جانب من الندوة
تونس / متابعات:قدمت ثلة من ابرز شعراء تونس باللهجة العامية إضافة إلى الشاعر المصري سيد حجاب يوم الأحد عكاظية في الشعر العامي وذلك بفضاء التنشيط بقصر المعارض بالكرم وتندرج هذه التظاهرة ضمن الأنشطة الثقافية للدورة 26 لمعرض تونس الدولي للكتاب الملتئمة من 25 أبريل إلى 4 مايو 2008 . ويأتي الاحتفاء بالشعر الشعبي تقديرا للمبدعين في هذا المجال وتثمينا لجهودهم وتأكيدا لأهمية هذا الجنس الأدبي في تراثنا العربي وقد افتتح هذه التظاهرة مجموعة من ابرز الأسماء الشعرية في هذا المجال وهم الشاعر الجليدى العويني ومحمد غزال الكثيرى والطيب الهمامي وبلقاسم عبد اللطيف وجابر المطيرى والفاهم سعيد ومحمد نجيب الذيبي والشاعرة أم الخير العيساوى الذين قدموا نصوصا تفاعل معها الجمهور الحاضر تفاعلا كبيرا.وأكدت هذه النصوص تطور الشعر العامي الذي أضحى جنسا أدبيا وأداة توثيقية تدون الوقائع وتعبر عن أحلام الناس وآلامهم وشواغلهم فضلا عن انه حمال للمعاني وملتصق بمشاعر ناطقيه ومعبر عن الهويات وملامس لدواخل الروح . وفي نفس السياق قدم الشاعر المصري سيد حجاب الملقب بشاعر الفقراء مداخلة حول الشعر العامي بين فيها انه إبداع أفراد متميزين وتعبير عن الذوات يعكس رؤية وموقفا من الوجود مؤكدا تفضيله تسمية “الشعر العامي” ورفضه تسمية “الشعر الشعبي” كما قام بقراءة في الشعر المصري العامي فارجع ظهوره إلى امتزاج العربية الكلاسيكية والعربية الوافدة ليخلق بذلك لغة جديدة وإيقاعا مغايرا وإبداعا بلغات مهجنة . وتطرق إلى الشعر الحديث والنقلة التي أحدثها إذ لم يعد الشاعر يرصد الوجود من الخارج بل أصبح يرصد تجربته الذاتية وخلص الشاعر سيد حجاب في قراءته لمسار القصيدة العامية في المشرق العربي إلى وجود روابط ونقاط مشتركة بين الشعر الشعبي التونسي والشعر الشعبي المصري من ذلك الغنائية التي تميزه والمتمثلة في الإيقاع والوزن اللذين يحيلان على الطبيعة البدوية والهواجس الإنسانية. وختم الشاعر المصري مداخلته بإلقاء عدد من قصائده التي تجاوب معها الحاضرون . ويعتبر سيد حجاب احد أهم الأعلام الشعرية العربية في الكتابة باللهجة العامية وهو من مواليد مدينة المطرية بالدقهلية بمصر وقدم عددا من البرامج الإذاعية والشعرية وشارك في ندوات وأمسيات شعرية وأعمال تلفزيونية ومن بين من لحنوا له عمار الشريعي وعمر بطيشة وبليغ حمدى كما غنى من كلماته كل من علي الحجار ومحمد منير وسميرة سعيد وعفاف راضي وغيرهم وتحصل على الجائزة اليونانية الدولية باسم شاعر اليونان الكبير كافافيس . وتوج هذا اللقاء بحفل موسيقي غنائي أحياه نجم الغناء البدوي بلقاسم بوقنة” أصيل دوز “ قدم فيه نماذج من المدونة التراثية للجنوب التونسي عكست قيم البداوة والمشاعر الإنسانية بصفة عامة .