في اجتماعه أمس مجلس الشورى:
صنعاء/سبأ:بدأ مجلس الشورى مناقشاته لموضوع الخدمات السياحية وأهمية تطويرها في الجلسة التي عقدها أمس الثلاثاء برئاسة الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى في إطار الاجتماع الحادي عشر من دورة الانعقاد السنوية الأولى للمجلس للعام الحالي 2007م. وقد استهل رئيس مجلس الشورى الاجتماع بكلمة أكد فيها اهتمام المجلس الذي لم ينقطع أبداً بقطاع السياحة بكل مجالاته باعتباره أكثر القطاعات الاقتصادية غنى بالفرص المعززة للتنمية في اليمن. وعبر رئيس مجلس الشورى في الكلمة عن الأسف البالغ لأن ينعقد اجتماع المجلس في ظل أجواء الهجوم الإرهابي الإجرامي الآثم الذي استهدف مجموعة من السياح الأجانب، عصر أمس الأول الاثنين في محيط معبد اوام بمأرب وذهب ضحيته يمنيان وسبعة أسبان. وقال إن هذا الحدث لم يستهدف فقط الحركة السياحة في اليمن، ولكنه يأتي كما أتت أحداث سابقة مشابهة، في سياق مخطط إرهابي إجرامي يستهدف اقتصاد اليمن ونظامه الديمقراطي ونهجه المعتدل، وهو حلقة في سلسلة التآمر الذي تحيكه التنظيمات الإرهابية والقوى الظلامية في محاولة يائسة منها لإعاقة مسيرة الديمقراطية والتنمية. ومضى قائلاً: وإذ أعبر عن الثقة الكبيرة بمقدرة الأجهزة الأمنية على تعقب العناصر الإرهابية المجرمة التي خططت ونفذت هذا الاعتداء الإرهابي، فإن الرسالة القوية التي يجب إيصالها إلى أولئك المجرمين، هي أننا مصممون جميعاً على المضي خلف قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في مسيرة التنمية والديمقراطية وفي محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله..معبراً عن ثقته بأن اليمن ستنتصر على الإرهابيين ، لأن لدى بلادنا القوي بقائده وبشعبه، من المقومات ما يمكنه من دحر المؤامرات والمخططات الإرهابية الإجرامية والانتصارعليها كما انتصر عليها بالأمس القريب. وشدد رئيس مجلس الشورى على أن التأثيرات السلبية التي سيتركها حدثٌ بهذا القدر من البشاعة و الحقد، على حركة السياحة في اليمن يجب ألاَّ تعطل التحركات الإيجابية التي يشهدها الوطن وتصب في مصلحة تطوير قطاع السياحة..مشيراً إلى أن اجتماع المجلس وحرصه على مناقشة موضوع الخدمات السياحية وأهمية تطويرها إنما يأتي في سياق تلك التحركات والإجراءات، وسيسهم لا شك في إثراء المبادرات والإجراءات المتخذة للنهوض بقطاع السياحة الواعد في بلادنا. ونوه رئيس مجلس الشورى بما تضمنه برنامج فخامة الأخ الرئيس الانتخابي بشأن السياحة والذي انعكس في مصفوفة عمل حكومية هي اليوم قيد التنفيذ، وبما حفل به من موجهات توفر الظروف الموضوعية اللازمة للنهوض بقطاع السياحة، على النحو الذي يمكن هذا القطاع من تعزيز اقتصاد الوطن بعائداته المتوقعة والمضمونة، والمرتكزة على منتج سياحي يتمتع بميزة التنوع في عناصره. وقال إن إنشاء حقيبة وزارية تعنى بالسياحة منذ نحو عامين يعد أحد أهم التحولات المؤسسية التي حظي بها قطاع السياحة.. معبراً عن الثقة بأن الجهود التي تبذلها الوزارة حالياً، ستسهم في إنجاز الاستحقاقات ذات الأولوية والمتصلة بتعزيز البنية الهيكلية والمؤسسية والتشريعية اللازمة للارتقاء بقطاع السياحة. ووصف تلك الاستحقاقات بأنها تمثل عاملاً ضرورياً في تحقيق التوقعات والطموحات التي تضمنتها خطة التنمية الخمسية الثالثة وتوجهات واستراتيجيات وبرامج الدولة الموجهة نحو قطاع السياحة. وقال رئيس مجلس الشورى إن اهتمام