بعد (4) عقود على وقوعها
[c1]* يمنيون كان لهم شرف المشاركة في احداثها[/c]فضل علي مباركلم تكن اليمن بمعزل عن أشقائها مما حدث يوم 5 يونيو حزيران 1967م فقد هبت حكومة وشعباً لمؤازرة الدول العربية وجيوشها التي كانت في خندق المواجهة ضد العدو الصهيوني ولم يقتصر ذلك على الدعم السياسي والمعنوي بقدر ما كان هناك العشرات من اليمنيين الدين كانت لهم بصمات بشكل او بأخر في حمل السلاح وكانوا جنوداً بواسل تحت أمرة القيادة العربية للذود عن حياض الأمة وكرامتها ضد عدو غاشم.وكان لابد - واليوم تمر أربعة عقود على ذلك اليوم الأسود الذي جر بعده ويلات متفاقمة على العرب يوماً اثر آخر - كان لابد أن نبحث عن نفر من أولئك الذين كان لهم شرف الإسهام.وتجشمت 14 أكتوبر عناء الترحال إلى مناطق ردفان ويافع بحثاً من شاركوا حيث وجدنا ان أبنا تلك المناطق إضافة الى مناطق أخرى كانوا أكثر المشاركين وقد اكتفينا بالتقاء أربعة من هؤلاء لنقدم نموذجاً ليس إلا.[c1]مفخرة لليمن[/c]يقول ثابت ناجي جباري بن ظبي كنت من ضمن المشاركين في حرب 5 يونيو 1967م وان كانت مشاركتي محدودة لكنني اعتز بها جداً باعتبارها في الأخير لاتعد مشاركة شخصية بقدر ماهي مفخرة إلى جانب زملائي ورفاقي الآخرين باسم اليمن.وعن كيفية ذهابه إلى مصر قال:كان هناك تنسيق بين قيادة جبهة ردفان والقيادة المصرية المتواجدة في تعز معسكر صالة حيث كنا نتلقى تدريبات في إطار القطاع الفدائي وكان الاتفاق على كيفية طرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن المحتل ولان هذا الأمر يحتاج إلى مقاتلين مدربين ومؤهلين يجيدون استخدام كافة أنواع الأسلحة كان لابد من تأهيل عدد من المناضلين ومن هذا المنطلق طلبت جبهة ردفان الشرقية ومقرها كنظارة من عدد من الشباب الانخراط في الجبهة وحضر إلينا شخص يدعى محسن حسين اخبرنا انه مطلوب شباب لغرض سفرهم إلى مصر للتدريب والعودة لمقاومة المستعمر البريطاني وتجمعنا نحو أربعين فرداً من منطقة ردفان وحواليها بعد إن تم منع آخرين من السفر وكانت أعمارنا تتراوح مابين 20-15 عاماً وفي مقر جبهة ردفان استقبلنا الأخ المناضل قاسم بن قاسم الداعري وسلم كل فرد منا خمسة عشر ريالاً وبعدها توجهنا عبر يافع والبيضاء حتى وصلنا تعز وكان مسؤول المجموعة السيد عبدالله حسن وعند وصولنا تعز استقبلنا المناضل محمود ناصر الداعري احد قادة الكفاح المسلح ومسؤول التنسيق مع المصريين وسلم لكل فرد منا عشرين ريالاً لشراء الأغراض الشخصية وبعدها ثم نقلنا إلى منطقة صالة مركز تجمع القوات المصرية وبعد إجراءات الفحص الطبي والفرز والتوزيع إلى مجموعات واللقاء بقائد المعسكر النقيب إبراهيم عزت سافرنا إلى صنعاء ومنها إلى الحديدة وعبر ميناء الحديدة تحركنا على ظهر سفينة الى قناة السويس وبالقرب من قناة السويس توفى علينا في الطريق الأخ مثنى سالم احمد لإصابته بمرض الحصبة وعناء السفر وتم نقلنا من ميناء السويس عبر القطار الى معسكر المعادي على الشريط الصحراوي المحاذي للإسماعيلية وكان ذلك في بداية العام 1967م.