مقتل تسعة أميركيين في هجمات متفرقة في العراق
بغداد/وكالات:أفادت صحيفة ذي غارديان البريطانية أمس الأربعاء بأن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تعكف على تطوير خطط ترمي لتدويل أزمة العراق بحيث تنطوي على توسيع نطاق الدور ألأممي كسبيل لتقليل المسؤولية الأميركية عن مستقبل العراق والحد من السقوط السياسي في الداخل الأميركي قبيل حرب انتخابات 2008م الرئاسية.وقالت الصحيفة إن تلك الخطوة تأتي وسط قلق في واشنطن بأن خطة بوش لزيادة القوات الأميركية في العراق بقيادة الجنرال الأميركي ديفد بتراوس لا تؤتي ثمارها وأن إيران تحقق انتصارا في المعركة الخفية الرامية للسيطرة على العراق.ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى سابق في الإدارة الأميركية والذي شكك في قدرة القيادة السياسية المنقسمة في العراق على منع انزلاق البلاد نحو الفوضى، قوله إن "بتراوس عبقري، ولكنه قائد لسفينة تغرق"، مضيفا أن الحكومة العراقية "عبارة عن رقم هاتف خلوي لا يجيب، ومن الأرجح أن مشكلة العراق عاصية عن الحل".ورجح المسئول السابق وهو على دراية بما يجري في أروقة الإدارة الأميركية، أن يطلب بوش من الكونغرس الموافقة على تمديد مهلة زيادة القوات إلى ستة أشهر بعد تقديم بتراوس تقريره حول التقدم في العراق مطلع سبتمبر القادم.وتنطوي الخطة الأميركية على توسيع دائرة المشاركة الأممية في مراقبتها لنقل كامل للعراق إلى دولة ديمقراطية طبيعية عبر تعزيز دور الوكالات الإنسانية الأممية وإحداث قيادة أممية وربما قوة حفظ سلام إسلامية.ومن البنود الأخرى للخطة زيادة مشاركة أعضاء مجلس الأمن في صناعة السياسة العراقية، مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي وخاصة الحكومة المحافظة الجديدة في فرنسا، فضلا عن توسيع دور الدول الإقليمية وخاصة دول الخليج، والمؤسسات الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين.كما تشتمل الخطة -بحسب الصحيفة- على تجديد جهود الحكومة العراقية لتعزيز اعتمادها على نفسها وذلك عبر إحراز تقدم على صعيد محددات التسوية السياسية الوطنية.إلى ذلك أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير ان الحكومة العراقية تدرس احتمال زيادة عدد قواتها الأمنية المخطط له لكي تحل محل القوات الأميركية بعد انسحابها من هذا البلد.وقال الجنرال مايكل جونز ان الجيش الأميركي يقدم النصح للعراقيين حول مراجعة هيكلية القوات التي تأتي وسط تصاعد الضغوط من الكونغرس لسحب القوات الأميركية من العراق.وأضاف جونز نائب مدير الشؤون السياسية-العسكرية في الهيئة المشتركة للقوات المسلحة الأميركية انه لم يتم إصدار قرارات أو توصيات حول التغييرات في حجم القوات العراقية التي يبلغ عددها حاليا حوالي 337 ألف عنصر ويتوقع ان تصل الى 365 ألفا.وأوضح المسئول "لكنهم يعيدون النظر في هيكليتها وما إذا كانت القوة المخطط لها حاليا ستكون كافية لتلبية الاحتياجات من اجل إفساح المجال أمامنا للانسحاب".ويقول مسئولون عسكريون أميركيون كبار انه لم يتم إعداد خطط طوارئ لسحب القوات الأميركية في العراق البالغ عددها حاليا 147 ألف عنصر ويتوقع ان تزيد الى 160 ألفا بموجب الإستراتيجية الجديدة حيث ستصل وحدات إضافية الشهر المقبل.