بهدف رفع مستوى صحة الأم والطفل في اليمن
متابعات / بشير الحزمي:نفذت وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف خلال الأسبوع الجاري وعلى مدى ستة أيام حملة للقضاء على مرض الكزاز الوليدي الذي يصيب في سن الإنجاب “15 - 49” في 202 مديرية تشمل 14 محافظة في مختلف أنحاء الجمهورية.وحسب المؤشرات الصحية فقد نجحت اليمن خلال العقد الماضي في تحسين مؤشرات وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة سعياً نحو تحقيق أهداف التنمية الألفية. ومع ذلك لا تزال هناك تحديات كبيرة مماثلة على سبيل المثال: يغطي التحصين ضد الكزاز الوليدي 20 % فقط من النساء في سن الإنجاب.وتعد هذه الحملة التي دشنت مطلع هذا الأسبوع من قبل دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور خطوة كبرى نحو القضاء على مرض الكزاز الوليدي في اليمن وقد قام بها 2292 عاملاً صحياً في المرافق الثابتة إضافة إلى 3307 فرق متنقلة لتحصين أكثر من 1.7 مليون امرأة في المناطق المستهدفة.ورغم التحديات القائمة ، فقد انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من 102 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية في عام 2003 إلى 782 في 2006 وهناك حاجة مع ذلك إلى مزيد من الجهود لتحقيق هدف خفض معدل وفيات الأمهات.ويقول ممثل اليونيسف في اليمن السيد/ جيرت كابيليري طالما وأن اليمن لا تزال تجابه التحديات المتعلقة بالتنمية البشرية ، فلا بد للحكومة وشركاء التنمية من مضاعفة الجهود وزيادة الاستثمار في هذا المجال كي تستطيع الوفاء بالتزاماتها تجاه أهداف التنمية الألفية ولإحداث الفرق المطلوب في حياة أطفال ونساء هذا البلد.ووفق بيان صحفي مشترك صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة اليونيسف فأن هذه الحملة تستمد نجاحها من الإنجاز الذي تم تحقيقه في الحملة السابقة التي استهدفت 60 مديرية في أربع محافظات خلال شهر أبريل/ يونيو في العام 2008 ، وتستند الحملة الحالية على خطط تفصيلية على مستوى المديرية وعلى مستوى “المركز الصحي / الوحدة الصحية”. ويتوقع أن تغطي الحملة أكثر من 90 % من النساء في البلاد ضمن الفئة العمرية المستهدفة. وسوف يتم تصميم الخطط التفصيلية الخاصة بالحملة في صعدة بعد انتهاء منظمة الصحة العالمية من مراجعة وتقييم فعاليات الخدمات الصحية وتواجد العاملين الصحيين وأيضاً عدد السكان المستهدفين.ولفت البيان الصحفي إلى أن التشاركي للمجالس المحلية يظل ضرورياً للوصول إلى مرحلة القضاء على المرض في غضون خمس سنوات. ووفقاً للمعطيات الصحية فأن الكزاز يتطور عندما يتلوث القطع أو الجرح بجرثومة كلوستريديوم الكزازية. ويمكن أن تؤدي ممارسات الوضع أو الإجهاض في ظروف غير نظيفة إلى إصابة الأم والوليد معاً بالكزاز أثناء قطع الحبل السر للرضيع بأداة غير معقمة وتشمل أعراض الكزاز بين حديثي الولادة التشنجات وتقلص العضلات في الفك والعنق - وفي مراحل لاحقة - يمتد إلى الظهر والبطن.انقباض عضلات الفكين يحرم الطفل من الرضاعة الطبيعية ليصل الأمر في نهاية المطاف إلى حرمانه من التنفس أيضاً.ووفقاً للبيان الصحفي المشترك فأنه لا يعرف بالضبط المدى الحقيقي لعدد الوفيات الناتجة عن مرض الكزاز الوليدي لأن العديد من الوفيات بين حديثي الولادة تحدث في المنازل وبالتالي لا يتم الإبلاغ عنها. وقد قدرت اليونيسف في عام 2000 أن 7 % من وفيات حديثي الولادة يرجح أن يكون الكزاز وراءها في ظل معدل وفيات عالمي يتراوح بين 70 - 100 % ولعدم التيقن من العدد الحقيقي للوفيات الناتجة عن الكزاز الوليدي يطلق على هذا المرض أحياناً “القاتل الصامت” مع العلم بأن الكزاز يصيب النساء في أثناء الحمل أو خلال ستة أسابيع من انتهاء الحمل. ويحدث ذلك جراء التلوث الناجم عن بكتيريا الكزاز التي تتسلل عبر الجروح الناجمة عن عمليات الإجهاض والوضع الغير أمنة أو التي لا تتوفر فيها شروط النظافة وفي بلد مثل اليمن ، حيث 77 % من الولادات تتم في المنزل كما أن 93 % من وفيات الأمهات تأتي نتيجة لمضاعفات الولادة في المنزل ، وتعتبر هذه الحملة الحاسمة إذا ما أردنا تحقيق أي مكاسب من حيث خفض معدل وفيات الرضع وتحسين صحة الأم.ومع ذلك يمكن بسهولة الوقاية من هذا المرض عن طريق التحصين. فالمرأة التي تحصل على جرعتين من لقاح الكزاز قبل وضع وليدها ، ستكون محمية ضد المرض لمدة ثلاث سنوات وستتوسع الحماية لتشمل وليدها الذي سيكون بمقدوره اكتساب أجسام مضادة كافية للكزاز خلال الشهرين الأوليين من عمره.وبحسب البيان الصحفي فأن اليونيسف قد وفرت “3.400.000” جرعة من اللقاح للحملة التي سينفذها “2508” عمال صحيون في مواقع ثابتة إضافة إلى “7116” آخرين على شكل فرق متنقلة بينما سيشرف على تنفيذ الحملة “1.142” مشرفاً صحياً.يذكر أن معدل وفيات الأمهات في اليمن لا يزال مرتفع إذ يصل حسب البيان الصحفي المشترك إلى 210 لكل 100.000 ولادة حية. كما أن الغالبية العظمى 77 % من الولادات - في اليمن تتم في المنازل دون وجود قابلة متمرسة علاوة على أن 93 % من أجمالي وفيات الأمهات تحدث عندما تبدأ الولادات في المنازل.وتجدر الإشارة إلى أنه كي يكتمل التحصين ضد الكزاز ، فإن المرأة تحتاج إلى خمس جرعات من اللقاح حيث أن الجرعة الأولى لا توفر الحماية في حين توفر الجرعة الثانية “بعد شهر من بعد الجرعة الأولى” حماية لمدة ثلاث سنوات والثالثة لمدة خمس سنوات أما الرابعة فتحمي مدة عشر سنوات بينما الخامسة والأخيرة توفر الحماية مدى الحياة.مع العلم بأن تناول اللقاحات خلال الشهرين الآخرين من الحمل غير مجدي.