في الجزء الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء يقع حوض عمران على بعد ثمانية وأربعين كيلومتراً وترتفع أرضيته التي تتكون من الصخور البركانية بين (2100- 2300) متراً فوق سطح البحر وميزته أنه عريض نسبياً من أجزائه الجنوبية ويزداد ضيقاً في الاتجاه الشمالي ويغطي تجمعه المائي مساحة تقدر بـ (1280) كيلومتراً مربعاً أي ما يعادل حوالي ثلاثين هكتاراً تنتشر فوقه 2600بئر إرتوازية وهذا الكم الهائل من الآبار تجعله عر ضة للنضوب دون أن يشعر المواطنون بحجم الكارثة بينما تحاول الدولة معالجة استنزاف المياه قبل أن يقع الفأس على الرأس.لمعرفة كيفية المعالجة التقت الصحيفة بالأخ عبدالرحمن المعلمي مدير عام الهيئة العامة للموارد المائية فرع عدن:مشكلة المياه في اليمن أصبحت تشكل أهم وأخطر المشاكل التي تواجه البلاد على الاطلاق... وهي ليست محصورة على منطقة بعينها لأن جميع الأحواض المائية باتت مهددة بالنضوب وقد وصلت إلى الحد الحرج نتيجة الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية وفي جميع الأحوال فإن مشكلة المياه ستصل إلى نقطة حرجة تهدد جميع أشكال الحياة مهما كانت التدخلات ما لم يتم النظر إلى المشكلة بصورة متكاملة الاستنزاف للمياه الجوفية حيث إن نسبة تتراوح ما بين 30-60تقريباً من المياه الجوفية المسحوبة من الأحواض مياه مهدورة غير مستفاد منها خاصة القطاع الزراعي وبالتالي فإن التدخل من أجل تخفيف نسبة الفاقد من المياه الجوفية سيعمل على مضاعفة الفترة الزمنية التي يمكن أن تصل مشكلة المياه إلى نقطة نضوب المياه.. ولكن ذلك مرتبط بعدم التوسع الزراعي لاستغلال المياه التي يمكن توفيرها ولتفادي حصول ذلك لابد من إيصال مستخدمي المياه وخاصة في القطاع الزراعي إلى إدراك تام بتلك العواقب ودفعهم للعمل صوب الترشيد والتقنين من خلال التوعية المكثفة وتنظيمهم بصورة تجعل منهم يعملون بصورة فعالة وإيجابية في الحفاظ على المياه وقد بدأت هيئة الموارد المائية بالتعاون مع هيئة التنمية الألمانية بالعمل على تنظيم استخدام المياه في حوض البون المائي بالمحافظة وبعد أربعة أشهر من العمل المتواصل كانت النتائج سلبية لعدم تجاوب المواطنين وتخوفهم خاصة أهالي ذعوان وعدان من مديرية عيال سريع ولذا رأى المشروع التعاوني اليمني الألماني أن التعاون مع مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة الذي يقدم دعم لمستخدمي المياه وربط هذا الدعم بتنظيم استخدام المياه والذي يمكن أن يعمل على إنجاح التنـظيم.. ولكن هذا النجاح سيكون مؤقتاً ومرتبطاً بالحصول على هذا الدعم وبعد ذلك سيعود الوضع المائي كما كان عليه فالمشكلة هنا إيجاد آلية مناسبة لتنظيم مستخدمي المياه وربط هذا التنظيم بكافة شرائح المجتمع إلى جانب وضع أهداف واضحة قابلة للتنفيذ لهذا التنظيم وتحقق فوائد ملموسة لمستخدمي المياه.. كما ان المشروع يسعى أيضاً في هذا الاتجاه ومن ضمن شروط تقديم الدعم للمزارعين بقصد عدم توسعه في الزراعة واستهلاك المياه التي سيوفرها في التوسع الزراعي وعندها سينطبق المثل (وكأنك يا أبا زيد ما غزيت).. وبناءاً على هذا التصور كان لابد من توحيد الجهود بين كل الجهات العاملة في هذا المجال حيث عقدنا عدة لقاءات بين الوحدة الحلقية الشمالية لمشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربية وفرع الهيئة العامة للموارد المائية محافـظة صنعاء وعمران وهيئة التنمية الألمانية للوصول إلى آلية مناسبة لتنظيم مستخدمي المياه مع الأخذ بجميع الاعتبارات والعناصر الثانوية الرئيسية الاتي يمكن أن تساهم في إنجاح المشروع وتحافظ على ديمومته واستمراره.