وزيرة الخارجية الأمريكية رايس مع السنياتور الديمقراطي أوباما
واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز: اعتذرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الجمعة للسناتور الديمقراطي باراك أوباما بعد معرفة أن متعاقدين للعمل مع وزارة الخارجية اطلعوا على ملفات جواز سفره دون تصريح. وقالت رايس للصحفيين «أبلغته بأني آسفة وأبلغته بأنني أنا نفسي سأشعر بانزعاج شديد إذا علمت أن شخصا اطلع على ملف جواز سفري ومن ثم سأظل أتابع الموضوع وسأحاول معرفة ملابساته.» وقالت وزارة الخارجية أمس الأول الخميس إنها فصلت اثنين من المتعاقدين واتخذت إجراءات عقابية ضد ثالث لأنهم اطلعوا على ملفات جواز سفر أوباما دون تصريح. وبدأ القائم بأعمال المفتش العام في الوزارة تحقيقا واتصل بوزارة العدل لإشراكها فيه إذا اتضح ان أي قوانين انتهكت. وعندما سئلت إن كانت تعتقد أن هناك قوانين انتهكت قالت رايس للصحفيين «لا أستطيع التعقيب قبل إجراء تحقيق لكن سيكون هناك تحقيق كامل.» وكان موظفون بوزارة الخارجية الأمريكية قد فحصوا بشكل مخالف للقواعد المرعية ملف جواز سفر السناتور باراك أوباما الذي يأمل في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ثلاث مرات هذا العام فيما وصفه مسئولو حملته بأنه «انتهاك سافر» لخصوصيته. ومن ناحية أخرى أعلن أمس الجمعة مساعدو أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس أمريكي أسود في دفعة كبيرة لحملته ان بيل ريتشاردسون حاكم نيو مكسيكو أيد سناتور ايلينوي في السباق الديمقراطي الساخن. وفي واقعة الانتهاك الأمني ذكرت الخارجية الأمريكية في تقييمها المبدئي ان ثلاثة موظفين في مكاتب مختلفة اطلعوا على ملف أوباما من باب «الفضول الوقح» لا لأي دوافع سياسية وإنها طلبت إجراء تحقيق في الأمر. وقال مسئول أمريكي طلب عدم نشر اسمه «لا يوجد ما يشير إلى ان هذا التصرف كان وراءه أي دافع سياسي. يبدو أنه كان بدافع الفضول» مضيفا ان اثنين من الموظفين الثلاثة فصلا في حين فرضت عقوبة تأديبية على الثالث. وصرح المسئول بأنه في التاسع من يناير والحادي والعشرين من فبراير والرابع عشر من مارس من هذا العام «اطلع الموظفون الثلاثة كل منهم على حدة على سجلات جواز سفر اوباما.» وأوضح انه عندما يجري الاطلاع على ملف جواز سفر شخصية بارزة فان ذلك يطلق جرس إنذار في شبكة وزارة الخارجية ويجري استجواب الشخص الذي إطلع على السجلات. وأخطر بالأمر على وجه السرعة صغار المسئولين في الخارجية الأمريكية لكنه لم يصل إلى علم كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية للرئيس الجمهوري جورج بوش إلا بعد ان أرسل صحفي رسالة بالبريد الالكتروني لشون مكورماك المتحدث باسم الوزارة الخميس. وقال مكورماك للصحفيين خلال مؤتمر صحفي رتب على عجل الليلة قبل الماضية «في هذه المرحلة.. رأينا المبدئي في الأمر هو انه مجرد فضول وقح من جانب الثلاثة وهم أفراد لا علاقة لهم ببعض.» ووصف متحدث باسم اوباما الحادث «بأنه خرق فظيع للأمن والخصوصية من جانب إدارة لم تظهر أدنى إكثراث بأي منهما على مدى الأعوام الثمانية الماضية.» وقال بيل بيرتون المتحدث باسم الحملة الانتخابية لاوباما عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي «واجب حكومتنا ان تحمي البيانات الخاصة للشعب الأمريكي. لا ان تستخدمها لأغراض سياسية.»، وأضاف قائلا «نطالب بمعرفة من إطلع على ملف جواز سفر السناتور اوباما ولأي غرض ولماذا انتظروا كل هذا الوقت للكشف عن هذا الخرق الأمني.» وعلم أوباما بالأمر الخميس وهو في رحلة جوية بين وست فرجينيا وأوريجون في إطار حملته الانتخابية المتواصلة وسيحصل معاونوه على تفاصيل أكثر أمس الجمعة من وكيل وزارة الخارجية. وفي بورتلاند أوريجون قال مصدر مقرب من الحملة الانتخابية للسناتور الديمقراطي ان حاكم نيو مكسيكو دعم أوباما في السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر القادم.، وأضاف المصدر «بوسعي ان أؤكد انه (ريتشاردسون) يؤيد (أوباما) وسيحضر الحشد الانتخابي الذي يقام في بورتلاند غدا.» وحاول أوباما هو ومنافسته السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تطمح لان تكون أول رئيسة أمريكية انتزاع تأييد ريتشاردسون بشدة لأنه أمريكي من أصل لاتيني وله نفوذ قوي بين هذا القطاع من الناخبين الأمريكيين والذين قد يلعبون دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية القادمة. وعمل ريتشاردسون من قبل وزيرا للطاقة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج سناتور نيويورك السيدة الأمريكية الأولى السابقة التي تحلم بالعودة إلى البيت الأبيض كرئيسة للولايات المتحدة كما شغل منصب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة. وكان الناخبون الأمريكيون من أصل لاتيني وهو قطاع آخذ في النمو بسرعة قد أيدوا كلينتون سناتور نيويورك في الانتخابات الأولية التي جرت في يوم «الثلاثاء الكبير» وحصلت فيه على ثلثي أصوات هذا القطاع في عدد من الولايات الأمريكية. وترددت تقارير عن إمكانية اختيار ريتشاردسون وهو دبلوماسي ومفاوض ماهر وحاكم ولاية محبوب لمنصب نائب الرئيس أو منصب وزير الخارجية في حالة مجيء إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض. ومن المقرر ان يحضر أوباما تجمعا انتخابيا في بورتلاند بأوريجون الساعة 9.35 صباح الجمعة بالتوقيت المحلي (1635 بتوقيت جرينتش) وسيمكث بقية اليوم في الولاية التي تجري فيها الانتخابات الأولية في 20 مايو. وعلق متحدث باسم كلينتون على الانتهاك الأمني الذي حدث بحق منافسها أوباما وقال «إذا صح.. فهذا شيء مؤسف وعلى إدارة بوش مسؤولية سبر أغواره.» وحدثت زوبعة سياسية عام 1992 حين فتش مسئولو الخارجية الأمريكية في ملفات الرئيس الأمريكي السابق كلينتون الذي كان مرشحا ديمقراطيا للرئاسة في ذلك الوقت. وتزامنت هذه الواقعة مع هجوم من جانب الجمهوريين على كلينتون لدوره في الحركة المناهضة للحرب الفيتنامية وهو طالب في جامعة أكسفورد عام 1969 وبسبب رحلة قام بها لموسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي السابق في نفس الوقت تقريبا.