اطفال متسولون في ( كانو) عاصمة نيجيريا
كانو/14اكتوبر/متابعات: باتت ظاهرة تسول الأطفال في شوارع كانو «عاصمة» شمال نيجيريا تشكل قلقا لدى السلطات في البلاد خاصة بعد أن أكدت المؤشرات تضاعف عددهم في غضون خمس سنوات الأمر الذي ينذر بقنبلة اجتماعية موقوتة.ويقف هؤلاء الأطفال والذين يقدر عددهم بحوالي مليونين وهو ضعف ما كانوا عليه قبل خمس سنوات، عند مداخل المدارس الخاصة والمراكز التجارية وعلى تقاطع الطرقات في كانو يحملون في أيديهم الممدودة وعاء بلاستيكيا، عل قطعاً نقدية تستقر داخلها أو حتى طعاماً.ويرتاد معظم الأطفال مدارس قرآنية، ففي كانو يرسل الأهالي أطفالهم عادة في سن السادسة إلى هذه المدارس من اجل تعلم القرآن، والتعليم في هذه المدارس مجاني إلا أن على التلاميذ تأمين ما يحتاجونه للاستمرار.ويقول الخبراء انه على الرغم من أن ظاهرة المتسولين الأطفال لا تقتصر فقط على مدينة كانو إلا إنها الأكثر انتشارا مقارنة مع مناطق أخرى في نيجيريا، الدولة التي تضم اكبر عدد سكان في إفريقيا وهو 140 مليون نسمة.ومن جانبها، قالت ايميه اوفو ايكاييت النائبة في البرلمان التي ترأس لجنة حماية الطفولة في مجلس النواب الاتحادي «انه جيل ضائع بأكمله»، فيما قال عبد الله يوسف المقيم في كانو ثاني مدن نيجيريا إن «هؤلاء الأطفال يشكلون قنبلة اجتماعية موقوتة، فهم لا يحظون باهتمام الأهل ولا حتى بحبهم أو عاطفتهم ويعتقدون بأن الناس أعداؤهم ومسئولون عن فقرهم وعوزهم».فيما أكد جبرين جوندواوا (70 عاما) الذي يدير إحدى المدارس بأسف أن «بعض الأهل يسلمون أطفالهم إلى المعلم (المدرس) ويختفون من حياتهم نهائيا»، ويتابع «لا نملك ما يكفي من الأموال لإعالتهم لذا نسمح لهم بطلب الصدقة والغذاء».كما يؤكد احمد بلو من وحدة الشرطة التي تكافح الاتجار بالبشر أن واقع هؤلاء التلاميذ لا يقتصر فقط على التسول بل يتعرضون للاستغلال من قبل مدرسيهم الذين يرغمونهم على العمل في مزارعهم، وهو «استغلال لهؤلاء الأطفال».ويشير ادامو عليو كيياوا احد مؤسسي هذه المجموعات إلى أن الأطفال الذين يتركون لحال سبيلهم يمكنهم أن ينجروا في الصراعات الاثنية-الاجتماعية المتكررة في شمال نيجيريا، ويحذر قائلاً «من السهل دفع هؤلاء الأطفال الجائعين والغاضبين إلى القتل والسرقة خلال هذه الأزمات».