ورحل .. هامة من هامات العلم والمعرفة والثقافة في عدن؟!قرأت خبراً في صحيفة الأيام في عدد يوم الإثنين 15 /4/ 2008م بأن صحة الأستاذ عبدالله فاضل في حالة حرجة وفي صباح اليوم نفسه كنت متواجداً في مكتب رئيس جامعة عدن التقيت الأخ الأمين العام للجامعة وسألته هل ذهبتم لزيارة الأستاذ عبدالله فاضل فارع في المستشفى بعد أن كتبت الأيام صحته في حالة حرجه .. وهنا التفت إليّ الأخ الأمين العام والدموع في عينيه .. البقاء في حياتك ياأستاذ إسكندر تعيش أنتَ؟!... أي أن الأستاذ فارع قد رحل من بيننا وكانت صدمة أكبر! لقد رحل أستاذنا وحبيبنا عبدالله فاضل فارع.- إن الحديث عن هذا الرجل العملاق طويل وذو شجون ... فهو المعلم وهو الأب وهو الصديق الصدوق.. لقد كانت تربطه بأسرتي وعلى رأسها والدي صلة وطيدة حيث كان يأتي إلى مكتب الأستاذ إدريس أحمد حنبلة والذي كان بجوار منزلنا وتجمعهم ساعات من الحديث في الثقافة والفكر والأدب والشعر ومعهم الأستاذ / محمد سعيد جرادة رحمهم الله .. حيث كان له الفضل في توظيف الأستاذ إدريس حنبلة كمدرس في ثانوية عدن بعد أن علم بحالته المادية الصعبة عندما كان الأستاذ فارع وكيلاً لوزارة التربية والتعليم في حكومة الاتحاد آنذاك. وقد عرفت أثناء جلوسي معهما وأنا شاب بأنه من مؤسسي الحركة المسرحية في مدينة عدن أسوة بوالدي عبده قاسم رحمهما الله.- لقد تبوأ الأستاذ عبدالله فاضل فارع رحمه الله عدة مناصب قيادية في التربية والتعليم وكان يتكلم ثلاث لغات العربية والفرنسية والإنكليزية وشاعراً له مؤلفات في الأغنية العاطفية وأولها “بروحي وقلبي” لحنها وغناها له الفنان الكبير “محمد مرشد ناجي” ولم نعد نسمعها من إذاعة عدن حتى اليوم وغنى له الفنان الكبير “إسكندر ثابت” أيضاً أغنية مشهورة بعنوان “قم من النوم وأترك الهم عنك” وكان فناناً في مادة التجليد والخط العربي حيث كان يدرسنا هذه المواد في ثانوية عدن Junlor secondary school وكان بجانب دار الأيام آنذاك حينما كان مدير المعارف الأستاذ حامد الصافي ومدير الثانوية بعد كلية عدن Aogn collage الأستاذ إبراهيم روبليه وكان نائباً ومدرساً.- لقد عاش أستاذنا فارع فقيراً ومات فقيراً مدقوقاً حتى العظم ولم يمد يده لأحد من المسؤولين طيلة حياته حيث كان والده فاضل فارع رحمه الله يعمل مراسلاً في بلدية الشيخ عثمان ولم يخلف له شيئاً غير الأمانة والشرف وعزة النفس وهو خال الأستاذ / رياض شمسان والأخت نجلاء شمسان ولم يلتفت إليه أحد من المسؤولين طيلة حياته ودليلاً على ذلك حينما كان يشكو لي، بأن سقف بيته سوف ينهار ولا يملك قيمة المواد التي سيرممه بها وكان الأستاذ طه أحمد غانم محافظاً لعدن آنذاك وكتبت عموداً حول ذلك في صحيفة 14أكتوبر «ولكن مغني بجنب أصنج»!! .. هكذا عاش أستاذناً الفاضل عبدالله فاضل فارع حياة بؤس وفقر وظلم طيلة حياته وخاصة في فترة الحكم الشمولي وعاش بقية حياته مستشاراً في جامعة عدن إلى حين رحيله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته “إنا لله وإنا إليه راجعون”.