[c1]استعداداً للمهمة[/c]من جانبه يقول المناضل سيف ثابت العكيمي عن ظروف ودواعي رحلتهم إلى مصر العروبة بعد انتصار ثورة (26 سبتمبر 1962م) وسقوط نظام الإمامة كان لابد ان نكمل المشوار بطرد الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن وكان لابد ان نكون على كامل الاستعداد لهذه المهمة من جميع الجوانب وكان لابد من التدريب والتأهيل ولذا عملت القيادة المصرية في اليمن بالتنسيق مع جبهة التحرير على ضرورة إيفاد مجموعة من الشباب للتدريب في مصر وبعد تجمعنا في معسكر صالة قسمنا الى ست كتائب كل كتيبة تضم ثلاث فصائل.وأضاف عند وصولنا عبر طريق البحر الى مصر نقلنا الى معسكر المعادي وكان قائده آنذاك مصطفى محمود سامي وفي هذا المعسكر تلقينا تدريبات على أسلحة الرشاش والبرن والمدافع وزراعة الألغام وأسلحة أخرى وعلى قيادة السيارات وكانت التدريبات مكثفة [c1]* وعندما قامت الحرب يوم (5 يونيو - حزيران) أين وكيف كان وضعكم؟[/c]يقول سيف العكيمي الذي فقد حاسة السمع كضريبة لنضاله جراء انفجار قذيفة على مقربة منه كنا صبيحة يوم 5 يونيو في معسكر المعادي نتلقى تدريباتنا ومع بلوغ نبأ هجوم العدو الإسرائيلي ارتفعت درجة الاستعداد القتالي في المعسكر إلى أعلى مراتبها وكان هناك قصف كثيف على المعسكر وأسقطت القوات المصرية إحدى طائرات العدو بالقرب من المعسكر وتم اسر قائدها.فيما يقول المناضل ثابت الجباري عن ظروف وإحداث 5 يونيو في الحقيقة نحن فوجئنا بحرب 5 يونيو حيث كان طيران العدو الإسرائيلي يقصف سيناء ومطارات مصر وعمل القادة المصريون الموجودة في معسكر المعادي على إعطائنا التعليمات والأوامر العسكرية بالخروج من المعسكر الذي يتعرض لقصف كثيف وكانت كلمة السر (احمر ساعة تاريخه) ودون صافرات الإنذار وتحركنا إلى الخنادق التي كانت مجهزة جوار المعسكر والتي قمنا بحفرها نحن أفراد المعسكر [c1]* وكيف تحددت مشاركتكم في الحرب؟[/c]طلبنا من القيادة في المعسكر ان نخوض الحرب الى جانب إخوتنا في الجيش المصري وجاء ردهم بأننا فعلاً نشارك بدور في هذه الحرب وليس بالضرورة ان يكون الجميع في جبهات القتال الأمامية فقد اخبرونا بأن نكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ حيث وقد كنا بالقرب من العدو وتم تعزيزنا بفيلق عسكري مصري ناحية صحراء سيناء وقد ضمت إلينا بعض القوات المصرية للاحتياط.[c1]حالة حرب* وكيف تصف الوضع في مصر آنذاك؟[/c]يقول سيف العكيمي كانت مصر جميعها في حالة استعداد قتالي عالٍ حيث انضم إلينا في المعسكر العديد من المواطنين للتعبئة العامة والاحتياط كمتطوعين للمشاركة في صد العدو الإسرائيلي .[c1]* هل تتذكر بعضاً ممن رافقكم حينها؟ [/c]كثيرون جداً وأتذكر منهم فضل فريد حسين فضل عبدالكريم غازي سيف نصر حسن عبدالله عثمان محسن غالب قاسم شائف راجح عبدالله راجح هيثم صالح غازي سعيد صالح حسين مسعد قاسم اليافعي عاطف احمد سعيد محمد بن محمد الداعري حسين طاهر بشير محسن سلمان وكثيرون لا أتذكرهم.[c1]* ماهومدى تأثير النكسة؟ [/c]تأثير لايوصف بالحزن وكدنا نتفجر غضباً وما زاد الأمر سوءاً قرار الرئيس جمال عبدالناصر بالتنحي وقد خرجنا في مسيرات حاشدة رفضاً لهذا القرار ومطالبة عبدالناصر بالعدول عنه وفعلا جاء الينا عديد من القادة المصريين لتهدئة حالة الغضب في المعسكر واخبرونا أن عبدالناصر سوف يعود إلى ممارسة مهامه كرئيس لكننا لم نصدقهم ولم نوقف المسيرات الاحتجاجية الا بعد ان سمعنا وشاهدنا رجوع عبدالناصر عن قراره بالتنحي حينها شعرنا بفرح غامر وقوة وارتفعت معنوياتنا. [c1]نقطة الانطلاق[/c]اليوم وبعد مرور أربعين عاماً على النكسة ماذا تقولون يقول الجباري كانت تلك الأيام أيام المد القومي على مستوى الوطن العربي وكان شعورنا بالحرية وضرورة التحرر من قوى الاستعمار والاستبداد امراً لارجعة فيه وكان هناك قائد استطاع ان يجمع الأمة حوله وهو القائد جمال عبدالناصر حيث جعل مصر قلعة حاضنة لكل الثوار ونقطة انطلاق لهم أما اليوم فإن الواقع مزر بسبب ضعف قادة الأنظمة العربية حيث يعملون على ضرب أي مقاومة شعبية ويعملون على التفريط بقضايا امتنا في فلسطين والعراق وكل مانتمناه أن تصحو تلك الأنظمة من سباتها إما شعور المناضل سيف العكيمي بعد مرور هذه الفترة فقد عبر عنه بقوله تلك الأيام قبل أربعين عاماً كانت سنوات زخم ثوري ووطني وكنت اشعر عندما اذهب إلى المعركة إنني ذاهب إلى عرس واشعر بالفخر والعزة والكبرياء إما حاضر اليوم فإنه سيء جداً حيث انتزعت الوطنية وأصبح حب الذات هو الطاغي على أنظمتنا العربية بعكس أيام العزة والكرامة.وفي هذه المناسبة وبعد مرور (40) عاماً ومازالت النكسات تتوالى فأنني اطلب من قادتنا التوحد والدفاع عن قضايا الأمة وعدم الارتهان للأعداء كما أجدها مناسبة لاطلب من قيادتنا السياسية الاهتمام بالمناضلين الذين قدموا كل غالٍ ورخيص في سبيل تحرير هذا الوطن وذلك من خلال منحهم رواتب تليق بمواقفهم وما قدموه كي يعيشوا حياة كريمة بعيداً عن حالة التسول إذ لايتقاض المناضل سوى ألف ريال شهرياً.وعلى ضفاف وادي (بنا) بمنطقة العسكرية كان لابد أن نكمل مشوار رحلتنا مع آخرين ممن كان لهم شرف الإسهام ضمن مجموعة اليمنيين المناضلين الذين أوفدوا الى جمهورية مصر العربية للدراسة وقامت حرب (5 يونيو 1967) وهم هناك وقدموا كل ماطلب منهم وكان ممن التقينا بهم المناضل عاطف الذي كان ضمن تلك المجموعة التي سافرت عبرطريق الحديدة يقول عاطف:جاءت نكسة حزيران وكنا حينها طلاباً في الكلية الحربية بمصر وقد أخذنا مواقعنا بحسب تكليف القيادة العسكرية المصرية.ويضيف:ما أراه أنها لم تكن هزيمة بالمعنى ولكنها كانت نكسة لها أسبابها ولعل ما أدى إلى وقوعها هي خيانة داخلية.[c1]* وكيف ترى الوضع بين الأمس واليوم؟