الناس .. في مجتمع يستعد لاستقبال شهر رمضان
[c1]انفاقنا على الحلو والسكريات ما يزيد بكثير عن المتطلبات الضرورية [/c]استطلاع/ زكريا السعدي شهر رمضان .. شهر الخير والمغفرة والطاعة، لكنه إلى جانب هذا فهو شهر “الاقتصاد” من حيث زيادة الطلب على السلع الغذائية والاستهلاكية التي أصبحت في هذا الشهر من الضروريات وليس من الكماليات.فشهر رمضان توزع فيه الرحمة والتسامح وحتى الرزق والبركة فيه، وكما قال أحدهم لي وهو يشتري لوازم شهر رمضان حينما سألته أيكفيك الراتب؟! أجابني قائلاً: “رمضان يجي رزقه معه”.وعلى الرغم من أنَّ الأسواق خلال هذا العام لم تشهد ذلك الإقبال الهائل كما في الأعوام السابقة إلاَّ أننا لانستطيع أن نغفل عن الحركة التي تنشط أحياناً وتفتر أحياناً اخرى، فالأسواق تكدست بالبضائع ورغم الغلاء الفاحش إلاَّ أنَّها مازالت ـ هذه البضائع ـ تجد لها مشترياً ومازال الزبون يركض وراءها.[c1]متطلبات الشهر الكريم .. هم لابد منه [/c]قمنا بجولة صغيرة في بعض الأسواق وتحدثنا مع بعض المواطنين واصحاب المحلات حول الحركة الاقتصادية والقدرة الشرائية للمواطن وكما هو معتاد كان أكثر رواد هذه الأسواق هم من النساء.* “أم محمود” التقيناها في إحدى المحلات التي يتبع الأدوات المنزلية حدثتنا قائلة: “الاسعار نار لكننا نحاول أن نجاريها وإن نشتري ما نحتاجه فمنازلنا لابد لها من تجديد وهذا يتم قبل وأثناء شهر رمضان فهذه الكماليات أصبحت الآن ضروريات ولايمكن الاستغناء عنها، ثم أن عددنا يكثر ونتبادل الزيارات بيننا وهذا كله يتطلب “تجديداً” لابد منه.* أم سميح ـ رفيقتها تقول مؤيدة: “ إن بعض الأواني والاثاث في منازلنا تتلف وتنتهي ولايمكن ان نستغني عنها دون البديل”.وعندما قلت لهم الا يرهق هذا ميزانيتكم الرمضانية؟!أجابت: “موافقة ولكن هم لابد منه” ..[c1]مواطن .. انفاقنا على الكماليات على حساب الضروريات[/c]* الأخ/ علي ... عامل في بقالة يقول عن الإقبال في الشراء:هناك إقبال كبير خاصة في هذه الأيام فنحن ندعم محلاتنا بالبضائع ونجد لها زبوناً هنا وهناك.* أما الأخ/ سعيد عبدالله الجوفي ـ اجابنا وهو يشتري “راشن” شهر رمضان من الأخ/ علي آنف الذكر يقول الأخ/ سعيد: هذا البدنج والفيمتو اصبح مثله مثل الرز والطماط والبطاط في رمضان وأسعاره تزيد عاماً بعد عام لكنه والحق يقال استنزف منا ميزانيتنا فنحن ننفق عليها أكثر مما ننفقه على التمر مثلاً ..* الأخ/ فتحي عامل في محل للفواكه شاركنا في رأيه وقد سألناه كيف يرى الناس في رمضان وهل يجد لبضاعته زبوناً قال: “ الفواكه من أهم الغذاء الذي يترأس الموائد أثناء الافطار وبعده .. صحيح أن سعر الكيلو التفاح أو البرتقال الخارجي غالٍ جداً إلاَّ أنه غالٍ علينا نحن اصحاب المحلات ايضاً فكما نبيعه بالغالي نشتريه نحن باسعار غالية.[c1]لانملك دخلاً .. والغلاء فاحش[/c]* أما الأخت/ أم محمد فلها رأي مختلف تقول ام محمد: “ أنا امرأة غير موظفة زوجي لايملك عملاً مستقراً لذا فنحن نواجه مشكلة كبيرة في رمضان فالغلاء “زايد” ولانستطيع ان نلبي متطلباتنا أو متطلبات أبنائنا الذين يرون ماحولهم ويحاولون تقليده وإذا انتهى شهر رمضان فإن عيد الفطر بعده وهو الآخر يحتاج إلى مصاريف وطلبات ناهيك عن موسم الدراسة والفصل الدراسي الآن، لكننا نقول ان شهر رمضان هو شهر الخير والمواساة وأهل الخير كثر والله لايترك عباده والله كبير”.* في الحقيقة كانت هذه الكلمات مؤثرة وغيرها كثير وكثير ممن لايجدون قوت يومهم فكيف بمتطلبات شهر رمضان وغلاء الأسعار فيه وطرحنا هذا الأمر على الأخ/ .... سلام ـ صاحب محلات وفاعل خير أجاب: الكثير من التجار لايلتزمون بزكاة اموالهم بينما الإسلام دعانا إلى مواساة الفقير والمعدم والبحث عنهم في أي وقت وليس فقط في شهر رمضان فكيف في هذا الشهر الكريم ..؟!فمثل هذه الحالات كثيرة جداً وأنا ادعو اخواني التجار وعبر صحيفتكم إلى فعل الخير ومواساة الفقراء فهذه الأيام التي تشهد استعداداً لاستقبال شهر رمضان هي أكثر الأيام هم بالنسبة لذوي الدخل المحدود أو معدمي الدخل.