عباس يرحب بالإفراج عن آلن جونستون ويشدد على ضرورة حل الميليشيات
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: دفعت حكومة الطوارئ الفلسطينية التي شكلها الرئيس محمود عباس للعاملين بالسلطة الفلسطينية باستثناء نحو 19 ألفا تابعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول رواتب كاملة لهم منذ 17 شهرا أمس الأربعاء. وتمكنت حكومة الطوارئ من دفع الرواتب لأن إسرائيل والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى أنهت حصارها الاقتصادي للسلطة الفلسطينية بعد أن عزل عباس حكومة الوحدة الفلسطينية بقيادة إسماعيل هنية أحد قادة حماس الشهر الماضي في أعقاب سيطرة مقاتلي حماس على قطاع غزة. وقال أحد العاملين بوزارة الصحة في غزة الذي يبلغ أجره الشهري 1300 شيقل (310 دولارات) “سأستخدم المال في دفع ديوني.” واصطف عشرات العمال في الصباح أمام البنوك في غزة التي تسيطر عليها حماس لسحب المال الذي حولته حكومة الطوارئ لحساباتهم. وفي الضفة الغربية المحتلة حيث تسيطر حركة فتح التي يتزعمها عباس وحيث مستوى المعيشة مرتفع عن غزة كانت الطوابير أمام البنوك أقل. وقال مسؤول ببنك “الرواتب في حسابات (الموظفين) ولكنهم في العمل.” وقال دبلوماسيون غربيون إن نحو 140 ألف موظف بالسلطة الفلسطينية بينهم عشرات الآلاف في غزة سيحصلون على رواتبهم. وذكرت مصادر رفيعة في مكتب رئيس الوزراء بحكومة الطوارئ سلام فياض إن 19 ألف عامل وظفتهم حماس لم يحصلوا على أجورهم.
وأضافت المصادر أنه جرى استثناء أيضا نحو 12 ألف موظف من فتح ومن فصائل أخرى إذ جرى تعيينهم بعد أن وصلت حماس للسلطة في أعقاب فوزها في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير كانون الثاني عام 2006م ولم يجر ضم رواتبهم في آخر ميزانية سنوية عام 2005م . وقال هنية رئيس وزراء حكومة الوحدة الفلسطينية الذي أقاله عباس إن قرار فياض باستثناء بعض الموظفين يتعارض مع أبسط حقوق المواطنين الفلسطينيين وسيؤجج الاستياء بين غزة والضفة الغربية. ولم يذكر ما إذا كانت إدارته في غزة ستتخذ أي خطوات لدفع أجور هؤلاء العمال. وتمكنت حماس من جلب عشرات الملايين من الدولارات إلى غزة العام الماضي بالرغم من حظر المساعدات الذي فرضه الغرب وقد تحاول حماس اتخاذ وسائل مشابهة للتغلب على القيود المفروضة من حكومة الطوارئ. وكان فياض تعهد بدفع رواتب الموظفين الذين يعودون للعمل في غزة ما داموا يتبعون تعليمات حكومة الطوارئ لا تعليمات حماس. وطلب القادة الأمنيون في فتح بالضفة الغربية من أفراد قوات الأمن التابعة لفتح في قطاع غزة البقاء في منازلهم حتى يكون بمقدورهم الحصول على أجورهم. ولا تريد فتح من قواتها أن تتلقى تعليمات من حماس أو أن تتورط في اشتباكات أخرى مع مسلحين من حماس. ومن بين من لم تشملهم كشوف مرتبات فياض أيضا نحو ستة آلاف عضو في القوة التنفيذية التابعة لحماس التي لعبت دورا أساسيا في القتال وإلحاق الهزيمة بفتح في غزة. وقال أبو رمضان عضو القوة التنفيذية الذي لم يحصل على راتبه من حكومة الطوارئ إن هذه سياسة فرق تسد التي استخدمتها القوى الاستعمارية في الماضي والتي يستخدمها الآن عباس. على صعيد أخر رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء بالإفراج عن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مشددا على ان مهمة حل الميليشيات والجماعات المسلحة “مهمة لا تقبل التأجيل”. وقال الرئيس محمود عباس في تصريح وزعه مكتبه على الصحافيين “نتقدم بالتهنئة له ولأسرته وللبي بي سي ولحكومته” موضحا “لقد عملنا طوال الأشهر الماضية دون كلل أو ملل مع كافة الجهات لإطلاق سراحه”.وكان أطلق سراح جونستون فجر أمس الأربعاء بعد ان امضي في الاحتجاز 113 يوما.وشدد عباس على ان واقعة اختطاف جونستون “تؤكد ان حقيقة الميليشيات المسلحة ومهما كانت المبررات والذرائع التي تعمل باسمها لا يمكن إلا ان تؤدي إلى العبث بأمن المواطنين والنيل من استقرارهم وتدمير سلطة القانون وتعميم حالة الفلتان وتقويض السلم الأهلي والاجتماعي”.وأكد على “ان السلطة وحكومة الطوارئ عازمين على المضي قدما على إعادة الأمن والأمان للشعب الفلسطيني وكل من يعمل على أراضيه من اجل ضمان الحريات السياسية والثقافية وهذا يجعل من مهمة حل هذه الميليشيات والجماعات مهمة لا تقبل التأجيل”، وأضاف عباس “لقد تم اختطافه على يد جماعة مسلحة خارجة عن القانون مشبعة بالعنف والكراهية والإقصاء والاستئصال الغريبة عن ثقافة وتقاليد شعبنا وعقيدته”.