إعادة بناء المقاطعة تعد علامة على القوة الفلسطينية
بعض من مادمرته اسرائيل من مباني السلطة الفلسطينية
جنين(الضفة الغربية)/14 أكتوبر/ ادم انتوس ووائل الأحمد:بدأت فرق العمل في وضع الأساس لدولة فلسطينية حيث تقوم بإزالة الأنقاض المنبعجة لمجمعات الحكومة التي دمرتها إسرائيل لبدء حملة رئيسية لإعادة تشييد المجمعات. وتدعو خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى إعادة بناء ثماني مقاطعات أو مقار للحكومة ومبان إدارية أخرى دمرتها إسرائيل في الضفة الغربية بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 . وأصبحت الإطلال التي كان الفلسطينيون ينظرون إليها فيما مضى على أنها رموز للسيادة شيئا يعيد للأذهان باستمرار القوة التدميرية لإسرائيل وضعف السلطة الفلسطينية. وتعد حملة إعادة البناء تلك من اكبر الحملات منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993 والتي أدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية. وقال فياض ان هذا أهم من دفع الرواتب وهي رمز للسلطة. وقدر فياض ان هذه العملية ستتكلف 100 مليون دولار وهو مبلغ ضخم بالنسبة لحكومة من المتوقع بالفعل ان تحتاج إلى مساعدات خارجية يبلغ حجمها 1.6 مليار دولار لسد العجز في ميزانيتها السنوية. وبدأ العمال في إزالة الأنقاض ووضع الأساس في بعض المواقع قبل المؤتمر المزمع عقده هذا الشهر بشأن إقامة دولة فلسطينية والذي دعت إليه واشنطن في محاولة لتعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفياض بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية(حماس) على قطاع غزة في يونيو حزيران. وتقول إسرائيل أنها دمرت المباني الأمنية الضخمة التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحكم البريطاني وفي بعض الحالات للحكم العثماني بعد اتهام الرئيس الفلسطيني وقتئذ ياسر عرفات وأجهزة الأمن التابعة له بالتواطؤ في هجمات ضد إسرائيل وهو اتهام نفاه الفلسطينيون. وقال كولين سميث كبير المستشارين الأوروبيين للشرطة الفلسطينية ان إعادة بناء المقاطعات أمر"جوهري إذا كنتم ستوحدون أجهزتكم الأمنية معا." وأضاف سميث الذي كان احد كبار المسئولين البريطانيين السابقين عن تنفيذ القانون " احد الدروس المستفادة من غزة هي انه كان لديكم خمسة أو ستة أجهزة كلها مستقلة عن بعضها. "انه أيضا بيان سياسي بشأن من الذي يدير المكان." وقال وائل الجعبة المدير المساعد لمنظمة رواق التي تحمي المواقع الأثرية الفلسطينية ان المقاطعات من بين المعالم القليلة التي تعود إلى حقبة الحكم البريطاني كما أنها من بين أول المباني في المنطقة والتي شيدت بشكل كبير من الخرسانة وليس الحجر . وأضاف ان هذه المجمعات تثير بالنسبة لفلسطينيين كثيرين وهو نفسه منهم مشاعر كثيرة منها ايجابية وأخرى سلبية. وقال العقيد راضي عصيدة نائب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في جنين ان تدمير إسرائيل للمقاطعات كان جزءا من حملة لتدمير معنويات رجاله. ويقف رجال عصيدة الآن في طليعة حملة فياض التي يدعمها الغرب لكبح جماح النشطين وهو شرط إسرائيل الرئيسي لتنفيذ أي اتفاقيات سلام في المستقبل. وقال ان لديه جنودا حقيقيين من جديد وكلهم لديهم رواتب ومتحمسون لتنفيذ الأوامر . وأضاف ان قواته لها اليد العليا في الشوارع. ويشكك مسئولون إسرائيليون في تأكيدات الفلسطينيين بأنهم سيستطيعون السيطرة على الأمن في أي وقت بسرعة. وينحي عصيدة باللائمة على القيود التي فرضتها إسرائيل في جعل هذه المهمة صعبة. ويقول محافظ الخليل حسين الأعرج ان إعادة البناء بدأت في الخليل وأضاف انه لا يعرف متى سيتم الانتهاء من ذلك . وقال قدروة موسى محافظ جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية ان طواقم العمل ستبدأ في إزالة أنقاض المقاطعة المدمرة هناك خلال أيام. وشيدت مقاطعة جنين خلال الحكم البريطاني وكانت مقرا للقوات الأردنية حتى استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية في عام 1967. وقال موسى ان إعادة بناء المقاطعة يشبه فتح فصل جديد في تاريخ جنين وهي إحدى المدن التي هاجمتها إسرائيل بقوة خلال الانتفاضة. وقال زكريا الزبيدي القائد الرئيسي لكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح في مخيم جنين للاجئين ان إعادة بناء المقاطعة علامة على القوة الفلسطينية.