ارتفاع عدد القتلى من المدنيين العراقيين وبوش يتوقع صيفا حاسما الاستراتيجيته
بغداد/وكالات: أقر الجيش الأمريكي أمس الجمعة بمقتل ستة من جنوده العاملين بالعراق في عدة هجمات متفرقة، مما يرفع حصيلة الخسائر البشرية للقوات الأمريكية منذ غزو العراق ، في ربيع 2003م، إلى 3441 قتيلاً، بينهم 90 جندياً قتلوا خلال مايو الجاري.وقال بيان عسكري أمريكي إن من بين القتلى خمسة جنود قتلوا خلال مواجهات مع عناصر مسلحة وهجمات الخميس، بالإضافة إلى جندي آخر قُتل في وقت سابق الثلاثاء، وأضاف البيان أن جنديين أمريكيين قتلا، وأصيب ثالث، في غربي العاصمة العراقية بغداد الخميس، نتيجة انفجار لغم أرضي بمركبة عسكرية كانت تقلهم، مما أسفر أيضا عن مقتل مترجم عراقي كان بمرافقتهم.وفي محافظة "نينوي" قتل جندي أمريكي ثالث، إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مركبته العسكرية، أدى أيضاً إلى إصابة جنديين آخرين، كما قُتل جندي أمريكي رابع الخميس، بعد تعرضه لهجوم بأسلحة خفيفة من جانب مسلحين، في محافظة "ديالى"، وفقاً لما جاء في البيان العسكري، وقُتل أحد جنود القوة الثالثة عشرة وأصيب آخر، نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب أحد الطرق قرب محافظة "صلاح الدين"، في الثالثة فجر الخميس، وأضاف البيان الصادر عن الجيش الأمريكي أن الجندي المصاب تم نقله على الفور إلى أحد المستشفيات العسكرية التابعة لقوات التحالف في "بلد"، وأقر الجيش الأمريكي بمقتل أحد جنوده الثلاثاء، وهو سادس جندي يُعلن عن مقتله الجمعة، مشيراً إلى أنه قُتل نتيجة انفجار لغم أرضي قرب مركبته، مما أسفر عن إصابة جنديين آخرين.ويتواصل سقوط القتلى بين الجنود الأمريكيين بالعراق، مع موافقة الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون جديد يتضمن تمويلاً بقيمة 120 مليار دولار، لدعم عمليات الجيش الأمريكي بالعراق وأفغانستان، حتى سبتمبر المقبل، دون ربط هذا التمويل بإعلان إدارة الرئيس جورج بوش، جدولاً زمنياً لسحب القوات الأمريكية من العراق.جاء التصويت على مشروع القانون بعد قليل من إعلان الرئيس بوش أن الصيف المقبل سيكون "ساخناً على القوات الأمريكية بالعراق"، مشدداً على الانسحاب من العراق ستكون له "عواقب مفجعة" على حد قوله.إلى ذلك، كشف مسؤولون أمريكيون أن "فريقاً مشتركاً لإعادة تشكيل خطة"، بصدد إعداد "إستراتيجية دبلوماسية وعسكرية جديدة للعراق"، من المتوقع أن تتم المصادقة عليها نهاية الشهر الجاري، وذكر المسؤولون الأمريكيون، أن الفريق، الذي يرأسه كل من قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس، وسفير واشنطن في بغداد يان كروكر، "يعمل على التوصل إلى تحديد طريقة عمل جديدة في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام."كما يتواصل مع تأكيد الجيش الأمريكي مقتل أحد جنوده الثلاثة، الذين فقدوا في أعقاب هجوم "المحمودية" جنوبي بغداد، في 12 مايو الجاري، والذي أسفر أيضاً عن مقتل أربعة جنود ومترجم بالجيش العراق.يأتي ذلك بعد يوم دام بالعراق قتل فيه العشرات في سلسلة أعمال عنف متفرقة أعنفها بمدينة الفلوجة غرب بغداد عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة وسط مجموعة من المشيعين مما أدى إلى مصرع أربعين شخصا وإصابة خمسين آخرين، وشمالي الفلوجة قتل 11 شخصا بالرصاص على حاجز وهمي شمال المدينة، بينما لقي آخران مصرعهما وأصيب أربعة من الشرطة في قنبلة مخبأة بجثث القتلى.كما لقي شخصان حتفهما وأصيب 15 آخرون في انفجار قنبلة بمدينة الصدر. وفي منطقة العامرية غرب العاصمة شنت قوات أميركية وعراقية حملة دهم اعتقلت خلالها عددا من المواطنين، وقتل مسلحون ستة أشخاص عندما فتحوا النار عشوائياً بمنطقة خان بني سعد في بعقوبة. وفي كربلاء قال محافظها إنه أمر بحفر خندق حول المدينة من الجهة الشمالية الغربية لمنع مرور السيارات المفخخة، كما تعرض مقر للقوات الأميركية بالضلوعية للقصف بعدد من قذائف الهاون، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المقر دون معرفة حجم الخسائر.من جهته قال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي إن عدد القتلى من المدنيين العراقيين في بغداد ارتفع هذا الشهر، لكنه ما زال أقل بكثير عن المستويات المسجلة قبل الحملة الأمنية في العاصمة في فبراير الماضي، وأوضح الجنرال بيتر بيس أن الأرقام المسجلة تشير إلى مقتل ما يزيد على 1400 مدني في يناير، وهبط هذا العدد إلي 800 في فبراير وأكثر بقليل عن 500 في مارس وظل بنفس المستوى في أبريل، في حين ارتفع بحوالي 20 أو 30 هذا الشهر عما كان عليه الشهر الماضي.وفي بغداد اختار رئيس الوزراء ست شخصيات من التكنوقراط لشغل الحقائب الوزارية الست التي شغرت بخروج ممثلي التيار الصدري من حكومته، ودعا البرلمان إلى الموافقة على التعديل الوزاري المقترح.وقال المالكي في كلمة أمام البرلمان إنه حرص على اختيار الشخصيات المرشحة من التكنوقراط، مشددا على أنهم "مستقلون ولا تشوب سيرهم الذاتية أي شبهة فساد إداري".والمرشحون الستة هم علي البهادلي للزراعة، وصباح رسول صادق للصحة، وعامر عبد الجبار إسماعيل للنقل، وثامر جعفر محمد الزبيدي وزير دولة لشؤون المجتمع المدني، وخلود سامي عزارة آل معجون وزيرة دولة لشؤون المحافظات، وزهير محمد رضا شربة وزير دولة للشؤون السياحية والآثار.