مجلس الشورى بموضوع الخدمات السياحية يعبر عن تقديره لما تمثله من أساس جوهري لصناعة السياحة، إذ هي التي تضفي على المنتج السياحي جاذبية وتمنحه مزايا إضافية تجعله أكثر قدرة على المنافسة إقليميا ودوليا.. مشيداً بما تحقق على هذا الصعيد خلال الفترة الماضية والذي يتجسد في عدد من المنشآت الفندقية والسياحية الأخرى الحديثة وفي الأرقام المتنامية للاستثمارات في مجال التنمية السياحية. واختتم رئيس مجلس الشورى كلمته بالتأكيد على الأفق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني للسياحة التي وصفها أيضاً بأنها عامل هام من عوامل تطور المجتمعات وتحقيق التقارب بين الحضارات.. معتبراً بأن توجهات القوى الإرهابية الظلامية، من خلال هجوم الأمس الإرهابي، إنما تستهدف هذه الأبعاد والقيم الرائعة التي تزخر بها السياحة.بعد ذلك قدمت لجنة السياحة والبيئة بمجلس الشورى تقريرها حول الموضوع والذي قام بقراءته الأخوة عبد الحميد الحدي رئيس اللجنة وصالح عباد الخولاني مقرر اللجنة وتوكل المهري عضو اللجنة أعضاء المجلس، حيث تضمن التقرير معلومات ضافية حول حركة السياحة إلى اليمن خلال العقدين الماضيين وواقع الخدمات السياحية في اليمن استناداً إلى نزول ميداني وتقارير رسمية صادرة عن الجهات ذات العلاقة. وأحاط التقرير بجملة التحديات التي تواجه عملية تطوير الخدمات السياحية .. معدداً أربعاً من تلك التحديات التي ترتبط بجهود جذب المستثمرين وزيادة الطلب على المنتج السياحي اليمني، وتعظيم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للسياحة، وصياغة الاستراتيجيات والبرامج المحفزة للسياحة في اليمن.واستعرض التقرير دور وزارة السياحة والجهات المعنية بالسياحة في اليمن، كما استعرض الدور الذي تنهض به الوكالات السياحية، ومتطلبات زيادة تأثير هذا الدور على حجم الحركة السياحية.كما تناول التقرير أوضاع وسائل النقل والمنافذ الرئيسية للبلاد من مطارات وموانئ، بالإضافة إلى استعراض أهمية المتاحف والمدن التاريخية والمواقع الأثرية في جذب السياح والمتطلبات التي يتعين توفيرها من أجل زيادة دور هذه المرافق في تعظيم العوائد السياحية. وتضمن التقرير بالتحليل أبرز معوقات الاستثمار في مجال السياحة، وأبان الأهمية القصوى للترويج السياحي في الأسواق الدولية من أجل زيادة فرصة المنتج السياحي اليمني في القدرة على المنافسة.وتضمن التقرير جملة من التوصيات التي أكدت أهمية العناية بالجانب المعلوماتي وبأهمية توفير الشروط الكفيلة بتشجيع الاستثمار في مجال السياحة، والتوسع في عملية الترويج السياحي، وتوحيد الأوعية الضريبية والرسوم المفروضة على المنشآت السياحية، وإعداد لائحة للتصنيف الفندقي، والاعتناء ببناء وتأهيل الكوادر العاملة في مجال السياحية والمرافق السياحية.كما أوصى التقرير بضرورة توفر التسهيلات المشجعة على السياحة الداخلية وخصوصاً على صعيد وسائل النقل الجوية والبرية، والعناية بالبنية التحتية للسياحة.هذا وسيواصل مجلس الشورى مناقشاته للموضوع في الجلسة التي يعقدها اليوم الأربعاء بمشيئة الله تعالى وكان المجلس قد استمع في مستهل الاجتماع إلى قراءة لمحضر اجتماعه السابق وأقره.حضر الاجتماع الأخوة مطهر أحمد تقي رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية، ومحمد محمد مطهر وكيل وزارة السياحة المساعد، وعبده ناجي الصنوي وكيل الهيئة العامة للتنمية السياحية المساعد وعبيد الحظاء مدير عام التخطيط بالهيئة، وعبد الجبار سعيد الصلوي المدير بوزارة السياحة، وممثلون عن جميعة الوكالات السياحية وشركات السياحة في اليمن.