تيارت
تأسست مدينة تيارت منذ العصور الأولى للإنسان في شمال إفريقيا و هي تقع في الهضاب العليا الغربية للجزائر يبلغ عدد سكانها حوالي المليون نسمة . تتميز طبيعتها بالجبال و الغابات الكثيفة ويوجد بها سهل من أكبر السهول الجزائرية هو سهل سرسو و ينبع منها نهر مينا أكبر الأنهار الجزائرية الذي يصب في الشلف .و تعتبر من اقدم المدن الجزائرية و الشمال افريقية ، كانت عاصمة لمملكة البربية الأجدار التي لم تستطع الأمبراطورية الرومانية رغم قوتها ان تحتل شبرا واحدا من هذه المملكة رغم أنها إحتلت كل شمال إفريقيا ، و بعد دخول الاسلام للشمال الافريقي حاول المسلمون فتحها و لكنهم لم يستطيعوا و تكسرت جميع جيوشهم على أسوار المدينة ، فاضطر المسلمون لتركها و مواصلة فتوحاتهم لكي يضيعوا المزيد من الشهداء ، و لكن بعد أن عرف ابناء المدينة القيم الحقيقية للإسلام دخلوا فيه طواعية و ساعدوا جيش المسلمين في فتوحاتهم .و بعد سقوط الدولة الأموية في المشرق انفصلت المدينة عن الحكم العباسي و أسسوا أول دولة في المغرب العربي تسمى الدولة الرستمية وصلت حدودها إلى طرابلس ليبيا شرقا و إلى المغرب غربا . ومازالت أثارها باقية لحد الان ، و اثناء الإحتلال الفرنسي إتخذها الأمير عبد القادر عاصمة لدولته وكانت ثورة الأمير من أشد الثورات الجزائرية ، ويعتبر الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة . كانت جبال المدينة مركزا للمجاهدين الذين قاوموا الإستعمار الفرنسي ، بعد الإستقلال أصبحت أراضيها الخصبة تمد الإقتصاد الجزائري بمختلف المنتوجات الفلاحية و إحتلت عدة مرات المراكز الأولى من حيث كمية و جودة المنتوج الفلاحي ، وتحتوي المدينة على أكبر مركز لتربية الخيول في إفريقيا و الوطن العربي هو مركز شوشاوة . لكن بعد العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر كانت المدينة من اكثر المدن التي عانت من الإرهاب نتيجة موقعها الجغرافي و تضاريسها ،و هي الأن تحاول الرجوع إلى مكانتها الطبيعية كأحد اعرق المدن الجزائرية و المغاربية .