[/c]كان العرب حينها يداً واحدة رغم الضربة التي تلقوها في (5 حزيران) ولو قارنا الأمر اليوم لحط علينا التساؤل أين العرب اليوم وأين نحن من تلك الأيام ومدها ووحدتها ووقوفها صفاً واحداً ثرى لو كنا بنفس زخم تلك الأيام هل نسكت على مايحدث اليوم في فلسطين والعراق.[c1]* ماذا تعني؟[/c]المرحلة التي وصلنا إليها هي مرحلة أطماع .. مسألة التوحد أصبحت غير مذكورة والتركيز على القضايا المصيرية للعرب أصبح من الاهتمامات الاستثنائية.[c1]* والحل كيف تراه؟[/c]نطلب من الله العلي القدير أن يوحدهم ويقوي عزيمتهم ونتمنى أن يجتمع القادة العرب على كلمة واحدة في وجه أعدائهم التاريخيين وهم معروفون وان يعملوا على تحرير كما التقينا المناضل عبدالله عثمان محسن الذي تحدث قائلا :كنا ضمن مناضلي الكفاح المسلح في جبهة ردفان وعندما جاء الطلب لأخذ مجموعة من المناضلين للتدريب والتأهيل في مصر كنت ضمن أفراد المجموعة الثانية وقد تفجرت حرب (حزيران 1967م) ونحن كنا في مناورة عسكرية في صحراء بمصر ضمن البرنامج التدريبي للتخرج وعندما كنا عائدين إلى المعسكر أشعرنا القادة المصريين ان هناك هجوماً مباغتاً على الأراضي المصرية وان مصر في حالة حرب مع إسرائيل وطلبوا منا أن نأخذ مواقعنا في تلك الصحراء وبعد أكثر من ساعة طلب منا العودة إلى المعسكر.وطلبنا من مصطفى محمود قائد المعسكر المشاركة في القتال ولكن رد علينا قائلا : انتم تعتبرون حالياً في المعركة ولاتقل مشاركتكم عن الآخرين لان هذا المعسكر في الصحراء وفي موقع متقدم واستعدوا لأي هجوم اول مايطلب منكم.[c1]* وإذا سألناك عن شعورك لحظتها واليوم وانت تتذكر تلك المواقف؟[/c]شعوري يختلف من ذاك الوقت إلى الآن كان مايعزينا حينها أن الشعوب العربية وقادتها متوحدون وكلمتهم واحدة عكس اليوم بما تشهده من تشرذم وتفتت فلو أن ماحدث حينها كان ظروف اليوم لما كان ذاك الالتفاف.[c1]* وماهي دوافع مشاركتكم في الحرب مع إنها ليست بلدكم المستهدفة؟[/c]عندما طلبنا المشاركة في حرب (1967م) كان ذلك نابعاً من شعور قومي قوي لايفرق بين مصر واليمن وسوريا او غيرها من الدولة العربية الأخرى فنحن نرى الوطن العربي وحدة واحدة لاتتجزأ وعلى هذا الأساس كان طلبنا كما كان اشتراكنا عند قيام ثورة (26 سبتمبر) التي ذهبنا للمشاركة فيها كانت شهامة ونخوة.[c1]* وبعد أربعين سنة كيف ترى الموضوع العربي؟[/c](مش كويس) لايوجد أي اهتمام بالقضايا المصيرية للأمة ولاتوجد قيادة حكيمة كلمتها واحدة وموقفها حاسم وحازم تعرف جيداً عدوها ولاتتهاون.[c1]* كثيرون يرون أن مانحن فيه انعكاس لما حدث يوم (5 يونيو)؟ [/c]ليس صحيحاً إن نرمي بكل شيء يحدث اليوم على مرمى نكسة (5 حزيران) .. لماذا أين الهمة العربية الآن نحن أكثر عدداً وإمكانيات لكننا مشتتون وكل بلد في طريق.
اليهود يحتلون المزيد من الاراضي العربية
الجندي إسرائيلي من اوائل من وصل الئ حائط البراق عند احتلال القدس