هذا وقد اصدر مجلس الشورى بياناً ادان فيه بشدة الهجوم الانتحاري الإرهابي الإجرامي البشع الذي ارتكبته عناصر إرهابية عصر أمس الأول الاثنين في محيط معبد أوام الأثري بمحافظة مأرب عبر سيارة مفخخة، وأدى إلى استشهاد مواطنين يمينين ومقتل سبعة سياح أسبان.فيما يلي نص البيان : تابع مجلس الشورى بقلق بالغ أنباء الحادث الإجرامي البشع الذي ارتكبته عناصر إرهابية عصر أمس الأول الاثنين في محيط معبد اوام بمحافظة مأرب والذي أدى إلى استشهاد مواطنين يمنيين وسبعة سياح أسبان.والمجلس وهو يقف أمام هذا الحادث الإجرامي الإرهابي البشع، وفيما يناقش موضوع على صلة بالسياحة، يدين بشدة هذا العمل الإجرامي الإرهابي الغادر والجبان، ويعتبره اعتداء على قيم شعبنا اليمني وأعرافه وتقاليده،وإساءة بالغة إلى ديننا الإسلامي الحنيف ، الذي يعتبر قتل النفس البشرية مخالفا لأحكامه وتعاليمه, هذا ناهيك عما يمثله هذا الاعتداء الغادر، من إرهاب وترويع للآمنين من المواطنين والزوار وإقلاق للأمن والاستقرار والسكينة العامة ، وما يلحقه من أضرار بالغة بالاقتصاد الوطني ومصالح اليمن وعلاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة.إن العناصر الإرهابية وهي تقوم بهذا العمل الإرهابي الآثم الذي هدفت من ورائه إلحاق الضرر بالسياحة وبالاستثمار في المجال السياحي ، وأراقت من خلاله دماء وأزهقت أرواحا بريئة وأشاعت الخراب والدمار، إنما تسدي بعمل بهذا القدر من البشاعة والحقد خدمة مجانية لأهداف ومخططات أعداء شعبنا وامتنا العربية والإسلامية .إن مجلس الشورى على ثقة بأن هذا العمل الإجرامي بأبعاده الأمنية والسياسية والاقتصادية سيزيد من تماسك ووحدة جبهتنا الوطنية ، لا كما خطط له المنفذون والمجرمون ومن يقف وراءهم.ويعبر في الوقت نفسه عن ثقته الكبيرة بمقدرة الأجهزة الأمنية على ملاحقة العناصر الإرهابية المجرمة والإمساك بها وتقديمها إلى العدالة وفي إحباط المخططات الإرهابية الإجرامية المضرة بأمن وسلامة واستقرار الوطن، والتعامل مع مدبريها ومنفذيها بحزم وقوة تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى القائل «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم» صدق الله العظيم. إننا في مجلس الشورى واثقون كل الثقة بأن مسيرة الحرية والديمقراطية والتنمية التي يمضي بها شعبنا اليمني العظيم تحت قيادة فخامة الأخ الرئيس /علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ستنتصر على المخططات الإرهابية لأعداء الحياة والحرية والديمقراطية.وعليه فإن المجلس يؤكد أهمية التسريع في الإجراءات الهادفة إلى الارتقاء بقطاع السياحة، وتعزيز إمكانيات المنافسة ، أخذا بالتوجهات العامة للدولة التي أعطت لقطاع السياحة مكانة مهمة ضمن برامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويرى في إجراءات كهذه أفضل رد على مخططات التدمير والهدم التي تقوم بها قوى التطرف والإرهاب وصناع الموت.ولا يسع مجلس الشورى أمام هذا الحادث الإجرامي إلا أن يتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الشهداء والضحايا، ويبتهل إلى الله العلي القدير بأن يجنب بلدنا وشعبنا كل سوء ومكروه. قال تعالى ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) صدق الله العظيم.