تمعّنْ في وجهِ طفلٍ صغيرٍ ، تجدهُ كالمرآةِ ، ينقلُ إليكَ مباشرةً ما يعتملُ في قلبه من صفاءٍ أو كدر .. وهو في الغالب صافٍ كماءِ السماء وما تلبثُ أن تشعرَ بانعكاس ذلك الصفاء قد طفح على ملامحِ الوجهِ كلها ، فلا تملك إلا أن تغبطهُ على هذهِ البراءةِ ، المتجلية في هاتينِ العينين الصافيتين ، وفي هذا اللسانِ الطاهر الذي يتعثرُ في نطقهِ ، وهو يجاهدُ أن يُخرجَ إليكَ كلماتٍ مفهومة ، عما يجيشُ في أعماقهِ من أفراحٍ سماوية ، فلا يكادُ يبين ، غير أنك تبتهج بهِ مع هذا العجز فيه ..!! يحاولُ محاولاته جاهداً ، وأنت تتابعهُ في انتشاءٍ وابتهاج ، تشجعه أن يتكلمَ ،فإذا أخرجها سليمةً ، ظهرت أساريرُ وجههِ كلها ،كأنما هو أحدُ الفاتحينَ ، في زمنٍ غابَ عنه الفاتحون ..!!وإذا بعدوى الفرحِ تسري إليكَ رغماً عنك ، كأنها الكهرباء في الأسلاك ، جرت فيها فأضاءَ المكان !! ..فلا تملك عندها إلا أن تضحكَ من أعماقك ، وتهلل له ، وتحمله مداعباً اياه ، كما يحمل المعجبونَ بطلهم المحبوب ..!!يا إلهي ..!! ما أعظم إبداعك في هذه الطفولة ..!! إبداع يتجلى لكل ذي عينين تبصران ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون ..!! وتحسبهم أيقاظاً ..... وهم رقود ...!!
|
اطفال
خواطر في رحاب الطفولة
أخبار متعلقة