الأديب أحمد زكي أبو شادي :
إعداد/ مروان الجنزيرهو أحمد زكي أبو شادي من مواليد مصر القاهرة 1892م نشأ وترعرع في القاهرة وتثقف في مدارسها إلى أن كبر ودخل مدرسة طب قصر العيني وسرعان ما تركها وسافر إلى انجلترا في 14 إبريل 1912م وجلس هناك لمدة عشر سنوات ثم عاد مرة أخرى إلى مصر ومكث إلى عام 1946م وفي التاريخ نفسه 14 إبريل هاجر إلى الولايات المتحدة ليعيش فيها حتى وفاته بـ 14 إبريل 1955م.. [c1]سيرة أديب[/c]الأديب والشاعر والفنان الناقد الأدبي الكبير أحمد زكي أبو شادي واحد ممن أعطوا ولم ينتظروا أدنى مقابل، هدفه عروبته وإسلامه وشعبه العربي المتناهي الأطراف وواحد ممن جعلوا سفينة المهجر تبسط أشرعتها إلى ما لا نهاية.أحمد زكي أبو شادي هو من شعراء المهجر هاجر من مصر الكنانة متوجهاً إلى شمال غرب نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وعندما وصل إليها عمل في إذاعة " صوت أمريكا " كان يعمل ويكافح ليعيش وليؤدي رسالته التي ضحى بنفسه وصحته وماله في سبيلها، دون أن ينسى وطنه مصر التي عاش وفياً لها، باراً بها مؤيداً قضاياها، ويدافع عن حقها في الحياة والرفاهية والكرامة الإنسانية متمنياً أن تسهم من جديد في بناء عالم حر سعيد ترفرف عليه ألوية الحضارة والطمأنينة والسلام.[c1]لمسات أبي شادي[/c]اتسمت مراحل حياة أديبنا العربي الكبير بالكثير من المفارقات أبرزها التحرر الثقافي والعقلي من أجل حرية الفكر والنقد والأدب والفن، فقد عاش زهاء ثلاثة عقود يدعو إلى إخاء الأدب وديمقراطيته ومثاليته حيث يدعو في الأدب إلى الإخلاص والوحدة وإلى التجديد في كل ألوان الأدب وفنونه، فتجديد سمة اتسم بها شعراء المهجر لعقود من الزمن.ومما يدعو إليه شاعرنا أبو شادي جعل الأصالة تاجاً للشعر والفطرة درعاً والموهبة عصا للملك، كما أشار إلى الوحدة التعبيرية والتناول الفني السليم للفكرة والمعاني والموضوع والتجربة وإلى الطلاقة الفنية ونزعة التحرر والتي قوامها الصدق والبساطة والسماحة وجرأة التعبير والسمو المستمد من فكرة التقدم والإنسانية محارباً القيود والصنعة والتكلف، حيث عمل شاعرنا طول حياته على إنصاف الشعراء وخاصة المغمورين منهم، وكثيراً ما نوه بالأدب المصري الحديث في شتى البيئات وخاصة المستشرقة منها.[c1]ألوان الشعر في أبيات بي شادي[/c]يتجه شعر أبو شادي إلى عدة ألوان فمن الغزلي الوجداني ووصف الطبيعة إلى الشعر الصوفي " الفلسفي " مروراً بالشعر الوطني التقدمي، كل هذه الألوان هي عبارة عن طاقة مكنونة دفع بها شاعرنا لتكون قاعدة شعرية خصبة، حيث يعتبر أبو شادي أول من نظم الشعر التمثيلي في اللغة العربية، وكان يحبذ الشعر الحر والمرسل، وينظم منها بعض قصائده.ويذهب شعره بين النزعة الرومانسية في يفوعة شبابه ويظهر ذلك في قصائده الغزلية والوجدانية والطبيعية والنفسية، وبين النزعة الصوفية والاجتماعية الإنسانية في كهولته، والنزعة الواقعية التي تظهر في شعره منذ أصدر ديوانه " عودة الراعي" عام 1942م وحتى وفاته، وإن كان الاتجاه السائد في شعره هو الاتجاه الرومانسي، ومع ذلك فله شعر رمزي بديع.ويعد أبي شادي رائداً من رواد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر، ومن الذين بذروا بذور الواقعية الحديثة في الأدب، وهذه المدرسة هي التي حملت لواء الشعر بعد شوقي وحافظ متابعة خطأ المجددين من أمثال مطران وشكري ومحرم.تعد دواوين أحمد زكي أبي شادي المطبوعة والتي وصل عددها إلى 23 ديواناً وعشر مسرحيات، كل أعماله اتسمت على جبين الشعر المعاصر فالإنسانية في الثقافة آمن بها أديبنا ودرس روائع الأدب العربي قديمه وحديثه وراح يتنقل بين الأدب الإغريقي ومذاهب البلاغة عن الأوروبيين كما أطلع على أثار العلوم والفكر في كل لغة وثقافة فقد كان صورة زاهية للفكر المصري المتحرر وكان يقف في الصف الأول مع المدافعين عن حرية الفكر يقول " إن الأمم الراقية لن تحترمنا لو أد الفكر كيفما كان وإنما تحترمنا لاحترامه ".[c1]والخاتمة مسك[/c]هكذا عاش أبو شادي الذي توفي في 12 أبريل 1955م في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 63 عاماً حزن عليه العرب في كل مكان وخسرت الإنسانية بوفاته رائداً مشيراً وداعياً جريئاً ومفكراً موجهاً عمل بإخلاص وإيمان من أجل تقدمها وازدهارها ومن أجل الخير للناس جميعاً.خلف أبو شادي لأسرته الصغيرة – التي كانت تقيم معه في أمريكا الأسى والحزن، ولأسرته الكبيرة في العالم كله من تلامذة وأصدقاء استفادوا من خبرته وتجاربه وقيمه ومثاليته، ترك كذلك أمثلة تحتذى، ومبادئ ومناهج فكرية أصيلة موجهة، كما أبّنه الأدباء والكتاب والمفكرون العرب في كل مكان يسهم معهم في ذلك أعلام الفكر العالمي ورواده في الشرق والغرب.طرح أبو شادي كماً غزيراً من المخطوطات أبرزها " إيزيس – الإنسان الجديد – أناشيد الحياة – النيروز الحر " .