لكن تصريحات جونز تشير الى ان العراقيين قد بدأوا على الأقل بالتخطيط لذلك الاحتمال بمساعدة الأميركيين، وقال انه من الصعب توقع مستويات العنف التي قد تواجهها القوات الأمنية العراقية في المستقبل.ميدانياً قتل تسعة جنود أميركيين في هجمات متفرقة بالعراق في تصاعد جديد للمواجهات تزامن مع تفجير هز مدينة مندلي شرق بغداد أسفر عن 20 قتيلا ونحو 30 مصابا.وأوضح الجيش الأميركي أن سبعة من جنوده سقطوا قتلى في أربع هجمات, دون أن يشير إلى مواقع محددة للمواجهات التي قال إنها اندلعت الثلاثاء في محيط بغداد.كما اعترف في غضون ذلك بمقتل اثنين من المارينز وإصابة ثلاثة آخرين في مواجهات بالأنبار غربي العراق قبل ظهر امس ألأربعاء.وفي تطور آخر عثر على جثة بملابس جندي أميركي في نهر الفرات جنوب بغداد، دون أن تؤكد القوات الأميركية ما إذا كانت لأحد الجنود الثلاثة الذين فقدوا في المنطقة قبل 11 يوما أم لا.في غضون ذلك دوت أصوات عيارات نارية وانفجارات في وسط بغداد ظهر امس، في حين أشارت تقارير أمنية إلى إحباط عملية خطف جماعية في منطقة جسر السنك الذي يربط بين ضفتي نهر دجلة.كما حلقت مروحيات من طراز "أباتشي" فوق المنطقة فيما كانت تسمع أصوات انفجارات كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد.وقال مصدر أمني إن مسلحين حاولوا تنفيذ عملية خطف جماعية لكن قوة من الجيش العراقي أحبطتها فتوجه إلى المنطقة رتل يضم أربع مدرعات كانت تلقي في طريقها قنابل دخانية.وقد أغلق جسر "السنك" القريب من منطقة المواجهات فيما شوهد المارة يركضون خارجين من المنطقة عبر جسر آخر.من جهة أخرى قتل 20 عراقيا على الأقل وأصيب نحو 30 آخرين في هجوم انتحاري استهدف مقهى وسط مدينة مندلي شرق بغداد في محافظة ديالى, وذلك في وقت اعترف فيه الجيش الأميركي بمقتل اثنين من جنود بالأنبار والعثور على جثة ثالث بالفرات.وأوضحت مصادر الشرطة العراقية أن الانتحاري الذي نفذ هجوم مندلي كان يرتدي حزاما ناسفا، مشيرة إلى أن المنطقة التي وقع بها الهجوم تسكنها غالبية من الكرد الفيليين الشيعة.ويأتي هذا الهجوم بعد خمسة أيام من مقتل 16 كرديا في إحدى القرى في محيط مندلي (100 كلم شرق بغداد) الواقعة قرب الحدود مع إيران.وفي تطور آخر عثرت الشرطة العراقية على نحو مائة جثة قتل أصحابها في أنحاء متفرقة من ضواحي العاصمة في الساعات الماضية, في مؤشر على تصاعد جديد للعنف منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية في بغداد منتصف فبراير الماضي.ولقي عشرات من العراقيين مصرعهم في هجمات متفرقة بالعراق خلف أعنفها 25 قتيلا ونحو 60 جريحا عندما انفجرت سيارة مفخخة قرب سوق شعبية في حي العامل غربي بغداد.من جهة أخرى حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مما سماها مخاطر التدخل الخارجي في شؤون بلاده. وقال المالكي وهو يقدم بيانا بما قامت به حكومته بعد عام من توليه المسؤولية إن مواجهة ما سماه الإرهاب ستكون "طويلة ومفتوحة".وقال المالكي في كلمة وجهها عبر تلفزيون العراقية إن عام 2006م "كان اختبارا حقيقيا لإرادة الحكومة والشعب وكان يمثل مفترق طرق، إما أن يبقى العراق موحدا ونسيجه الاجتماعي متماسكا قويا أو أن ينزلق إلى حرب طائفية"، مشيرا إلى أن النجاح في تجاوز هذا الخطر تطلب تضحيات كبيرة.