الكاتبة والأديبة المصرية ريم أبو عيد في حديث ضاف عن حملتها (أنا بشر) لـ ( 14 أكتوبر ) :
حاورها / عادل خدشيقال الشاعر العربي وترجمة لهذا القول وجدنا بادرة رائعة من الكاتبة المصرية المميزة الأستاذة ريم أبو عيد والطالبة السعودية عائشة الحزامي اللتين اطلقتا حملة منذ فترة قريبة على شبكة الإنترنت بعنوان (أنا بشر).وهي حملة ذات هدف نبيل ورائع كنا نحتاج إليها في مثل هذا التوقيت العصيب في عصرنا الحالي، حيث تعتبر الحملة صرخة في وجه الظلم الذي يقع ضد كل امرأة وفتاة عربية مسلمة كانت أو مسيحية حين يتهمها البعض زوراً وبهتانا في عرضها وأخلاقها وما أحلى هذا الحديث بكل أسف لدى الكثيرين ..!!فقد أصبح من الطبيعي الآن أن تؤلف الحكايات وتوضع التصورات من أصحاب خيالات مريضة حول امرأة أو فتاة لتتهم في شرفها وعرضها ومن ثم تتناقلها الألسن الأكثر مرضا التي تحب الخوض في أعراض الناس فتصبح تلك الفتاة أو هذه المرأة متهمة بلا جريرة أو ذنب حقيقي في نظر المجتمع الذكوري الذي نحيا فيه ولا يحب أن يعاقب الرجل بينما المرأة هي المتهمة دائما .. والحملة تسعى بشكل قوى وجدي للتصدي وللحد من ظاهرة التشهير بالنساء والفتيات وفضح أعراضهن وهتك سترهن كظاهرة خطيرة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية والتي انتشرت مؤخرا بشكل كبير وما زالت تنتشر رغم جرمها الخطير .. وتداعياتها الأشد خطراً على مجتمعاتنا العربية لما لها من تأثيرات نفسية سلبية سيئة على ضحاياها ممن ترتكب بحقهن مثل هذه الممارسات اللا أخلاقية .. والحملة ترفع شعار قول الله عز وجل في محكم آياته: (( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )) وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الآخرة ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عوراته حتى يفضحه في جوف بيته ))وهي حملة إلكترونية للتصدي لظاهرة التشهير والابتزاز أطلقتها الكاتبة والأديبة المصرية ريم أبو عيد والتي تقيم في الرياض بالمملكة العربية السعودية.. وقد انطلقت الحملة في غرة شهر ديسمبر لعام 2007م.. وهي إلكترونية حتى لا تكون محددة بنطاق جغرافي معين وأيضاً لتجابه الاستخدام السيئ للإنترنت من قبل البعض الذين استغلوا هذه التقنية في التشهير بالآخيرين والحملة تستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية التي نهت عن تتبع العورات.. ولأهمية هذه الحملة فقد آثرنا على أنفسنا أنْ نجري هذا الحوار مع الكاتبة والأديبة ريم أبو عيد عبر موقعها الإليكتروني وقد تفضلت مشكورةً بالردود عليها في نص الحوار التالي :[c1]* هل مجال عملكم محصور في منطقة جغرافية واحدة .. أم أنّه ذو انتشار جغرافي واسع؟ [/c]- مجال عمل الحملة غير محدد بأي منطقة جغرافية على الإطلاق.. لذا فقد أطلقتها إلكترونياً.. واخترت لها اسم (أنا بشر) للتعميم على جميع البشر وشموليتهم.. في البداية كانت الحملة مناهضة للتشهير بالمرأة على اعتبار أن النساء هن الفئة الأكثر عرضة للتشهير والابتزاز.. ولكن رغم ذلك فالحملة تشمل جميع البشر.. أي أنها ضد التشهير بوجه عام.. وضد تتبع العورات.. وضد نشر الفضائح.. لذا فقد لاقت الحملة قبولاً واسعاً جداً في كثير من المجتمعات والبلدان ومن كل الفئات العمرية المختلفة من الجنسين في المجتمعات التي أولتها اهتماماً. والحمد لله انتشرت فكرتها أيضاً على نطاق واسع جداً في الدول العربية وبعض الدول غير العربية كذلك.