بقايا نغم
عوض سالم ( عوضين) : بصوته الدافئ الرخيم ، ونغمات عود تتوجع الماً بين الحضور ... تغنىلعيني أم بلقيس[c1] *** [/c]فتوحاتي وراياتي وإنقاذي وأجنحتي[c1] *** [/c]وأقماري وغيماتي لها تلويح توديعي [c1] *** [/c]لها أشواق أوقاتي أشرق وهي قدامي [c1] *** [/c]اغرب وهي مرآتي ايها ينتهي روحي [c1] *** [/c]ومنها تبتدي ذاتي * لتنتهي هذه الأغنية، وتجد تصفيقا حاراً من الحاضرين ، إعجاباً بكلمات هذه القصيدة التي لم تمت وستظل حية في قلب كل أوفياء الوطن، والتي كتب كلماتها العظيمة ( معري اليمن) شاعرنا الكبير “ عبدالله البردوني” رحمة الله عليه ، وصاغها لحناً واداءاً .. فناننا المثقف ( جابر علي احمد) الذي قال فور انتهائه من غناء القصيدة: شكراً جزيلاً لكل الحاضرين.. قيادة ورواد هذا المنتدى طيب الذكر كاسم صاحبه “ الطيب احمد علي” رئيس المنتدى ، على حفاوة استقبالي الرائع .. بمعية أخي المبدع / عبدالله با كدادة مدير عام مكتب الثقافة عدن، وبصراحة اشعر بقمة السعادة وأنا اليوم بينكم ومعكم ، ورغم أني كنت غير مهيأ للغناء بسبب الإجهاد .. إلا أنكم أشعرتموني باني بين أخوتي وأهلي وناسي وهذه حقيقة أقولها حقاً ومن القلب لكم وشعرت بـ( حميمية) بهذا اللقاء الذي اعتز به كثيراً ، وغنيت هذه القصيدة لـ “ البردوني “ العظيم عام 75م قبل تخرجي من المعهد العالي للموسيقى في مصر العربية بكثير ، وحينها كنت ادرس “ الفلسفة” وكنت عاشقاً لهذا الشاعر الكبير رحمة الله عليه ، ( وفجاءة إذا بالفنان والباحث في شؤون الموسيقى العاشق للإبداع / جابر علي احمد) يمسك العود مرة ثانية قاطعاً حديثه ، ليدندن بقصيدة بردونية أطربت رواد المنتدى :تسلياتي كموجعاتي [c1] *** [/c]وزادي مثل جوعي ومما جاء فيها: يا بلادي هذه الربا والسواقي في ضلوعي تنهدات شوادي أنما من أنا.. وليس بكفي مدفع .. والتراب بعض امتدادي ربما كنت فارساً .. لست ادري .. قبل بدء المدى .. مات .. مات جوادي .. يا ندى .. يا حنان أمي الدوالي .. وبرغم يجيب .. من لا أنادي هذه كلها بلادي .. فيها كل شيء .. إلا أنا وبلادي . وما أن انتهى ( الجابر) من الأداء الجميل لهذه القصيدة التي نالت الاستحسان من رواد وضيوف “ منتدى الطيب الثقافي الفني الاجتماعي “ بالمنصورة بعدن حتى قوبل بتصفيق ولا أروع للاختيار الدقيق الذي جسد فيه “ جابر علي احمد” أن ليس كل من يغني أو يعزف على العود بالساحة الفنية الغنائية باليمن يجب أن نطلق عليه ( فناناً - مطرباً) وإنما الفنان يجب أن يمتلك اولاً واخيراً ( ذخيرة متكاملة ) من الثقافة العلمية الخاصة به الخاصة به “ والثقافة الأخرى من النواحي العملية بالموسيقى وأخواتها .. وهذا ما أنجزه هذا “ الجابر” الذي يعتبر الفن ( رسالة) وان كان “ مقلاً” في عطائه الفني الخاص به لأسباب نجهلها لكنه سخر رسالته الفنية “ العامة “ في خدمة الأجيال كفنان باحث في عالم التراث الغنائي والموسيقى الحديثة بوزارة الثقافة ، إنما هذا لا يمنعنا من القول أن فناناً يمنياً مثقفاً بوزن “ جابر علي احمد “ اثبتت الأعوام انه فنان يسبح في عالم (الصعب ) وهذا ما عجز عنه الآخرون !!! كرر الفنان والباحث الأكاديمي في عالم الموسيقى “ جابر علي احمد” كثيراً إعجابه الشديد مع عظيم شكره لقيادة ورواد منتدى “ الطيب الثقافي” برئاسة عميده / الطيب احمد علي ، داعياً العودة الحميدة من رحلة إجراء فحوصاته الطبية بالهند .. إلى جانب بعض رمز المنتدى أمثال : عبدالله مجاهد عبدالله/ عثمان باعباد/ د. عبدالحكيم عزعزي / فؤاد علي سالم / الشيخ طارق / د. خليل إبراهيم / وعبدالله احمد وآخرين ، على هذا اللقاء الحميمي الذي شاركه فيه الأستاذ المبدع / عبدالله باكداده مدير عام مكتب ثقافة عدن حيث جاء لقاء الأحبة من غير ميعاد حرص (الجابر) على عدم الرحيل إلا بعد أن شدا بأغنية جميلة كتب كلماتها “ الباكدادة بعنوان ( عروسة البحر) نقتطف منها هذه الجزئية:... هذا زمانك ياعروس البحر ... يا سر الأمل... يا آسرة كل القلوب .. وكل أسوارك أمان .. مدى الذراع .. ليجر رائحة هذا التراب .. ويعرف .. أن هذا الفؤاد.. والحب يفتح للتآخي .. ألف باب أنت الحبيبة .. يا عدن ... ودان الوداع .. بين الجميع في ساعة صفا مليئة بالحب والوفاء لهذا المنتدى !!