يرتبط تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ارتباطاً وثيقاً بهزيمة حزيران، والدروس النظرية والسياسية والتنظيمية التي أفرزتها، وبلورتها تلك الهزيمة، كما يرتبط تأسيس الجبهة بحركة القوميين العرب، وتنظيمها الفلسطيني وتجربته النضالية، والدروس التي اكتسبتها من تلك التجربة التي قادته منذ بداية الستينات إلى الإعداد للبدء بالكفاح المسلح، فبعد حرب 1967م سعى الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب لإيجاد إطار جبهة تضم مختلف الفصائل الوطنية، لأن وجودها عامل أساس من عوامل الانتصار، ولأن منظمة التحرير بطابعها الرسمي آنذاك لم تكن تصلح لتشكيل هذا الإطار، وقد نتج عن ذلك إقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي ضمت إلى جانب هذا الفرع، جبهة التحرير الفلسطينية، وتنظيم أبطال العودة، وعناصر مستقلة، ومجموعة من الضباط الوحدويين الناصريين، وصدر البيان الأول السياسي للجبهة في 11/ 12/ 1967م.ويمكن تلخيص رؤية الجبهة في إستراتيجية المعركة على النحو التالي: 1 - الكيان الصهيوني قاعدة بشرية مسلحة تستند عليها الامبريالية بين رفاق الدرب كل من فتح وحماس، تعيش ظروف قاسية بعد أن أشتد الحصار الصهيوني على قطاع غزة، مستغلاً الأحداث، ومنتهزاً الفرص في وجود حماس في قطاع غزة، والتي يصفها بالإرهاب بالتشيديد من عدوانه، في الاجتياح، والاغتيال للقطاع ولمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.نعيش صراعات على السلطة الفلسطينية، حكومتان في غزة والضفة الغربية في ظل احتلال، تعجز كلاهما عن حل مشاكل المواطنين وفك الحصار عنهم. نعيش تآمراً بلغ ذروته من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا الغربية، وانحيازاً كاملاً في السياسة لمصلحة إسرائيل .نعيش تهديدات وضغوطات من جهات مختلفة، والا كيف نفسر الحصار المستمر على قطاع غزة، قطع كهرباء – نقص في الأدوية نقص في المواد الغذائية، نقص في البنزين ، مرضى يموتون كل يوم كونهم لم يتمكنوا من السفر للخارج للعلاج، طلاب يحرمون من الالتحاق بالجامعات .نعيش نتائج مؤتمر أنابوليس وباكورتها إعلان إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدس، وبأن القدس خارج نطاق المفاوضات خاصة وأنه سبق ضمها .. وأمام هذا كله لم يبق للشعب الفلسطيني الا أن ينظم صفوفه عبر حوار وطني شامل وبناء، وأن يتمسك بحق العودة فهو أساس وجوهر القضية الفلسطينية، ولا يجوز التنازل عنه تحت أي مسميات.
أخبار متعلقة