[c1]* ما هي النجاحات التي حققتموها خلال الفترة التي قمتم بها منذ التأسيس؟ [/c]- الحمد لله حققت الحملة نجاحات كثيرة منها: الاهتمام الإعلامي الكبير سواء على المستوى العربي أو الغربي.. تأييد علماء الدين الإسلامي في المملكة وفي مصر.. فقد أصدرت دار الإفتاء المصرية بيان تأييد للحملة وكذلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية.. بالإضافة إلى اهتمام كثير من الكتاب بموضوع الحملة ومساهماتهم بعدة مقالات تؤيد فكرتها وتدعو إلى التضامن معها.. قيام أحد المتطوعين بالعمل مع الحملة بمراسلة ثلاثة مواقع لرفع الصور ومقاطع الفيديو وذلك لحذف المقاطع والصور التي تشهر بأعراض الفتيات.. وبالفعل تمكن من حذف 188 ملفًا من على تلك المواقع.. استجابة صاحب أحد المنتديات التي كانت تنشر موضوعات عن الفضائح والتشهير لمبادئ الحملة وقيامه بتغيير سياسة المنتدى وحذف كل الموضوعات التي تشهر بأعراض الفتيات. صحوة الضمير لدى بعض الشباب الذين تأثروا بموضوع الحملة وأحسوا بمدى جرم ما يقومون به من ابتزاز للفتيات والنساء والتشهير بهن. الدعم المعنوي الذي قدمته الحملة لبعض الفتيات والنساء اللاتي تعرضن للابتزاز والتهديد بالتشهير حتى يتمكن من التصدي لمن يقومون بابتزازهن وتهديدهن. [c1]* هل هناك تفاعل من قبل المرأة السعودية خاصة والمرأة العربية عامة؟ [/c]- بالطبع هناك تفاعل كبير جدا من قبل المرأة السعودية والعربية.. ليس فقط المرأة على وجه الخصوص بل جميع أفراد المجتمع رجالاً ونساء.. ولا أخص بالحديث مجتمعاً بعينه بل أعني المجتمع الإنساني على وجه العموم.. وقد لمست هذا التفاعل من خلال سجل زوار الموقع ومن خلال توقيعات التضامن التي أيدت الحملة.. وأيضاً من خلال الرسائل الإلكترونية التي تصلني من مختلف الدول ومن مختلف الفئات العمرية تعلن تضامنها مع الحملة وتأييدها لفكرتها.[c1]* ما هي الدوافع التي دفعتكم للقيام بهذا العمل؟ [/c]- ما دفعني لإطلاق هذه الحملة هو ما لاحظته من انتشار للموضوعات التي تهدف إلى التشهير بأعراض الفتيات والنساء في كثير من مواقع الإنترنت.. ومن الرسائل الإلكترونية التي يتم تداولها حتى من أشخاص مجهولين فقط لنشر موضوعات عن الفضائح وما شابه.. كذلك قضية فتاة تعرضت للاغتصاب تم نشرها على عدة مواقع وتعليقات بعض القراء على الموضوع الذين لم يتورعوا عن انتهاك حرمة تلك الفتاة وخاضوا في عرضها واتهموها بأبشع الاتهامات دون بينة أو دليل.. أضف إلى ذلك التأثير السلبي الخطير على المراهقين من انتشار مثل تلك الموضوعات.. كل هذه الأمور مجتمعة هي ما دفعتني لإطلاق حملة أنا بشر حتى تكون صرخة في وجه الظلم الذي تتعرض له المرأة حين يتم التشهير بها وانتهاك حرمتها على الإنترنت ومن خلال رسائل الجوال كما بات يحدث للأسف في مجتمعاتنا العربية.[c1]* نرجو تكرمكم بإعطائنا نبذة عن عملكم هذا؟ [/c]- العمل في الحملة هو عمل تطوعي.. وهو عمل فردي أيضاً إلى الآن لم يدخل تحت نطاق أي مؤسسة أو جهة رسمية.. وهو دعوة للجميع بأن يتصدوا لظاهرة التشهير التي انتشرت في مجتمعاتنا.. بمعنى أن أي فرد يمكن أن يعمل مع الحملة من خلال عدم تداول أي مقاطع فيديو أو صور تصله على البريد الإلكتروني أو الجوال.. ومن خلال مراسلة أي موقع ينشر موضوعات من شأنها التشهير بالأعراض.. فالكل مسؤول عن تغيير هذا الواقع المؤلم الذي أصبحنا نعاني منه جميعاً.. ولأن الحملة قامت على أساس ترسيخ مبدأ أصيل في الإسلام تغافل عنه البعض في عصرنا الحالي فالعمل بها غير محدد بفترة زمنية ما.. وستظل قائمة طالما أن هناك من يستبيح تتبع عورات الآخرين والتشهير بهم وبأعراضهم.[c1]*ما هي ردود الفعل في الشارع السعودي بخصوص هذا العمل؟ [/c]- كما ذكرت سابقاً الحملة لاقت ترحيباً كبيراً جداً ليس فقط في الشارع السعودي وحده ولكن في الشارع العربي بوجه عام.. لأن التشهير بات بالفعل يؤرق مجتمعاتنا.. وأصبح أي فرد معرض له من الأشخاص عديمي الضمير والأخلاق.. الأمر الذي جعل الحملة تلاقي ترحيباً وقبولاً وتفاعلاً إيجابياً من الجميع..[c1]* ما مدى تواصلكم مع منظمات المجتمع المدني في اليمن؟ [/c]- إلى الآن ليس هناك أي تواصل مع منظمات المجتمع المدني في اليمن وإن كان هناك اهتمام بموضوع الحملة من قبل الأفراد في المجتمع اليمني.. وأتمنى أن يدرج موضوع الحملة في جدول أعمال كل منظمات المجتمع المدني في كل الدول العربية والإسلامية وليس فقط اليمن.. حيث أن الحملة تهدف لحماية الأعراض من التشهير الأمر الذي يخص جميع المجتمعات الإنسانية وليس مجتمعاً بعينه.. فحماية الأعراض من التشهير هي حماية للمجتمع بأكمله من انهيار القيم والأخلاقيات.[c1]* ما هو الدور الذي تقمن به تجاه المرأة في اليمن؟[/c]- كما تعلم أن العمل فردي وما يمكن القيام به بالنسبة للمرأة في اليمن هو التوعية.. فالجانب التوعوي جانب مهم جداً في الحملة بل هو أساسي حيث أن توعية الفرد بخطورة التشهير وآثاره السلبية على المجتمع بأكمله هي التي تجعله يتصدى لهذه الظاهرة ومن ثم يقي نفسه ويقي مجتمعه من انتشار هذه الظاهرة غير الأخلاقية والمنافية لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.[c1]* قلتم إنّ ما يمكن القيام به على الساحة اليمنية هو حملات التوعية برأيكم كيف يمكن أن تكون هذه الحملات؟[/c]- حملة (أنا بشر) في حد ذاتها هي حملة توعوية ليس فقط للمرأة اليمنية ولكن لجميع أفراد المجتمعات الإنسانية.. فهي محاولة لإيقاظ الضمائر الميتة والعودة إلى تطبيق صحيح لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نهت عن تتبع عورات الآخرين والتشهير بهم.. وكما ذكرت سابقاً إذا اعتبر كل فرد نفسه مسؤولاً فسيسعى لتوعية المجتمع المحيط به بخطورة انتشار ظاهرة التشهير ليس فقط على الضحية بل على جميع أفراد المجتمع.[c1]* بهذه المناسبة الجليلة على قلوبنا (عيد الأم) عيد ست الحبايب كلمة تودين وضعها في هذه الصفحة؟[/c]- سأغتنم هذه المناسبة وأوجه كلمة لكل أم بأن تكون دائماً الحضن الدافئ لأبنائها.. فالأمومة هي الدفء والحنان والأمان.. أتمنى أن تكون كل أم صديقة لأولادها وأن تحاول أن تكون قدوة حسنة لهم في كل شيء..وكل عيد أم وكل أم بخير وسعادة .[c1]ريم أبو عيدكاتبة وأديبة مصرية مقيمة بالرياضيمكنكم الاطلاع على صفحات الموقع www.anabashar.jeeran.com [/c]