اهداف التنظيم الأهداف الرئيسية لتنظيم مستخدمي المياه والشرائح المستهدفة تكمن في العمل على الحفاظ على المياه الجوفية من خلال الحد من الاستنزاف الجائر عن طريق ترشيد استخدام المياه ودفع مستخدمي المياه إلى تبني إدخال النظم الحديثة لاستخدام المياه الجوفية والتي تعمل على تخفيض نسبة الفاقد الكبير من المياه الجوفية والوصول بمستخدمي المياه إلى تحقيق أعلى عائد اقتصادي لوحدة المياه في وحدة المساحة وعدم التوسع في المساحة الزراعية الأفقية واستنزاف كميات المياه التي يمكن توفيرها من جراء إدخال أنظمة نقل المياه وشبكات الري الحديث مع العمل على تأهيل مستخدمي المياه لإدارة موارد المياه بصورة ذاتية وتحقيق رقابة ذاتية على استخدام المياه وإيجاد بدائل زراعية مناسبة بيئياً وتحقق مورداً اقتصادياً جيداً وبأقل متطلبات مائية ممكنة وإيصال مستخدمي المياه إلى قناعة تامة بضرورة تطبيق القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالحفاظ على المياه والعمل في سبيل تطبيقها بأي وسيلة أما الشرائح المستهدفة هي شرائح مستخدمي المياه والعناصر المؤثرة فيها أهمها مستخدمو المياه في القطاع الزراعي وتمثل أهم شرائح المجتمع ومستخدمو المياه لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية ومستخدمو المياه للأغراض الأخرى مثل الصناعة هذه الشرائح الثلاث لا يمكن التوجه لها بنفس آلية وبنفس الاسلوب التنظيمي.. وهناك عناصر رئيسية وثانوية تعمل على إنجاح أي عمل تنظيمي لمستخدمي المياه أو إفشاله وعدم الأخذ بالاعتبار هذه العناصر فإن العمل سيكون غير مجدي وهذه العناصر هي مؤسسات الدولة ذات العلاقة بالمياه والمجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية والدينية والسياسية التي من خلالها يمكن التخاطب مع الشرائح المستهدفة وتنظيمها وعدم الوصول معها إلى قناعة بضرورة تنظيم مستخدمي المياه فإنهم سيتحولون إلى عوامل إفشال لأي تنظيم مهما كان سليماً وفعالاً.وفق ما تقدم كان يجب علينا تكوين سلسلة تنظيمية هرمية قمتها صانعو القرار وقاعدتها مستخدمي المياه بكل شرائحه وهذا يستهدف العمل على تنظيم استخدام المياه من البئر المشتركون بها وصيانة المحركات بصورة منظمة وتوعية مستخدمي المياه بالوضع المائي لمصدر المياه المشتركون به وتوضيح الصور الحقيقية للوضع الذي قد يؤل إليه مستقبلاً وتوزيع الدعم الذي قد يحصلون عليه سواء من الوحدة الشمالية لمشروع الحفاظ أو من أي مصدر آخر بصورة عادلة ومفيدة لهم جميعاً أما قيادة مجموعة مستخدمي المياه تتكون من ثلاثة أشخاص يتم اختيارهم من الجمعية العمومية لمجموعة مستخدمي المياه يربط هاتين المجموعتين تنظيم وسطي لمستخدمي المياه في القطاع الزراعي بجمعية الحفاظ على المياه وتتكون الجمعية العمومية لجمعية الحفاظ على المياه.. من مجموعة قيادات مجموعات مستخدمي المياه في المديرية بحيث لا يقل مجموع هذه القيادات واحد وثلاثين عضواً إضافة إلى الشخصيات الاجتماعية والدينية والسياسية المؤثرة بحيث لا يشكل مجموع هذه الشخصيات 05 من أعضاء الجمعية العمومية المشكلون من قيادات مجموعات مستخدمي المياه. ويكون هدف الجمعية العمل على التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه كما اسلفت بما يتلاءم وكميات المياه المتوفرة وآثارها على التنمية الزراعية والمساهمة مع الجهات المختصة في تنظيم عملية حفر الآبار بما يتلاءم ومتطلبات التنمية وعلى الجمعية متابعة الجهات الحكومية وغيرها من الجهات والمنظمات غير الحكومية التي يمكن تقدم دعم للمنطقة في سبيل الحفاظ على المياه وتأمين البدائل.وإننا نعول على دور المجلس المحلي في إنجاح المشروع نظراً لأهمية دورها كون المجلس المحلي يمثل كافة شرائح المجتمع وهو قادر على تذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر بين الفريق الميداني المشترك والمجتمع المحلي فقد رأينا ضرورة انعقاد اللقاءات لتوضيح أهداف البرنامج بغرض الحصول.