مسؤولين اميريكين يؤكدون وصول اسلحة ايرانية إلى العراق
بغداد /(14 أكتوبر) / (رويترز) :قال مسؤولون عراقيون أمس الخميس إن رئيس الوزراء العراقي ارسل وفدا إلى طهران لإبلاغ المسؤولين الايرانيين بالكف عن دعم الميليشيات الشيعية الأمر الذي يبرز قلق العراق بشأن نفوذ جارته القوية. وغادر وفد من الائتلاف العراقي الموحد الحاكم الذي يتزعمه نوري المالكي إلى طهران أمس الأول الاربعاء في اعقاب اتهامات جديدة من مسؤولين أمريكيين بالعثور على أسلحة إيرانية حديثة الصنع في العراق. وقال سامي العسكري وهو عضو بارز في مجلس النواب عن الائتلاف الشيعي وصديق مقرب للمالكي ان الائتلاف قرر ارسال وفد للضغط على الحكومة الايرانية لوقف تمويل ودعم الجماعات المسلحة. وتتهم واشنطن طهران بتسليح وتدريب وتمويل عناصر مارقة من ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة . وتنفي ايران الاتهامات وتحمل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 المسؤولية عن العنف في العراق. وشدد المسؤولون الأمريكيون لهجتهم ضد ايران منذ ان شن المالكي حملة امنية على الميليشيات الشيعية في مدينة البصرة الجنوبية اواخر مارس اذار. وادت تلك الحملة الى وقوع اشتباكات استمرت لمدة شهر في بغداد اطلق خلالها الميليشيات اكثر من 700 صاروخ وقذيفة مورتر على اهداف في العاصمة. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون ان الكثير من تلك الاسلحة من صنع ايران. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان الوفد العراقي حمل اسئلة الى طهران تحتاج الى اجابات. وعندما سئل عما اذا كان الوفد الذي يرأسه نائب رئيس البرلمان سيثير قضية تسليح الميليشيات قال الدباغ ان الوفد سيناقش جميع القضايا التي اثيرت. واضاف ان العراق يتوقع ويريد ان يتم التدخل الايراني من خلال الحكومة المنتخبة وليس من خلال طرف ثالث. ولم يذكر المزيد من التفاصيل كما لم يكشف عن الشخصيات التي سيلتقي بها الوفد. وقال جلال الدين الصغير وهو عضو اخر بمجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد ان الوفد أرسل بعد التدهور الخطير الذي طرأ على الوضع الامني في العراق في الاونة الاخيرة.
ويقول مسؤولون أمريكيون ان الصدر نفسه يعيش في مدينة قم الايرانية. ونفى الصغير تقارير افادت بان الوفد العراقي سيجتمع مع الصدر. ونفى المتحدث باسم الصدر وجود رجل الدين الشيعي في ايران. ويقول مسؤولون أمريكيون انهم جمعوا ادلة تفيد وصول اسلحة ايرانية الى العراق في الاونة الاخيرة لكنهم احجموا عن الكشف علانية عن ادلتهم حتى يتمكن العراقيون من عرض ما لديهم على ايران اولا. وقال مسؤول يسافر مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس امس الاربعاء “ العراقيون يرغبون اولا في عرض ما لديهم على الحكومة الايرانية قبل ان يعرضوه على العالم.” واضاف “اولا وقبل كل شيء هي محاولة للقول “اسمعوا ..نحن نعرف ما الذي تدبرونه. هذا ليس مفيدا. كفوا عن هذا.” وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث الامني في بغداد هذا الاسبوع ان العراق ضبط صواريخ ايرانية الصنع واسلحة ثقيلة خلال الاسابيع الاربعة الماضية في العاصمة. ويتعين على المالكي ان يلتزم الحرص في التعامل مع طهران وواشنطن العدوين اللدودين اللذين على خلاف ايضا بسبب برنامج ايران النووي. لكن المالكي سعى ايضا للتعبير عن استقلاليته. فقال في مؤتمر صحفي امس الاربعاء انه ليس رجل ايران في العراق وانه شن حملته العسكرية في البصرة دون اعطاء الجيش الأمريكي الكثير من المعلومات. ووصف برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي هذا الاسبوع علاقات بغداد مع طهران بانها من بين العلاقات الاكثر تعقيدا. وقال صالح لرويترز ان العراق لا يتحمل علاقات مضطربة يمكن ان تتردى وتعود به الى حالة الصراع الذي وقع في عهد سابق. واضاف ان الوقت قد حان لوضع هذه العلاقة على اساس سليم. وفي اعمال عنف جديدة قالت القوات الأمريكية انها قتلت 18 مسلحا في اشتباكات اندلعت بعد ظهر امس الاربعاء واستمرت خلال الليل في حي مدنية الصدر معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد. وقالت الشرطة ان القتلى بينهم امرأتان وطفلان. ويشهد حي مدينة الصدر اشتباكات شبه يومية بين قوات الامن والمقاتلين الشيعة وهو ما جلب الشقاء على حياة الكثير من سكان الحي البالغ عددهم مليوني شخص. وقال المالكي انه خصص “مبالغ مالية كبيرة “ لتطوير قطاع الخدمات في حي الصدر ووتمويل عملية البناء والاعمار. وقال في بيان “يؤسفنا القول ان ما يفاقم معاناة المواطنين ويلحق الضرر بهم وقوع مدينة الصدر تحت سطوة العصابات الاجرامية والخارجين عن القانون.”