القاهرة/14اكتوبر/ مشيرة عكاشة:القراءة الرقمية في ظل تطور تكنولوجيا الاتصال أصبحت منافساً قوياً للقراءة الورقية خاصة أنها تتمتع بالكثير من المميزات التي تجعلها دائماً تتبوأ مكانة كبيرة وأهمها رخص تكلفة هذه القراءة وتنوعها من حيث مجالاتها ومصادرها .. هذا ما أكده الحضور في ندوة المجلس الأعلىللثقافة عن القراءة الرقمية مؤخراًوقال الكاتب حسام عبد القادر: إن القراءة بشتي طرقها هي الوسيلة الأساسية للحصول على المعرفة، وبدونها لا يمكن لأحد التواصل مع الآخر.. ولكن هناك تطورات كثيرة لحقت بالقراءة، فبعد أن كانت تتم بالشكل التقليدي من خلال الكتاب المطبوع أو الصحيفة تحولت تدريجياً إلي نوع جديد من القراءة وهي القراءة الرقمية التي تتم الآن من خلال وسائط تكنولوجية وظهر الكتاب الإلكتروني وهو عبارة عن جهاز مستقل في حجم كف اليد وربما حمل عدة كتب ويهمل من خلاله التصحيح والبحث وهناك أيضاً الرسائل الإخبارية علي الموبايل والبريد الإلكتروني.وأضاف عبد القادر أن عناصر القراءة الرقمية كلها محفزة علي القراءة علي عكس ما يظن البعض، فبعد أن كان الفرد يذهب ليشتري الجريدة أو الكتاب ليتعرف علي خبر جديد أو موضوع متابعة أو قراءة رواية جديدة أصبح كل هذا في متناول يده من خلال الشبكة العنكبوتية، وهناك خصائص عديدة تميز القراءة الرقمية مثل رخص سعرها، فتكاد تكون مجانية في ظل سهولة الاتصال بالإنترنت وسهولة الاستخدام والتصفح وسهولة البحث بالإضافة إلي تنوع المصادر في المادة، المقروءة، حيث يمكن للقارئ الاطلاع علي نفس الخبر من عدة مصادر صحفية في الوقت نفسه مما يؤكد له صحة الخبر من عدمه بالإضافة إلي جميع تفاصيله.وأضاف أن هناك خلافاً دائماً بين فريقين حول تأثير الوسيلة الإلكترونية علي الوسيلة المطبوعة من كتب وصحف، وتساءل هل ستنهي الوسيلة الإلكترونية الوسيلة المطبوعة·وأشار إلي أن ظهور وسيط إعلامي جديد لا يمكن أن ينهي الوسيط الموجود، بل يضيف مكاناً جديداً وموقعاً وسط الوسائط المختلفة، مثلما حدث مع التليفزيون الذي لم يقض علي الإذاعة، وبالتالي فإن الكتاب المطبوع والصحيفة المطبوعة لن يختفوا ولكن سيكون في المستقبل وسيط إعلامي له وظائف محددة لن تكون مثل وظائفهما الآن.[c1]مقتضيات العصر[/c]وعن الميول الإلكترونية لدي الأطفال قالت هبة محمد إسماعيل رئيس قسم التزويد بجمعية الرعاية المتكاملة : إن المرحلة الراهنة تشهد اهتماماً كبيراً ومتزايداً بتشجيع قراءات الأطفال المطبوعة والإلكترونية، وإن اتسمت القراءات الإلكترونية بأهمية خاصة وفقاً لمقتضيات العصر، ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد حجم الإنتاج الفكري المخصص للأطفال والمنشور علي أقراص مدمجة أو علي شبكة الإنترنت، فقد أتاحت العديد من المواقع كتباً إلكترونية مجانية مخصصة للأطفال.