المالكي يؤكد تصميمه على عودة الأوضاع الطبيعية وتفعيل إرادة النصر
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال الجيش الأمريكي أمس الأحد إن غارة جوية أمريكية قتلت متشددا على صلة بتنظيم القاعدة والذي كان العقل المدبر لهجمات بشاحنات ملغومة استهدفت الطائفة اليزيدية وهي من الأقليات في العراق الشهر الماضي. وقال الأميرال مارك فوكس المتحدث باسم الجيش الأمريكي في مؤتمر صحفي "في الثالث من سبتمبر قتلت غارة جوية شنها الائتلاف الإرهابي المسئول عن التخطيط والقيام بهجوم مروع استهدف اليزيديين في شمال العراق في 14 أغسطس." وقدرت الحكومة عدد القتلى جراء التفجيرات الانتحارية عند 411 قتيلا غير ان الهلال الأحمر العراقي قال انه قد يتجاوز 500 . وتعد التفجيرات في قريتي القحطانية والجزيرة أكثر هجمات المسلحين دموية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 . وذكر بيان للجيش الأمريكي ان مدبر الهجمات هو أبو محمد العفري مضيفا أنه كان أمير تنظيم القاعدة في المنطقة التي وقعت فيها التفجيرات. وقال فوكس إن العفري كان مساعدا لأبي أيوب المصري القائد المصري لتنظيم القاعدة في العراق مضيفا أنه قتل ومعه أبو عبد الناصري القيادي الأجنبي في تنظيم القاعدة في غارة جوية جنوب غربي مدينة الموصل الشمالية. ، وتابع "لم يعد (العفري) يمثل تهديدا للشعب العراقي. سنواصل ملاحقة تنظيم القاعدة في العراق ومسلحيه الذين يشنون هجمات وحشية دون تمييز ضد الشعب العراقي." وذكر بيان الجيش الأمريكي ان "العفري استهدف وقتل عندما كان يتواجد في منطقة نائية بعيدة عن الموصل.. وكان معه سائقه." ، وأضاف ان أشخاصا يعملون مع العفري ومقربين منه ومحتجزين أكدوا ان العفري قتل أثناء الغارة الجوية. وقال البيان ان "العملية التي اشتركت بها قوات أرضية من التحالف أسفرت عن اعتقال شخصين كانا يعملان مع العفري." واستطرد "مقتل العفري لن يعيد المئات الذين قتلوا لكن مقتله يمثل العدالة للعائلات التي فقدت ذويها في التفجيرات." وسويت عشرات من المنازل المشيدة من الطين بالأرض في التفجيرات ودفنت اسر بالكامل تحت الأنقاض. وكان الجيش الأمريكي قال من قبل ان القاعدة هي المشتبه به الرئيسي في الهجمات. على صعيد أخر دافع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن سجل حكومته أمس الأحد وحث الدول المجاورة للعراق على العمل سويا لمنع ما سماه "الشر" من زعزعة استقرار المنطقة. جاءت تصريحات المالكي قبل يوم من تقديم اكبر مسئولين أمريكيين في العراق تقييما طال انتظاره للكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بخصوص قرار الرئيس جورج بوش إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق. وقد تؤثر إفادة قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي رايان كروكر على اي قرار يتخذه بوش بشأن مستويات القوات وسط مطالب من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بالبدء في سحب القوات الأمريكية من العراق. وقال المالكي في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر الثاني لدول جوار العراق ان حكومته أحرزت تقدما "في مختلف المجالات". ، وأضاف المالكي ان انعقاد هذا المؤتمر "يحمل دلالات ويبعث رسالات مهمة تؤكد حرص الأشقاء والأصدقاء.. كما تؤكد ان بغداد مصممة على إعادة الأوضاع الطبيعية وتفعيل إرادة النصر على مثيري المشاكل والمصاعب بوجه مشرعنا السياسي التي تثيرها تنظيمات الإرهاب .. تنظيمات القاعدة وعصابات النظام السابق والميليشيات والخارجين عن القانون." وقال المالكي في إشارة إلى مهاجمين من بينهم تنظيم القاعدة ان من مصلحة جميع الدول العمل على جعل المنطقة أكثر أمنا. من جهته قال قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأحد إن دول الجوار العراقي مطالبة باتخاذ إجراءات تنسجم وتصريحاتها المعلنة محذرا من المصالح "الآنية" التي قد تولد "كوارث" ليس على العراق فحسب بل والمنطقة بشكل عام. وقال زيباري في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر بغداد الثاني أمس في بغداد ان مبادرة الحوار والمصالحة التي اتخذتها الحكومة العراقية "قد نقلت العراق إلى موقع متقدم في تحمل مسؤولياته وبناء تجربته الرائدة التي تمد يدها للجميع ولا سيما لجيران العراق والذين نتطلع إليهم باتخاذ التزامات محددة واضحة تنسجم بالتطورات الجارية ومساندتنا بحسن نية." ، وأضاف زيباري مخاطبا دول الجوار "ان المطلوب في المرحلة الراهنة ان تنسجم المواقف المعلنة مع الواقع على الأرض بإجراءات عملية ذات نظرة إستراتيجية بعيدة المدى لاستقرار العراق وتجاوز المصالح الآنية القريبة الأجل التي من شأنها ترتيب إضرار ليس على العراق وإنها ستؤدي إلى كوارث وأزمات حقيقية للدول المجاورة والمنطقة بشكل عام."