حدث وحديث
ها هم زعماء الصهيونية في إسرائيل يعلنون وبوقاحة، أنهم سوف يقومون بحماية ضباطهم الذين أشعلوا نيران الآلة الحربية في غزة التي استمرت اثنين وعشرين يوماً، لتحصد آلاف الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ عزل لا حول لهم ولا قوة، بخلاف ما دمرته حربهم القذرة من بنية تحتية وزراعية وغيرها.. ها هم يتحدون العالم ليقولوا: سوف لن تنالوا منا، وسنقتل ونسفك الدماء البريئة، وبأسلحة محرمة دولياً، لكن ذلك لن يمكنكم من محاكمة ولو ضابط واحد.. هكذا نستشف من تصريحات قادة العدو الصهيوني الأخيرة.وقد كانوا يعلمون أن حربهم هذه غير مبررة، وأنهم سيحاكمون يوماً ما، طال الزمان أم قصر، لذلك يعلنون رفضهم محاكمة أي شخص فيهم، لكنهم لم يفكروا ولو للحظة واحدة في أفعالهم البشعة! إنها والله مأساة لنا نحن العرب والمسلمين، ومخجلة أيضاً للعالم الذي لم يستطع أن يوقف هذه المجازر التي يندى لها جبين البشرية في المعمورة.. ألم نشاهد اليهود أنفسهم وهم ينددون ويطالبون بإيقاف الحرب؟ والمطالبة بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني؟ ألم نشاهد العالم كله يغلي، في حركات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً؟. حين خرج الناس إلى الشوارع لإعلان رفضهم للحرب من طرف واحد.. والمطالبة بدعم الشعب الفلسطيني الصامد في تصديه لآلة الحرب والدمار.. أليس ذلك بمثابة استفتاء دولي لقضية الشعب الفلسطيني وعدالتها؟, ألم يكن ذلك بمثابة محاكمة لقادة العدو الذين يعلنون أنهم فوق القانون.. وفوق الجميع؟!إن الدمار الذي لحق بغزة وأهلها جراء السلاح المحرم دولياً.. كان الدافع للعدو لأن يتحدى العالم، في حين أنه قد فشل ولم يحقق هدفه رغم القتل والدمار واستباحة الحرمات لثلاثة أسابيع، برغم ذلك هم يدارون فشلهم وعجزهم بهكذا تصريحات، وكأنهم قد انتصروا!.. لا.. وألف لا!.. فهم إنما قتلوا الأبرياء وعمدوا إلى تشويه الإنسانية لتمر السنون سوداء، على شعب لم يألف الراحة ولم يذق الاطمئنان، لكنه صمد وتحدى وأظهر أنه صاحب حق، وسيظل إلى أبد الآبدين.. لكن المهم ألا تمر هذه الحرب من دون حساب أو عقاب من المنظومة الدولية.. أما عقاب الله سبحانه وتعالى فهذا ما لا يشك فيه أي إنسان.. وها هو شارون (الكلب) لا هو بميت ولا هو بحي.. والدروس ستتوالى إن شاء الله، والله ناصر أهل الحق دائماً وأبداً!..