إعداد د/محمد احمد الدبعي واجب علينا حماية الأم وعافيتها لتتمتع بصحة جيدة بدنيا ونفسيا ، خالية من الأمراض ، متمتعة بحياة سعيدة .وإحدى الوسائل لحفظ صحة الأم وعدم وصولها إلى المضاعفات أو الوفاة هي المباعدة بين الحمل .. بمعني عدم تكرار الحمل بشكل متتالي ، كأن يكون الفرق بين حمل وآخر ( سنتين إلى ست سنوات ) .إنها خط الحماية الأول للأمهات والمواليد ، وهدفها الأساسي منع وفيات المواليد والأمهات وأيضا منع تعرضهن للمضاعفات المرضية للحمل والولادة المترتبة على تقارب الحمل والولادات .أما المباعدة الطويلة ، على سبيل المثال من (10-15 عاما ) فليست جيدة كونها تأتي وقد كبرت الأم ، وبذا تكون عرضة لمضاعفات الحمل المتأخر وتعسر الولادة . إذا لابد أن تكون هناك فترة للمباعدة بين حمل وآخر اقلها – كما ذكرت سنتين ، وأكثرها ست سنوات ، حتى تستعيد الأم عافيتها وتتمتع بأهلية وجاهزية طبيعية للأحمال القادمة وتتاح لها فرصة كاملة لاستعادة فيسلوجية جسمها بعد الحمل .فنحن نعرف أن هناك تغيرات كثيرة تحصل للمرأة أثناء الحمل وأثناء الولادة وكذا بعد الولادة ، ولابد من فتره زمنية كافية لترتاح وتعود إلى حالتها الطبيعية ، ولا يكون ذلك في اقل من سنتين ، كذلك ليأخذ الطفل الوليد حاجته من الرضاعة الطبيعية الكاملة والتغذية الجيدة والرعاية المناسبة ، ويأخذ المولود القادم فرصته إلى النمو الطبيعي الكامل داخل بطن امه ويحظى بالعناية الكافية والرعاية الملائمة بعد الولادة ، فإذا حملت به في اقل من سنتين على ولادتها السابقة سيتأثر بمسألة تتابع الحمل من خلال صور كثيرة ، ومن ثم يولد ناقص الوزن أو يولد مبكرا ( اقل من 9 أشهر ) ، لان الأم بذلك أو لشيء ما ، لم تتغذى التغذية الكافية التي توصلها إلى حمل كامل .يفهم من هذا أن التأثيرات لا تقتصر فقط على الأم أو على الطفل الحالي ، بل وعلى الطفل القادم أيضا ، وفيها من العبء الكبير على الأسرة وعلى المجتمع بأكمله .إضافة على ذلك يزداد الخطر على صحة الحمل والمواليد كلما زاد عدد المواليد ( من المولود الرابع فما فوق ) ويرافق الحمل صعوبات ومتاعب كثيرة تقل معه – في بعض الأحوال – فرص حياة المولود أو يولد ضعيفا في غير موعده ( قبل الشهر التاسع ) أو بوزن اقل من الوزن الطبيعي ، ويترتب على الولادة المبكرة في هكذا حال ، معاناة ومشاكل كثيرة منها قصور التنفس وعدم نضوج الأجهزة ( الجهاز الدماغي – الجهاز التنفسي ) ، وهو ما يفضي إلى وفيات كثيرة بين حديثي الولادة ، وان لم تكن الوفاة ، يبقون عرضة أكثر للإصابة بالأمراض وترتفع لديهم حالة نقص الأوكسجين في الدماغ وضمور الدماغ والإعاقة الدائمة .من المتاعب البارزة المبكرة وكذا المتأخرة التي تتعرض لها الأمهات بسبب تكرار الحمل ( لين العظام – هشاشة العظام – فقر الدم المزمن – الأم الحوض والعمود الفقري فقر الدم وغيرها ) .وبدورها تعيق هشاشة العظام حركة المرأة وتسبب لها آلام دائمة وتضيق في الحوض ، وما ينتج عن ذلك من مضاعفات أخرى يترتب عليها صعوبة في الحمل والولادة ، ما يجعلها مضطرة لكي تلد لإجراء عملية قيصرية أو جراحية يزداد معها أكثر وفيات الأمهات والمراضة ، كما يمكن أن تصاب المرأة لكثرة الولادات وتكرارها بنزيف شديد بعد الولادة بسبب ارتخاء الرحم ، مما قد يؤدي إلى الوفاة ، وان لم يؤدي إلى الوفاة يؤدي إلى مضاعفات مرضية أخرى خطيرة .كذلك تبقى عرضة للإصابة بأمراض كثيرة ، كارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الكلى ومشاكل في أجهزة الجسم الأخرى .
صحة الانجاب بالمباعدة بين الولادات
أخبار متعلقة