وأضافت أن الكتاب الإلكتروني يختلف عن الكتاب المطبوع في نواحي كثيرة ولكنه يتشابه معه في احتوائه علي قائمة محتويات وعلامات للصفحات وشروح وملاحظات هامشية، بالإضافة إلي احتماله علي مزايا البيئة الإلكترونية، كالوسائط الفائقة أو الوسائط المتعددة، وصور رقمية ورسوم متحركة وروابط النص الفائقة.[c1]تحولات جذرية [/c]وحول الإبداع الأدبي الرقمي قال السيد نجم عضو اتحاد الكتاب المصريين : شهد العقد الأخير من القرن الماضي أول قصيدة، وأول رواية رقمية عالمياً وعربياً حتي أوائل القرن الجديد وبرز السؤال حول طبيعة النص الرقمي وهويته مع ضرورة البحث عن جوانب النقد والناقد الرقمي الجديد، وقبل الجميع ماذا عن القارئ والمتصفح، فهل من اشتراطات للقارئ الجديد وللقراءة؟وأضاف أن وسائل التقنية الرقمية هي الصورة والصوت واللون والرسم والحركة ثم تأتي الكلمة في النهاية، وهو ما يعني أن النص الرقمي متعدد الأدوات ومتنوع يخاطب الأحاسيس والمشاعر ولم يتخل عن العقل، وتعد الصورة الأكثر تداولاً في التقنية الجديدة، فالصورة الرقمية المولدة بالكمبيوتر، فقد أدت إلي تحولات جذرية من الثقافة الإنسانية نظراً لدورها كمعلومة، مع سهولة الحصول عليها والتعامل معها، وتخزينها واستخدامها.وعن ملامح البلاغة الرقمية قال إنها تعني فن الإقناع فن وسائل الإعلام الإلكتروني وهي هنا تهتم بالعلاقة بين الصورة والنص، فالصورة في البلاغة المرئية تعبيرات عقلية عن المعني الثقافي، وتخضع لبعض الاعتبارات لأن قارئ الإنترنت هو كاتب أيضاً، والقراءة بالمعني التقليدي ليست شرطاً وحيداً لما يحدث عندما نطالع نصاً إلكترونياً، لأن ما يقرأ لم يعد بنية خطير بالضرورة كما لا نشتغل الكلمات في وسط الإنترنت بالطريقة التي اعتدنا عليها، بل تذوب مع المحتوي في التصميم المرئي، سقطت سطوة الكلمات التي ترجع إلي مسيرة الأبجدية الصوتية، والتتابع المنطقي للجمل، تراجعت أمام سطوة الأيقونات والصور المحملة بالانكسار والانفعالات.واختتم كلامه بأن للتكنولوجيا تأثيراً إيجابياً علي القراءة، منه اختصار المادة المقروءة، ففي الرسائل الإخبارية يتم الاكتفاء بعنوان الخبر، وفي شرائط الأخبار في المواقع الإلكترونية، فلم يعد هناك وقت للقارئ لقراءة مادة إخبارية مطولة عن أي موضوع يريد معرفة نتيجة مباراة مثلاً دون الخوض في التفاصيل وطريقة اللعب، نفس الأمر أيضاً علي الإبداعات من القصص والشعر والروايات، فأصبحت القصيدة قصيرة، وظهرت القصص القصيرة جداً، كما يقل حالياً كتابة الروايات إلي حد كبير والمكتوب منها صفحاته أقل كثيراً عما كنا نقرأ في الماضي، بالإضافة إلي استخدام التقنيات الحديثة المساعدة علي القراءة مثل استخدام برامج الجرافيك المتنوعة واستخدام خاصية الروابط (Links) في الفن القصصي مثلما قدم الأديب محمد سناجلة نظريته عن الأدب الافتراضي وقام باستخدام برامج وصور تساعد القارئ علي تخيل الجو الذي يعييش فيه بطل القصة أو الرواية، وهو ما طور من القراءة وأضاف إليهما وجعل القرائ يعيش داخل ما يقرأ ويتفاعل معه.