؤسسان شخصيته«، وأعطت لذلك مثالا عن العلامة ابن خلدون، والعلامة ابن غوث اللذان أسسا الهوية الجزائرية. وأضافت تومي أن الجزائر كانت دائما سندا للشعب الإسباني وقبلة له إبان صراعه مع النظام الفاشي الذي كان سائدا في القدم، كما أن الجزائر استقبلت الآلاف منهم وكانت أرضا للجمهوريين الإسبان. ومن جهة أخرى، فقد كانت إسبانيا بالنسبة لها قدوة حسنة في النضال والكفاح من أجل الحصول على الاستقلال، وبناء نظام ديمقراطي بعد أن كانت تعاني لعشرات السنين من النظام اللاديمقراطي، واعتبرت تومي ذلك مسارا ودرسا لكل فرد يطمح إلى تحقيق أهدافه في الحرية، وهو الشعب الذي طالما ألهمها، حيث أنه اختار الشجاعة والبقاء عوض الهروب والشعور بالخجل، ودعت من خلال هذا الأسبوع الثقافي الذي هو استمرارية لعلاقات التعاون والتبادل إلى استغلال الثقافة لتكون سبيلا للنظر إلى الأمام عوض البكاء على أطلال الماضي الذي ولى وانطوى. أما سفير مملكة إسبانيا خوان لينا فقد أعرب بدوره عن فخره بمشاركة الجزائر العلاقات الحميمة خاصة منها المتعلقة بالثقافة، وهو مجال اعتبره لينا مناخا لإبراز أهمية الجزائر بالنسبة لإسبانيا ليس فقط لقربها من إسبانيا أو لكون الروابط التي توحدهما، لكن أيضا بسبب كل العلاقات الثقافية التي يريد الشعب الإسباني توطيدها وتشجيعها. كما تطرق السفير الإسباني إلى الأسبوع الثقافي الذي كانت الجزائر قد نظمته في 2006 بمدريد، واعتبره مثالا عن التبادل الثقافي المستمر والمتواصل بين البلدين، حيث أن الجزائر برهنت خلال ذلك الأسبوع عن غناها وقوة الإبداع لدى فنانيها ومبدعيها، كما أكد لينا أن هذا من شأنه الحفاظ على متانة واستمرارية العلاقة بين البلدين، وخلق حوار بين ثقافتين عريقتين تمكن من إضفاء ترابط حميمي بين الشعب الجزائري والإسباني. وقد تميز حفل افتتاح الأسبوع الثقافي الإسباني الذي ستدوم فعالياته إلى غاية التاسع من شهر ابريل الجاري، بالحضور القوي لموسيقى الفلامنكو التي تعتبر إرثا ثقافيا اشتهرت به مملكة إسبانيا، فقد افتتح الأسبوع بتدشين معرض للصور الفوتوغرافية التي تبرز أعمدة هذا الفن الكلاسيكي القادم حسب مبرمج سهرة الافتتاح من الهند، حيث أنه ذكر أن بعض الحكايات القديمة أرجعت أصول هذا الفن إلى الجذور الهندية، ومن هناك انتقل تدريجيا إلى أوروبا، وهو فن يحتوي على كثير من الحزن والدراما كونه يعالج في الأغاني التي تؤدى من طرف »الغجر« مواضيع عن معاناة العمال الذين يرددون أغاني أثناء تأدية أعمالهم الشاقة جدا، فيغنون عن أشياء جد حزينة تعبر عن مشاغلهم اليومية وذلك بطريقة درامية تكون جلية وواضحة من خلال ملامح الحزن التي تظهر على وجه المغنيين، كما أن هذه الموسيقى لا تعالج فقط مواضيع حزينة بل هي تغنى كذلك في المواقف المفرحة، لكن الفرق هو في طريقة الرقص والملامح التي تصاحب الراقص أو الراقصة، وتستعمل في هذا الفن آلات موسيقية إيقاعية ترتكز أساسا على »القيثارة«،إضافة إلى بعض الآلات الأخرى التي تصاحب القيثارة وتحملها الراقصة في يدها. وعن أمسية الافتتاح، فقد كانت لـ»الفلامنكو للجميع«، وقد نشطت على مرحلتين ودامت ما يقارب 100 دقيقة من رقصات الفلامنكو التي أدتها مجموعة من الفنانين الشباب، وهي التي أدت رقصات تنوعت من »السوليا« إلى »البوليريا« إلى »لاسيغريا«، و»أليغرياس«... وكان ختام الحفل من تنشيط مجموعة شباب هم »ماريا خونكال، أليسيا جيل، نولي، وليتو إسبينوزا«، وقد قدموا عرضا جميلا ارتحل فيه الجمهور الذي كان غفيرا ملأ قاعة ابن زيدون إلى أجواء إسبانية، حيث كان متفاعلا مع الموسيقى بدليل التصفيقات التي كانت تعلو كلما أديت وصلة من برنامج الأمسية. وتجدر الإشارة إلى أن حفلات الفلامنكو ستتواصل طيلة الأسبوع الثقافي لتمتع الجمهور العاشق لهذا الفن حتى في ولايات تلمسان، وهران و تيزي وزو.
أجواء الأندلس تحط في العاصمة خلال أسبوع كامل
أخبار متعلقة