قضايا حياتية
عبدالفتاح العودي من العبث الاستهانة بالاشراف التربوي وخصوصاً ما يخص الاشراف الاجتماعي والباحث والمستقرىء للمشهد التربوي الحالي فيما يخص الاشراف الاجتماعي سيجد ان هناك خللاً بائناً فيه .. وذلك في شأن تعيين القائمين بهذه الوظيفة البالغة الحساسية والعظيمة الشأن .. إذ سيتضح ـ وهذه حقيقة حاصلة ـ ان معظم المشرفين الاجتماعيين والمشرفات الاجتماعيات قد عينوا بهذه الوظيفة عن طريق ان البعض لم يجدوا لهم عملاً مناسبا ًخصوصاً بعد اتضاح تعثرهم في أداء الرسالة التعليمية لاسباب عدة منها ظروف .. كبر السن لدى البعض أو حالة اهمال البعض والتذرع بوسائل عدة وحجج كثيرة للتملص من حالة الغياب والاهمال في أداء العملية التعليمية ـ التدريس ـ كالاستعانة بالتقارير الطبية أو عن طريق الوساطة أو اسباب اخرى الكثير يفقهها ويعيها ومن العبث تغطية شمس بمنخل الكبرياء الزائف أو اللامبالاة تجاه سلبيات ومآخذ إن غطيناها فاحت روائح سلبياتها ومآخذها .. (ونكدت) علينا ، والبعض عين في هذه الوظيفة عن طريق سمتهم وحظهم وفرصهم التي اقتنصوها لسبب معرفة أو وساطة بأن خطوا بسمة وكيل على طول الخط .. من وكيل فني إلى وكيل نشاطات إلى مشرف اجتماعي .. الخلاصة ان مسألة الاشراف الاجتماعي قضية ينبغي الا يستهان بها من حيث أهمية هذا التخصص الوظيفي المفيد أو الشائك في آن اذا لم يكن المشرف المناسب أو المشرفة المناسب في المكان المناسب .. حيث لوحظ ان البعض ليس لديه اولويات مبادىء علم النفس التربوي أو الاجتماعي ، لما لهذه المبادىء من أهمية في شحذ همة وخبرات المشرف الاجتماعي في فنون التعامل مع الحالات الغريبة أو التي تحسب بأنها غير سوية لدى بعض الطلاب أو التلاميذ أو الطالبات والتلميذات .. والمشرف الاجتماعي أو المشرفة الاجتماعية ينبغي أن يكونوا أكثر قرباً وتلمساً لهموم ومشاكل ومستوى الطلاب أو الطالبات أو التلاميذ والتلميذات وعلى معرفة بيان حالتهم الاجتماعية والنفسية وحالات تطورهم وأمكاناتهم وعلى صلة بالمعلمين والمعلمات في معرفة ما شذ من سلوك البعض ودراسة تلك الحالات ومعرفة الاسباب والدوافع لظهورها .. كالعدوانية .. والتبلد .. واللامبالاة .. والكآبة والغياب المتكرر والفشل .. الخ الحالات التي نسمع أو نرى منها الكثير التي تصل غالباً إلى فصل الطالب او الطالبة .. ووصمه أو وصمها بعار انهما غير صالحين للمجتمع .. أو نقل تلك الحالات إلى مكاتب التربية في المديريات المختلفة وبعدها ينقلون إلى مدارس اخرى أو ثانويات اخرى .. كعلاج .. مع ان الحالة المرضية تظل كما هي تفتقد للعلاج الشافي ..! هذه الحالات نظل نعاني منها لانها لم تجد البيئة الاشرافية الاجتماعية التربوية التي تكتشف تلك الحالات وتدرس اسباب ظهورها وحالات تطورها وايجاد العلاج الشافي لها وذلك يعود إلى جهل المشرفين الاجتماعيين لابسط مبادىء علم النفس التربوي وبعدهم عن هذا التخصص أو ان المشرفين انفسهم يعانون من حالات ضيق وكمد وصراع داخلي يجعل منهم غير قابلين للتواصل مع تلك الحالات .